{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 2 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
عصر السلطة الجديدة .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #7
عصر السلطة الجديدة .
(الجزء الرابع )

ماذا تحكم يا سيد ؟
أجاب الملك ببساطة شديدة :
" أحكم كل شيء " . أكزوبري

" نعمل بسلام من أجل الاستيلاء على العالم". من إعلان لشركة Singer الألمانية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحولات السلطة .

يمكن لمن شاء أن يتسائل طالما كانت عملية إنتقال السلطة تتم على مر التاريخ و في مختلف الحقب بشكل دوري و طبيعي تماما ، حتى أنه يمكن أن نختزل التاريخ الإنساني في تاريخ إنتقال السلطة ، فما هو الجديد الآن كي نطرح قضية تحول السلطة ؟.
الجديد النادر هو ..
أننا نشاهد الآن نظام السلطة على إمتداد العالم بأسره وهو يتفكك خلال نفس الحقبة الزمنية ، ليس هذا فقط بل أنه مع إنتقال السلطة إلى لاعبين جدد ، تتغير أيضا طبيعة السلطة و تنقلب قواعد لعبتها جذريا ، فلم يشهد العالم تحولات في أشكال و ممارسات السلطة كما يحدث الآن ، تلك التحولات لا تحدث عند القمة فقط و لكنها تنتشر خلال كل المستويات.
لا شيء أصدق تعبيرا عن تحولات السلطة من عبارة الفين توفلر :" أن السلطة التي تحددنا و تميزنا بشكل كبير كأفراد و أمم ، هي ذاتها في طريقها إلى شكل جديد ." ، و لا يحتاج الأمر لفراسة خاصة كي نلاحظ أفول السلطة بأشكلها التقليدية في هياكل المجتمعات الدولية كما في الحياة الإقتصادية ، و من المثير للتأمل أن نراقب إنتقال السلطة و هو يتم بشكل متسارع جعل الأحداث المتلاحقة هي التي تدفع زعماء العالم بدلا من أن يتحكموا فيها ، و هناك مؤشرات قوية تدعونا إلى الإعتقاد أنه خلال السنوات القادمة ستكتسب القوى التي تسعى لتفكيك الأنظمة الإجتماعية التاريخية كالدولة و الأسرة و الأديان مزيدا من القوة و العنف و التأثير .
إن العالم كله يشهد ما يمكن أن نطلق عليه عملية إعادة هيكلة العلاقات بين مكوناته ، هذه العملية تتم بشكل مكثف للغاية و غير مسبوق و سوف يترتب عليها نتائج نادرة الحدوث في التاريخ ، ربما يكون أهمها وصول سلطة جديدة و ليس فقط نقلا للسلطة في إطار السلطات التقليدية ، هذه العملية ستؤدي إلى تحول السلطة و تغير طبيعتها بشكل جذري ، فالسلطة ستكون سلطة ناعمة و لكنها حازمة ، سلطة العقل و المعرفة كما تنبأ و نستون تشرشل في عبارته الشهيرة :" إن إمبراطوريات المستقبل هي إمبراطوريات ذهنية " .
لم يعد الجنرالات وزعماء العشائر يقودون الآن سوى الشعوب المتخلفة ، و حتى رجال المال سيتوارون قريبا في الظل ، قائد المستقبل لن يكون ذلك الرجل صاحب الكريزما الذي يلهم الجماهير ، و لكنه مدير الأنظمة الرقمية فائقة السرعة ،و مبرمج الشفرات الوراثية ، و مخطط مشروعات المراحل المتزامنة ، و العالم في الكيمياء الحيوية ، بل و حتى بعض قادة المستقبل سيأتون من العالم الإفتراضي مباشرة ، و الحكومات الإليكترونية المنتشرة في العالم اليوم ستكون كلها حواسب ذكية ،و سينعدم العامل البشري بعواطفه و أحقاده السخيفة .

تحولات السلطة في الشرق الأوسط.

تحدث عملية تحول السلطة بشكل أو آخر على إمتداد العالم كله ، و الأمر ليس بعيدا عنا كما ربما يعتقد البعض ، ففي الشرق الأوسط نعاصر تبدل واضح للسلطة من قوة العنف إلى سلطة المال ، و يرتبط بذلك التحول إنتقال السلطة من مراكز القوة العسكرية التقليدية في مصر و إسرائيل إلى منابع الثروة البترولية و مخازن الفوائض النقدية في السعودية و إيران ، هذا الإنتقال ليس عارضا نتيجة ضعف في الإرادة السياسة المصرية كما نفهمه عادة ، و لكنه انتقال طبيعي نتيجة تبدل في طبيعة السلطة و محتواها ، لقد انتهى الزمن الذي كان العرب ينتظرون فيه نتائج الحروب بين مصر و إسرائيل لتقرير مصيرهم ،و أصبح هذا المصير مرتبطا بالمفاوضات داخل الأوبك و بين السعودية و أمريكا ، و أيضا مرتبطا بالتدفقات المالية الإيرانية المتجهة إلى حلفائها ، فعوائد تصدير البترول تمول كل شيء يتحرك أو يقال في المنطقة من التفجيرات الإرهابية حتى الجهود المبذولة لمقاومتها ، ومن فتاوى القرضاوي حتى تخاريف مقتدى الصدر .
عندما نتحدث عن انتقال السلطة إلى السعودية فهذا يعني بشكل ضمني انتقال السلطة للأصولية الإسلامية و دعم الإرهاب الديني ، فالإرهاب كما نعلم يقيم عرشه على سطح من الذهب الأسود ، ومع كل طفرة في أسعار البترول تمتلأ العواصم العربية و حتى العالمية بالجثث .
شهد العام الماضي تدفقات مالية هائلة إلى دول الخليج بسبب مبيعات البترول المرتفعة ، و بلغت التراكمات المالية في دول الخليج حوالي تريليون دولار ، وهذه مبالغ تفوق كثيرا قدرة السلطات المحلية على السيطرة بل و حتى قدرة جهات المراقبة الدولية على ذلك ، و هذا يعني تلقائيا زيادة غير مسبوقة في قوة مراكزالتطرف الديني و العمليات الإرهابية بدءا من هذا العام ، يعني أيضا أن يبقى لبنان بلا رئيس و أن ينتقل مهدي عاكف إلى قصر جديد ،و أن تسيطر حماس على كل السلطة الفلسطينية ، و أن تصبح كتب زغلول النجار و خطب ابن لادن مقررات دراسية في الدول العربية الفقيرة .

