كتب حسن خضر في جريدة الايام الفلسطينية ( وفقط للعلم فبل اتهامات القومجية والماركسية من يعرف حسن خضر يعرف بعده عن هذا المصطلحات ).

"قال، ذات يوم، للفتى الـمشدوه بالاستماع إلى كلام الذكريات الشخصية: كان بيتنا، هناك، قرب سكة الحديد. وبعد سنوات طويلة، ذهب الفتى إلى هناك، ليرى بعيني الغائب، عالـماً لـم يعد لهما فيه، سوى ما يترك الزمن من بقايا طرية لطعنة في الذاكرة، وما يحرّض على اجتراح فعل جديد للتعارف بين بشر وأمكنة.
لـم يكن مشهد الخروج من اللد (فلنقل الهبوط من الجنّة) تجربة تروى، بل كان فيه ما يستعيد طقساً من كربلاء. خافتاً يروي، وخافتاً يمشي الحنين في ثنايا صوت تهدّج، وعروق نفرت، وحواس استنفرت، فيغمض الحكيم عينيه، مستسلـماً لـمشرط الألـم يقطّع الكلام بما شاء، وكيفما شاء من ضروب الفجيعة والغضب.
وأزعم، بكثير من الثقة، أن سؤالاً واحداً ووحيداً تخلّق في ذلك اليوم البعيد من أيام تموز في العام 1948، واستولى على ذهن الحكيم وقلبه: كيف نحرّر فلسطين؟ "

وايضا :

"ورغم أطنان النظريات والـمرافعات السياسية في كل لغات وبقاع الكون، إلاّ أن جواب الحديد والنار كان، ولا يزال، أحد الحلول الـمباشرة، والأكثر تداولاً، لحسم صراعات مستعصية. كما كان، ولا يزال، الشق الثاني في علاقة بالسياسة أضفت عليها هزائم كثيرة تكبدها الفلسطينيون كل خصائص الوعي الشقي.
وبقدر ما يتعلّق الأمر بطالب الطب في الجامعة الأميركية ــ وقد أصبح لاجئاً ــ كان في حل كهذا باعتباره أعلى أشكال الـممارسة الثورية، ما يشبه التطبيق العملي لـمهنة الطب. فالطبيب الناجح لا يصف الدواء الصحيح إلا بعد تشخيص صحيح. ويبدو ما عاشه من تحوّلات سياسية وأيديولوجية، على مدى ستة عقود تلت، نوعا من البحث عن تشخيص صحيح، بينما الحركات والـمنظمات الثورية التي أسهم في تأسيسها أقرب إلى وصفات دوائية تجريبية على أمل الوصول إلى ترياق أخير. ".


اما ولم يصل لانكي خبر " ان لا شمانة في الموت " ودعني اسمي الاشياء لك كما تحبذ انت تسميتها, اي بمسمياتها, هذه وضاعة اخلاقية.

فقط من يفهم ويعرف شعور طفل راى بام عينيه طوابير اللاجئين التي طردت من اللد ( وقد شهدت اللد والرملة تحديد مجزرة كبيرة بقيادة اسحاق رابين) ومن ثم حياة البؤس في مخيمات اللاجئين يعرف خيار جورج حبش, والاهم, دوافه هذا الخيار, اما الحديث عن الامر مرددين اغنية سعاد حسني : الدنيا ربيع والجو بديع افلي على كل المواضيع, هذا الحديث لا سند اخلاقي له , لم تكن الدنيا ربيع بل كانت مطر من الدموع والهدم والقتل والطرد والمجازر ولم يكن الجو بديع بل كان جو من الكئابة وشلل والعجز لم يصمد امامه الكثيرين, لكن جورج حبش رفض الانصياع لقرار الصمت ( الذي اختاره البعض ) بل قام بعمل شيء ما قد نختلف في تقييمه لكن لا خلاف انه اختار امر لولاه لكنا لا زلنا نعرف بشعب من اللاجئين .