Array
بعد إذن السادة الفضلاء
1. مسألة إجبار الفرد على الالتزام بالفرائض الدينية في الإسلام ليست من حق واحد على الإطلاق فالتزام الشخص بالفروض حرية شخصية من الدرجة الأولى .
2. يبدأ تدخل القائمين على الأمر في حرية الشخص عندما يتعدى بها على حرية الآخرين وبما يترتب عليه إلحاق ضرر بالنظام العام بمعنى التأثير في نظام الدولة كإحداث فوضى أو ما شابه ذلك بصورة واضحة لا تقبل الخلاف.
3. مسألة قيام الدولة بإجبار رعاياها على دفع الزكاة مسألة محل خلاف كبير في باب السياسة الشرعية عند الفقهاء والكلام فيها طويل ولا يوجد فيها قرار أخير.
4. بخصوص حرب أبي بكر على مانعي الزكاة فالحرب حقيقة ليست لأجل منع الزكاة وإنما للخروج على النظام وشن الثورة عليها وهو أمر كان محل لبس عند بعض الجماعات الدينية ولكن الموضوع واضح جدا عند شراح الحديث النبوي.
5. انتقال الشخص من دين إلى دين أمر خاص بالشخص من الدرجة الأولى ولا يتدخل القائمون على الأمر في حريته إلا إذا ترتب على ردته ما يخل بالنظام العام وحوادث تنفيذ حدة الردة عبر التاريخ الإسلامي ليس الداعي الحقيقي لها سوى أمور خارجة عن انتقال الشخص نفسه وإنما كان لأمر عارض بعيد عن ترك الدين إلى دين آخر ، فمن شاء أن يؤمن فليؤمن ومن شاء أن يكفر فليكفر بما لا يترتب عليه التحقير أو الازدراء.
[/quote]

عندما اقرأ مثل هذه التعليقات المنتشرة بكثرة والتي تحاول تبرير (الواقع)، اتذكر على الدوام المثل المصري الذي يقول، حسب مااتذكره: اسمع كلامك اصدق اشوف فعلك استغرب.

ان كل هذا الكلام اعلاه ليس له قيمة في الواقع العملي، إذ لااتذكر ان هناك فقيه واحد قدم اعتذاره لضحايا التطبيق لما جرى ويجري تطبيقه بإسم الاسلام، ولااعتقد ان هناك من سيفعل.. ومهما كانت " الادعاءات" عن ان الاسلام كدين لايدعو الى الفرض بالقوة، فالفرض كان ولازال دائما موجودا تحت سمع وبصر المؤسسة الدينية ورضاها، ولم يحصل في اي عصر على الاطلاق ان قامت المؤسسة الدينية بقيادة حملة ضد الفرض ومن اجل حرية الرأي والانتهاء من ثقافة الوصاية والاخضاع. والادعاء الخجول بين الحين والاخر ان الاسلام لايتحمل المسؤولية " مسألة محل خلاف" ولايوجد فيها برهان اخير على ارض الواقع، ومجرد الكلام لايمكن ترجمته الا بذر الغبار في العيون، إذ لايوجد " مؤمنين" بما يكفي يعملون على نشر ثقافة الاسلام " الحقيقي"، مما يدل اما على ان اغلبية المسلمين لم يكونوا ولازالوا لايعلمون الاسلام الحقيقي لربما لعدم وضوحه بهذا الشأن او ان المسلمين هم منافقين يتظاهرون بالاسلام في حين يقومون بتنفيذ العكس. ومهما كان الامر فيمكن الاستنتاج ان الاسلام " الحقيقي" فشل في إزالة ثقافة الاخضاع. لماذا؟