{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 2 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
عصر السلطة الجديدة .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #2
عصر السلطة الجديدة .
( الجزء 2 من 4 )
Array
"غزو أجزاء من السوق التجاري لقوة ما تعادل الغزو العسكري لإقليم من أقاليمها".
"كيف يكون لدول الجنوب دورا في نظام دولي لا تتفاوض حوله بينما تتأثر به كلية ؟."
[/quote]
سلطة العنف .
إن مفهوم القوة كما نعرفه حتى وقت قريب نشأ من خلال إشكالية الحرب و السلام ، و لكن هذا المفهوم لم يعد ملائما لعصر التجارة و العولمة ، فاللعبة لم تعد استراتيجية- عسكرية و لكنها إقتصادية- ثقافية ، و لهذا لم يعد هناك عاقل يفكر في السلطة كقوة عنيفة يفرض بها إرادته على الغير ، فالعنف لم يعد له نفس الأهمية القديمة و السلطة القائمة عليه هشة سريعة الإنهيار ، و لعله من الملاحظات الموحية أن السمة المميزة للحروب المعاصرة هي إمكانية تحقيق إنجازات عسكرية مع إنعدام المكاسب على الصعيد السياسي ، و هذه النتيجة تبدوا صائبة لو راجعنا نتائج إستخدام العنف المطلق في الصراعات المعاصرة . إن كل إنجازات إسرائيل العسكرية و بعضها حاسم كحرب 1967 لم تحقق لها شيئا يذكر ، فالأمن الإسرائيلي اليوم أبعد منالا من أي فترة سابقة ، نفس الفشل في تحقيق الأهداف السياسية صادف القوة العسكرية الإنجليزية الفرنسية في مصر 1956 ،والأمريكية في فيتنام و العراق ، و القوة السوفيتية السابقة في تشيكوسلوفاكيا و أفغانستان ، نفس الظاهرة تبدوا الآن أكثر وضوحا في نتائج أنشطة الإرهاب الإسلامي ، فبعض تلك العمليات الإرهابية كحوادث 11 سبتمبر ، و تدمير السياحة في مصر في التسعينات ، و تفجير السفارات الأمريكية و المصرية ، و عمليات الذبح الجماعية في الجزائر و التفجيرات الإنتحارية في العراق تعتبر إنجازا فريدا في جسارة العنف الجامح ، و لكنها في النهاية لا تؤدي إلى أي مكاسب سياسية ، بل على النقيض فهي تدفع المسلمين الأصوليين -بل ربما كل المسلمين- دفعا إلى حرب خاسرة ضد العالم كله .
السلطة الإقتصادية .
هناك مفكر اقتصادي هام هو ( البيرت هيرشمان ) وجه الإنتباه إلى العلاقة بين النفوذ الذي يتمتع به بلد ما وهيكل التجارة الخارجية الخاص به ، و نعلم الآن أن غزو أجزاء من السوق التجاري لقوة ما تعادل الغزو العسكري لإقليم من أقاليمها ، و أن التركيز التجاري الشديد للغاية يؤدي إلى التبعية السياسية ، و لعل أوضح مثال لذلك هو العلاقة بين اليابان و الولايات المتحدة ، فرغم أن مجمل التجارة اليابانية زاد خلال 30 سنة بنسبة 167% مقابل زيادة 7% فقط للولايات المتحدة ، فهذا لم يعط لليابان التفوق في علاقاتها بأمريكا لأن نحو ثلث التجارة اليابانية تتجه لأمريكا ،وهذا يوجب على اليابان تقديم تسهيلات كبيرة للولايات المتحدة . و تبقى الحقيقة التي لا ندركها بسبب خداع الخطاب التجاري ،و هي أن العلاقات التجارية هي علاقات قوة بين الدول ،و الثروة الناجمة عن المكاسب التجارية تضاف إلى رصيد السلطة ، فالقوة الناجمة عن الثراء ليست هدفا في حد ذاته بل دائما تسخر لأهداف أخرى . إننا نعيش الآن بالفعل على أعتاب أكبر إنتقال للسلطات في التاريخ الإقتصادي كله ، و تتجلى أول علامات هذا الإنتقال فيما يسمى ( شركات المستقبل المرنة ) ، فعالم الأعمال يتعرض الآن لأكبر هزة منذ الثورة الصناعية . وفي الواقع فإن ظهور إقتصاد المعرفة كان إشارة بدء سباق محموم بين النظم الإقتصادية المتقدمة ، و كشف عن تداعي الأنظمة الإقتصادية الإشتراكية ، وها هو يقلب علاقات القوى في كل مكان من العالم .