نظم السلطة الهيكلية.
تشهد الأزمنة الحديثة نوعا غير مسبوق من السلطة ، و هي السلطة التي لا تنتج خلال السعي و الإرادة ،و لكنها سلطة تتولد بشكل طبيعي نتيجة هيكلية العولمة حتى بدون رغبة أو إرادة و غالبا بلا عدوانية تجاه الآخرين ، مثل تلك السلطة هي نتيجة شكل الإطار الذي يتخذه النظام التجاري العالمي ،و لهذا يطلق عليها البعض ( قوة الإطار أو الهيكلية ) ، خلال هذا الإطار أو الهيكلية و نتيجة السيطرة الطاغية ، يحدد بعض اللاعبين قواعد الإقتصاد السياسي العالمي بما في ذلك هوامش المناورة لباقي اللاعبين ، و تحدد (سوزان سترنج) الإخصائية البريطانية في الإقتصاد السياسي الدولي عناصر القوة ( الهيكلية ) في أربع عناصر حاكمة هي : الأمن و المعرفة و الإنتاج و التمويل ، وهذه القوة الهيكلية مرتبطة بالأنماط السلوكية أكثر من ارتباطها بالنظم السياسية ، بمعنى أنها تعمل مستقلة عن السلطات الإقليمية للحكومات ، و تتميز بأنها تعمل خلال لاعبين خارج نطاق الإقليم كالإعلام و المشاريع و المصارف و هكذا ، وهي تمارس تأثيرها على الأفراد مباشرة ، و تشكل معالم إمبراطورية كونية عاصمتها واشنطن ، فالولايات المتحدة تنفرد بالقدرة على اللعب على عناصر القوة الأربع جميعا ، في هذه البيئة من القوى الهيكلية تتجمع القوة و السلطة في تحالف ضيق للغاية إلى الحد أن قوة بحجم أوروبا و بكل تطورها ، تخاف من بناء تحالف أمريكي ياباني لإدارة التكنولوجيا و التجارة العالمية يستبعدها ولو نسبيا .
كما ربما يتذكر بعض الزملاء أننا تعرضنا في شريط سابق إلى أن النظام العالمي ينقسم إلى عدد من الأنساق الوظيفية الفرعية ، و تتفاوت درجات القوة لأي لاعب بين تلك الأنساق فلم يعد ممكنا إحراز القوة المطلقة في كل الأنساق الوظيفية للاعب بعينه مهما كانت قوته ، و تثار الآن مسألة تحويل القوة من مجال إلى آخر ، أو ما يطلق عليه fungibility ، و بالتالي فيمكن لقوة عظمى مثل الولايات المتحدة تعاني كثيرا من مشاكل نقدية تحويل جزءا من قوتها العسكرية و الحمائية إلى مزايا إقتصادية تحصل عليها من قوى تجارية عملاقة و لكن بلا قدرات عسكرية عالية مثل ألمانيا و اليابان .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-13-2008, 04:54 PM بواسطة بهجت.)
01-13-2008, 04:52 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
عصر السلطة الجديدة . - بواسطة بهجت - 01-08-2008, 09:29 PM,
عصر السلطة الجديدة . - بواسطة بهجت - 01-10-2008, 12:43 AM,
عصر السلطة الجديدة . - بواسطة محارب النور - 01-11-2008, 01:12 AM,
عصر السلطة الجديدة . - بواسطة العلماني - 01-11-2008, 11:56 AM,
عصر السلطة الجديدة . - بواسطة بهجت - 01-12-2008, 02:19 AM,
عصر السلطة الجديدة . - بواسطة بهجت - 01-12-2008, 05:38 PM,
عصر السلطة الجديدة . - بواسطة بهجت - 01-13-2008, 04:52 PM
عصر السلطة الجديدة . - بواسطة بهجت - 01-21-2008, 04:10 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Video هل إيران شريك في صفقة تمرير سايكس بيكو الجديدة؟ زحل بن شمسين 2 362 09-24-2014, 06:32 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  السلطة بين الممارسة والتنظير فارس اللواء 6 1,023 09-26-2012, 10:28 PM
آخر رد: فارس اللواء
  السلطة الفلسطينية وهبلها! السلام الروحي 27 6,474 01-09-2012, 07:53 PM
آخر رد: السلام الروحي
  رياض الترك يتحدى السلطة ويتقابل علنا مع الأخوان على قناة الديمقراطية بسام الخوري 10 3,188 03-13-2011, 11:08 PM
آخر رد: أسامة مطر
  الحياة الجديدة قطقط 0 756 05-19-2010, 10:31 PM
آخر رد: قطقط

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS