Array

يعني بناءاً على هذا الكلام من حقي انا ان اؤسس حزب واضم اليه كل الرعاع والغوائيين ونمارس العمل الثوري بان نفعل ما نشاء وقتما نشاء فنقصي هذا ونتهم ذاك ونفجر ونعدم ونلغي ونصدر وكل هذا بصك غفران العمل السياسي والابتعاد عن المثاليات. اقتل ثم اقتل ثم اقتل حتى يسميك الناس ثورياً فاتحاً... ها لا اظن انني ساقتنع بهذا التبرير... ثم اذا كان الامر كما تقول جاز لاسرائيل كل ما تفعله فماذا تنقم من اسرائيل اذن؟ هي ايضاً من حقها ان تفعل ذلك باسم العمل الثوري !

[/quote]

شوف يا سندي،

عندما يغتصب المحتل وطنك، ويشردك من أرضك، ويمحو معالم تاريخك، ويصبغ مدينتك بصبغة أخرى، فأنت صاحب قضية في وضع صعب. وعندما تحاول أن تسترد وطنك وحقوقك المشروعة أمام عدو غاشم أفرغ المدن الفلسطينية من سكانها ومحا 375 قرية فلسطينية محواً نهائياً عن أرض فلسطين، فأنت لن تذهب إلى هذا العدو بالورود والرياحين وتطلب منه بأدب جم أن يعيد إليك أرضك ثم تتوقع أن يقبل معك.
عندما يدعي هذا العدو بأن أرضك المغتصبة هي أرضه التي سلمها إياها إلهه، ثم تراه ينفذ المجازر كي يستولي عليها (كفر قاسم ودير ياسين مثلاً)، فأنت لا تتوقع أن تأتي استعادة وطنك وحل قضيتك عن طريق السلام والوئام والوفاق والمفاوضات. في نفس الوقت، عندما يصبح شعبك مجرد أرتال من لاجئين يجدون، بالكاد، سقفاً يقيهم حر الصيف وبرد الشتاء، ومنهم كثر يقبعون في المخيمات، فأنت لا تتوقع أن تباشر ضغطاً أو تفاوض دولة متقدمة يدعمها العالم المتحضر بالمال والعتاد. فماذا تفعل؟
طبعاً لا أسألك، ولكن هذا ما وجد "جورج حبش" نفسه أمامه حتى أواخر الستينات. وكان جوابه أنه لا يستطيع أن يقف لإسرائيل وجهاً لوجه، ولكن الظروف تحتم "حرب العصابات والميليشيات المسلحة" القادرة وحدها على الحد من غطرسة وبطش هذا المحتل المتجبر. وهكذا كان.
لم يبدأ "حبش" التفجير في كل مكان، ولم يزج "بالعوجا وأم قرون" - كما يقول فلاحونا - في المعركة، بل كانت بوصلته "فلسطين"، وليس من طريق أمامه سوى "الكفاح المسلح" في السير على درب واضح .. درب استعادة فلسطين. فلسطين كانت له هي البوصلة، وهي الطريق، وهي الهدف، وفلسطين هي "الوطن" الذي يحلم باستعادته.
مسيرة "جورج حبش" ليست مسيرة "عشوائية"، وليست نقمة على العالم والناس، ولكنها خطوات سياسية و"كفاحية" محسوبة بوصلتها "فلسطين"، و"كل بوصلة لا تشير إلى القدس .. مشبوهة ... اكسروها على قحف أصحابها" كما يقول الرائع "مظفر النواب".

ولكن، قبل أن نستأنف الحوار، سوف أنتظرك ريثما تحضر مع "مصدر مقبول" (كتاب محترم أو حتى إرشيف صحيفة معروفة) يوثّق ما نشرته أمامنا من "مسلّمات وحوادث" أرى كاتبها "يتعثر بها" جداً (مثلاً، الإشارة إلى نسف الطائرات في الأردن لم توضح أن الطائرات كانت "فارغة من ركابها"، وأن ركابها عادوا إلى بلادهم بأمان، مما يؤكد على حرص الشعبية على الابتعاد عن إراقة الدماء دون طائل).

أنتظرك إذاً بمصدر "معقول مقبول" تستطيع أن تؤسس عليه "فرضياتك" وأرجو ألا يطول انتظاري ...

واسلم لي
العلماني