هكذا أصبح للقوة مفهوم أكثر نضجا و ملائمة لعصر جديد ، فهي تعني الآن كونها أداة لصياغة إطار التبادل التجاري الدولي ،و بالتالي تحديد شكل الحياة على الأرض ، كما أن اللعبة لم تعد لعبة صفرية ، بمعنى مهزوم خاسر أو منتصر رابح على طول الخط ، بل هي لعبة أكثر توازنا حيث تترك فرصة للطرف الأضعف كي يحمي مصالحه ولو جزئيا ، و ببساطة يمكن أن نرى أن القوة تحولت لتكون تحويل إحدى المزايا التي يملكها طرف ما إلى نتائج إيجابية لصالحه ، و بهذه الصفة فالقوة تمارس خلال عملية سياسية و قد تمتد لأعوام طويلة ، و من الأمثلة على تلك الممارسات المفاوضات المتعلقة بالتجارة الدولية أو ديون العالم الثالث و أسعار المواد الخام و حماية البيئة ، فالقوة تتحول لتكون شيئا مثل القدرة على تحديد جدول الأعمال ، و تثير هذه القوة الناعمة مخاوف دول الجنوب و تفرض عليها قلقا مؤرقا أكثر من القوة العنيفة ، فكيف يكون لمثل تلك الدول دور في نظام دولي وهي لا تتفاوض حوله بينما تتأثر به كلية ؟.
سلطة التكنولوجيا .
إن القوة التكنولوجية هي أكثر من أن تكون إمتدادا للقوة الإقتصادية ، فالتكنولوجيا أصبحت تشكل أنماط التنظيم الإجتماعي في كل مكان من العالم ، وهي تفعل ذلك ليس فقط من خلال نشر نماذج سلوكية جديدة و لكن أيضا من خلال خلق توقعات جديدة ، فالتكنولوجيا أفرزت ظاهرة التشيؤ أو عبادة الأشياء ، حيث يصبح إمتلاك منتجات التكنولوجيا شبقا لا يشبع لمن يملكها ومن لا يملكها على السواء ، و العجز في إمتلاك التكنولوجيا المتقدمة لا يهدد الثراء في الدول المتخلفة تكنولوجيا فحسب ، بل أيضا يهدد قدرة تلك المجتمعات على التأثير الدولي و الذي يمكن تحديده في ثلاثة عناصر تتأثر كلها بالتكنولوجيا و هي : الخيارات العسكرية و النفوذ السياسي و الإشعاع الثقافي ، أكثر من ذلك فنقص التكنولوجيا المزمن سيؤدي في النهاية أيضا إلى فقدان السيادة و الإستقرار ، و هكذا أصبحت القدرة على خلق تكنولوجيا جديدة و استيعابها هي مقياس النمو ، فهي التي تحدد معياري السيطرة و التبعية .
تتميز السلطة التي تتيحها التكنولوجيا لحائزها أنها سلطة فوق قومية و عابرة لها ، فهي ليست محلية تضاف إلى سلطة الدولة ، و لكنها سلطة كونية منتشرة بإنتشار قدرة التكنولوجيا المستخدمة على الحركة و الإختراق ، فالشركات الكبرى تتخطى بنشاطها الطابع الإقليمي ، وهي لا تقتصر الآن على التصدير الذي يخدم الدولة و يمكن أن تؤثر فيه ، بل هي تقوم باستثمارات كبيرة في أقاليم أخرى خلال شركات متعددة الجنسية غالبا ، هذه المشاريع تخضع لسيطرة الشركات و ليس لدولة بذاتها ،و لهذا نجد أن سوق التكنولوجيا هو سوق تنافسي عنيف ، تتصارع فيه الشركات الكبرى و الدول على قدم المساواة ، فتأثير الشركات التكنولوجية الكبرى لا يمكن مقارنته سوى بنفوذ الدول الصناعية ذاتها .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-10-2008, 12:48 AM بواسطة بهجت.)
01-10-2008, 12:43 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
عصر السلطة الجديدة . - بواسطة بهجت - 01-08-2008, 09:29 PM,
عصر السلطة الجديدة . - بواسطة بهجت - 01-10-2008, 12:43 AM
عصر السلطة الجديدة . - بواسطة محارب النور - 01-11-2008, 01:12 AM,
عصر السلطة الجديدة . - بواسطة العلماني - 01-11-2008, 11:56 AM,
عصر السلطة الجديدة . - بواسطة بهجت - 01-12-2008, 02:19 AM,
عصر السلطة الجديدة . - بواسطة بهجت - 01-12-2008, 05:38 PM,
عصر السلطة الجديدة . - بواسطة بهجت - 01-13-2008, 04:52 PM,
عصر السلطة الجديدة . - بواسطة بهجت - 01-21-2008, 04:10 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Video هل إيران شريك في صفقة تمرير سايكس بيكو الجديدة؟ زحل بن شمسين 2 363 09-24-2014, 06:32 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  السلطة بين الممارسة والتنظير فارس اللواء 6 1,026 09-26-2012, 10:28 PM
آخر رد: فارس اللواء
  السلطة الفلسطينية وهبلها! السلام الروحي 27 6,474 01-09-2012, 07:53 PM
آخر رد: السلام الروحي
  رياض الترك يتحدى السلطة ويتقابل علنا مع الأخوان على قناة الديمقراطية بسام الخوري 10 3,189 03-13-2011, 11:08 PM
آخر رد: أسامة مطر
  الحياة الجديدة قطقط 0 756 05-19-2010, 10:31 PM
آخر رد: قطقط

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS