إلى الخلود يا حكيم...

شيع عشرات الآلاف من أنصار الجبهة الشعبية، والجماهير الفلسطينية، وكبار الشخصيات والفصائل الفلسطينية في الوطن والشتات والأحزاب العربية وممثلين عن السلك الدبلوماسي في عمان والفعاليات العربية والشعبية في العاصمة الأردنية " عمان" ظهر أمس جثمان حكيم الثورة الفلسطينية وضميرها القائد الأممي والقومي الكبير الشهيد د. جورج حبش مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأحد أبرز القادة التاريخيين للشعب الفلسطيني. من كنيسة الروم الاورثوذكس في العاصمة الاردنية عمان الى مثواه الاخير، وسط صيحات المشيعين التي تعالت في الكنيسة والتي تترحم على روح الدكتور جورج حبش .


وكان الموكب الجنائزي قد انطلق من مستشفى عمان إلى كنيسة الروم الارثوذكس وسط هتافات تشيد بمناقب ومكانة القائد الراحل, وتشيد بشهداء الجبهة الشعبية أمثال أبو علي مصطفى الأمين العام السابق للجبهة ووديع حداد وغسان كنفاني وغيرهم من الشهداء .
ونقل الجثمان من كنيسة الروم الارثوذكس في عمان إلى مقبرة سحاب في العاصمة الأردنية عمان .
من جانبه رحب عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مسئول فرعها في الخارج بالمعزين من أصدقاء الحكيم ومحبيه من القيادات الفلسطينية والعربية قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية د.ماهر الطاهر في تأبينه أن الجبهة والشعب الفلسطيني والأمة العربية والاسلامية وأحرار العالم فقدت مناضلاً كبيراً، أفنى حياته في خدمة قضيته وشعبه.

وأكد الطاهر أن الحكيم القائد الرمز الفلسطيني الكبير والقائد القومي العربي أسس مدرسة فكرية وسياسية وأخلاقية، وعلمنا المبادئ والاستمرار والتمسك بالحقوق والإصرار على تحديد الأهداف.

وأضاف بأن التاريخ سيكتب كثيراً عن الحكيم وعن تجربته النضالية والكفاحية العميقة، مشيراً إلأى أن محبي الحكيم أو الذين يختلفون معه يتفقون بأنه كان يجسد مدرسة أخلاقية ومدرسة مبدأية.

وأكد الطاهر أن شعبنا الفلسطيني بأسره في اللد وحيفا ويافا شعروا بالحزن العميق وهذه الخسارة الكبرى وليس الجبهة فحسب.

وشدد الطاهر على أن الوفاء للشهيد هو بتذكر قوله " كونوا أوفياء للشهداء" فقد كانت عنده أم وزوجة وأخت الشهيد أهم من أي قائد وأهم من أي إنسان.

وعاهد الطاهر الحكيم أمام شعبنا وأمتنا العربية أمام كل أصدقائه في العالم، أن الجبهة ستبقى وفية لتراثه ولقيمه ومبادئه وثوابته التي أمضى حياته يناضل من أجله، مستذكراً قول الحكيم " أنه لا يمكن أن نحقق النصر ضد هذا العدو السرطاني إلا بالوحدة الوطنية، وإياكم أن تقعوا في خطأ تمزيق الوضع الداخلي الفلسطيني فعدونا الأساسي الرئيسي هو العدو الصهيوني الذي احتل أرضنا والذي يريد القضاء علينا جميعاً، والذى لا يقبل إلا بمجموعة عملاء".

وختم الطاهر حديثه بالتذكير بوصية الحكيم الداعية للوحدة مستعرضاً آخر حوار دار بينه وبين الحكيم عندما سأله عن شعبنا وأهلنا في غزة ؟ قال له د.الطاهر أن أهلنا في غزة بخير هم فتحوا الحدود، فابتسم الحكيم وقال : " ممتاز راح ييجي اليوم تقتحم فيه كل الحدود العربية".

وتخلل العزاء في الكنيسة هتافات هتفت للحكيم مثل " بالروح بالدم نفديك يا حكيم"، " يا وديع افتح الباب جاييك أغلى الأحباب.. يا أبو علي افتح الباب جاييك أغلى الأحباب.. يا غسان افتح الباب جاييك أغلى الأحباب".