الزميل العزيز "إستشهادي فيما بعد"
محبة و سلام

جميل أنني عرفت أنك تقدر "عمرو خالد" ..
كلما سمعت شيئا لعمرو أشعر و كأنني استمع لشيخ بروتستانتي ..
يتكلم بنفس طريقة المسيحيين البروتستانت .. على العموم هذا جيد.
هو يحاول أنسنة الإسلام بطريقة ما .. و لكن و لأنه يحاول أنسنة أشياء و أفكار غير قابلة للأنسنة فهو يواجه مشكلة مع العقل و لكن ليس مع المشاعر.
هو يتكلم بطريقة محببة ... و يشعرك بالإسلام ملمسا جديدا و جميلا و لكن عليك أن تتعامى قليلا عن منطق الأمور.
هو يحاول أن يجد جمالا ما في أرض خربة و خالية ... الراجل يشكر على أي حال.
و لكن الأجدى هو محاولة إصلاحها و ليس التعامي عما بها أو النظر من زوايا تتيح مناظر أفضل لو كنت تفهم قصدي.
هل تعرف ؟
أنا أظن أن شخصا و فكرا مثل شريف الشوباشي مثلا يحب اللغة العربية و هو أجدى و انفع لها و لحياتها من الأزهر و مجمع اللغة العربية ذاتهما.
و شخصا مثلا "فرج فودة" و "نصر حامد أبو زيد" .. لقادرين على المد في عمر الإسلام أكثر من ألف شعراوي او ألف إمام من الآخرين.
أنت مسلم معتدل إلي حد ما (لاحظت هذا حين غيرت إسمك) .. و لكنك تحتاج ما هو اكثر.
أنت قد تتنازل عن عداوة لمخالفيك ولكنك لا تستطيع التنازل عن أفكار ستضرك قبل ان تضر غيرك.

هل سمعت عن قصص يحكيها ناس شاهدوا الموت ؟
يقولون انهم كانوا يشعرون بأنفسهم قد خف وزنهم و يستطيعون الطيران .. ثم يشعرون أنهم يتركون اجسادهم و يحلقون فوقها ..
ينظرون من عل لجسدهم مسجيا على الأرض و الناس يحيكون بالجسد.
يشعر بروحه قد إنفصلت عن جسده و يستطيع ان ينظر له من فوق.
فأقول لك.
لو تخيلت الإسلام جسدك .. تخيل نفسك لو تركته لدقيقة ثم نظرت.
تخيل نفسك تحلق فوق الإسلام متحررا منه و صفه لي.
تخلى عنه للحظه .. للحظه فقط و فكر بملأ حريتك.
طر يا رجل طر ..
طر و جوب البحار و أعبرها ..
إطلع فوق السحاب و غص لعمق المحيطات .. لدقيقة.
جب العالم في دقيقة .. تعرف على العالم بدون جسدك.
بدون الإسلام.
إحبس أنفاسك و إفعلها و قل لي رأيك.
تخيل نفسك ملحدا و قل لي ماذا ستفعل.
و كيف سيكون الإسلام من وجهة نظرك.
و بعدها عد لجسدك ثانية.
عد لذاتك التي تركتها لدقيقة.
و أحكي لنا عن تجربتك.
صدقني .. هناك أشخاص غيرك يستطيعون الطير بأجسادهم.

و تحياتي لك