أما الزميل العقل الحر
فمحبة و سلام

دعوت نفسي عقلا جميلا و دعوتها عقلا حرا.
أرجو ان نكون صادقين في دعوانا.
على العموم أنا أنظر لنفسي نظرة حلوة و اعتقد في صدق دعواي.
و لكني أشك جدا في صدق ما تدعي.

أنا يا رجل أنكر على الغسلام شموليته فتطلب مني طرح شمولية بديلة مادمت أنتقد شمولية الإسلام.
أنت لم تفهم.
أنا لم انتقد الشمولية لأنها مسلمة ... بل إنتقدت الإسلام لأنها شمولي.
لو لم يكن الإسلام شموليا لما إعترضت ..
مشكلتي ليست مع الإسلام بل مع الشمولية التي إرتضاها شكلا له.
أنا لا أحب الشمولية و لذلك لا أحب الإسلام ..
و بالتالي البديل الذي أطرحه للشمولية بكل أشكالها شواء كانت إسلاما أو غيره هو الحرية.
الحرية التي وصفت بها عقلك.
الحرية.
أنا أعشق الأغاني الحلوة و الموسيقا الحلوة و الصورة الجميلة .... أنا إنسان.
و تلك هي الإنسانية .. هل سمعت عنها ؟
هل تعرف ما هي الإنسانية ؟
هل تعرف ما هي الفنون ؟
هل تعرف ما هي الشمولية ؟
سأبدأ بالفنون ..
الفن هو القدرة التعبيرية للإنسان.
كيف تعبر عن ذاتك بصورة .. بلحن .. بكلمة .. برقصة.
أنا ادعي ان الإنسان الذي لا يرقص يفقد مساحة مهمة من علاقتنا بالحياة و الوجود.
أن تترك نفسك للهواء ..
الطيران هو الرياضة البديلة للطيور.
فالطير تطير و نحن نرقص.
رفضك للإنسان ان يعبر عن أفكاره .. أحاسيسه ... مكنون ذاته بأساليبه هو دعوة لتقييده.
أنت تطالبه بألا يقول انا موجود ... أنا حي.
و لكني سأقولها لك و بأعلى صوت .... أنا موجود.
أنا حي ..
أنا إنسان ...
و لن أسمح بكائن من كان أو فكرا أو عقيدة أيا كانت بأن تحرمني من حياتي و من مشاعري و افكاري و التعبير عنها.
أنا موجود ... ليس لأنني أفكر فقط بل لأنني أحس أيضا.
قد لا يكون هذا منطقيا و لكنه محسوس.
و لن يستطيع احدهم حرماني من التعبير عن ذاتي بكلمة أو مقالة أو مداخلة.
أنا اعبر عن ذاتي ..
لي أصدقاء يجيدون الرسم .. لكم احسدهم.
أظن أنني استطيع التعبير عن ذاتي بالكلمة و لكن ليس بالصورة.
لا أملك الموهبة للأسف.
كنت اتمنى لو كنت املكها لأرسم صورا تعبر عن مكنونات صدري ..
و لكني ساحارب أيا كان يمنع أحدهم من التعبير عن ذاته بصورة ...
أنا احب الإنسان و سأدافع عنه و عن حريته و وجوده ..
وجود الإنسان معلن في أغنية حلوة .. أغنية دافئة المشاعر.
أغنية قد تذكر احدهم بإنسانية فقدها منذ كان طفلا ..
ويصا يقول أن النحت حرام.
ويصا .. رحماك يا ويصا.
ويصا .. كف يا ويصا.
النحت ..
هل تحرم علينا تماثيل المصريين القدماء مثلا
هل تريد حرماننا من تمثال نهضة مصر.
من أبو الهول ..
إنه أنا شخصيا حين كنت اعيش على هذة الارض من كم ألف سنا ..
هذا ما تبقى مني.
بل هل تريد حرمان الإنسانية كلها من إبداعات فناني عصر النهضة ..
قد يموت إنسان و لكنه يترك جزءا من ذاته في تمثال ما ..
جزءا من ذاته وضعه في حجر ليكمل بعد ان يفنى جسده مسيرة الحياة ..
تعب و أعطى لذاته خلودا جميلا.
مثله حجرا سويا .. و أعطاه قبس من جمال روحه.
ما اجملنا !
تريدنا ان نهدم النحت يا عدو الفن.
يا خصيم الحضارة.
يا ضد الإنسان.
طالبان تريد هدم تماثيل بوذا و أنت تحرم النحت.
نحن من إخترعنا الخلود ..
الله خالد .. أزلي أبدي و هذا جميل.
لكن ماذا يفعل الله بخلوده .. خلق الملائكة جميل .. خلق الكون جميل .. خلق الإنسان جميل.
صدقني يكفيه فخرا أن خلقتنا قد نسبت إليه ..
صدقني فنحن الصنعة التي أضحت أفضل من صانعها.
إسمع .. إسمع زقزقة العصافير صباحا و تعرف على أحاسيسك الحلوة.
إسمع موسيقا حلوة و قل كيف تتأثر.
إسما شعرا معبرا و حدثني عن المشاعر الإنسانية ..
شاهد معي تمثالا شامخا أو مبنى جميل عزيز النفس و تباهى بصنيعك امام الإله.
هل يستطيع الإله أن يشعر بأحاسيسنا الجميلة ؟
هل يستطيع الإله أن يرسم صورة جميلة كما نرسم ؟
هل يصنع موسيقا حلوة تهذب النفس كما نصنع ؟
هل صنع حضارة مجيدة و عظيمة كما فعلنا ؟
صدقني نحن أهم و أعظم من كل آلهة الأرض و السماء.
نحن بني الإنسان لنا المجد و العظمة ...
نحن البشر المبدعون المفكرون العظماء ..
نحن فنانين خلاقون .. موسيقيين و ممثلين و مغنيين و رسامين و مثالين أثرينا البشرية و بنيناها.
نحن الفكر الإنساني الصاعد إلي ما لا نهاية .. علماء و فلاسفة و مفكرين.
نحن بني الإنسان.
و لو إجتمع الجن و الملائكة و الآلهة مجتمعين ليصنعوا مثل الحضارة التي صنعنا لما إستطاعوا.
و هل للآلهة حضارة ؟
و هل صنع الله شيئا مثلما صنعنا ؟
نحن أفضل كائن حي معروف للإنسان.

و تحياتي للعقل الحر و عبد الرحمن ويصا.