حبة القمح


دمشق
صحيفة تشرين
طفولة
السبت 5 كانون الثاني 2008
حنان درويش
كانت النملة تحمل في فمها حبة قمح كبيرة وبينما هي تتجه إلى وكرها صادفتها حفرة لاتستطيع عبورها قالت في نفسها:

«كيف أتمكن من الوصول إلى بيتي؟» ‏

حاولت الدوران حول الحفرة فلم تقدر وذلك لوجود صخرة في الجهة اليمنى وجدول ماء في الجهة اليسرى حدثت نفسها ثانية وقد أرهقها التفكير والتعب: ‏

«عندما غادرت الوكر لم تكن الحفرة موجودة.. فأي فأر فعلها في غيابي!؟..» ‏

وبينما هي على حالها من الانشغال والقلق وصلت مجموعة من النمال من رحلة بعيدة.. صاحت:«لقد أتاني الفرج» ‏

سألت نملة: ‏

ـ مابك ياأختاه؟

‏

ـ لقد سدّت المنافذ في وجهي لن أستطيع العبور.. ‏

قالت هذا، وأشارت إلى الحفرة، ‏

اقترحت نملة ذات أفكار: ‏

ـ اتركي الحمل وامضي .. هكذا يصبح الأمر أسهل ‏

ـ لا.. لاأستطيع .. لقد تركت أطفالي دون طعام، وعليّ أن أعود بسرعة. ‏

تقدمت نملة تبدو على ملامحها علائم التضحية والإيثار .. اندفعت بفكرة غريبة: ‏

ـ مارأيكم لو نردم الحفرة بجيش من أجسادنا تمشي عليه الصديقة بهدوء وأمان؟. ‏

تناثرت أصوات متداخلة تؤيد وتعارض ‏

ربما سبب هذا هلاكاً لعدد من الفريق. ‏

قالت النملة حاملة الحبة، وقد التمع في ذهنها أمر مفاجئ «سأستدعي جاري الصرصار لإنقاذي.» ‏

رفعت صوتها بالنداء: ‏

ـ ياجاري العزيز أنا بحاجة إليك. ‏

بعد مناداتها له.. تذكرت أمراً مهماً يتعلق باحتمال رفضه لنجدتها فقد امتنعت ذات يوم عن إطعامه من مؤونتها حين طلب هذا ذات شتاء. ‏

سمع الصرصار المختبئ في مكان ما أحداً يناديه، قال: إنه صوت جارتي لابد أن أمراً عارضاً قد أصابها... عند وصوله رأى حشد النمال الكبير مجتمعاً ورأى سنبلة طويلة ممتدة فوق الحفرة تمشي عليها النملة وفي فمها ترتاح حبة من القمح الناضج ستكون طعاماً شهياً لأطفالها الأحباء.


*****************************************


رجاحة العقل


دمشق
صحيفة تشرين
طفولة
السبت 5 كانون الثاني 2008
كان رجل يعيش في منطقة يتعاطى النحو وكان له ابن فقال لابنه:إذا أردت أن تتكلم بشيءفاعرضه على عقلك وفكر فيه بجهدك حتى تقومه ثم اخرج الكلمة مقومة..

فبينما هما جالسان في الشتاء والنار تتقد وقعت شرارة في جبة خز كانت على الأب وهو غافل والابن يراه فسكت ساعة يفكر ثم قال: ‏



‏

ياأبت أريد أن أقول شيئاً أفتأذن لي فيه؟ قال أبوه: ان كان حقاً فتكلم ..قال اراه حقاً فقال قل..قال: إني أرى شيئاً أحمر قال: ماهو؟ قال: شرارة وقعت في جبتك فنظر الأب إلى جبته وقد احترقت منها قطعة فقال للابن :لم لم، تعلمني سريعاً؟ قال:فكرت فيه كما أمرتني ثم قومت الكلام وتكلمت فيه فحلف الأب بالطلاق أن لايتكلم بالنحو أبداً..
******************************