عزيزي بو عائشة ..

التمييز موجود سواء شئنا ام ابينا .. طالما وجد البشر على وجه الارض !
فلا يستوي من يملك مع من لا يملك ومن يعطي مع من يعطى ولا من يقدر مع من لا يقدر !

هل اسوا انواع التمييز وهوالعبودية بكل اشكالها انتهت من وجه الارض ؟!

لم تنتهي ابدا ويكفي ان تشاهد افلام الجنس والتعذيب والاهانات من الجلد بالسياط وحرق الجسم وشرب البول واكل الخراء التي يرتكبها الانسان - مع الانسان من اجل حاجة وفقر الطرف الآخر لتعرف مدى الخلل .. ولكن تغيرت المسميات والاساليب وطرق الممارسة اي مدى سماكة القناع الذي يغلفها .. فما زال من يملك ويقدر يتحكم فيمن لا يقدر ولا يملك . من اصغر خلية على الارض الى اكبر مخلوق او كائن .. و سواء مشى على اثنتين او اربع .


والظلم والتمايز الطبقي والاجتماعي والجنسي بين البشر يختلف باختلاف الزمان والمكان , وهو نسبي كذلك لان الانسان يتكيف مع بيئته التي نشا فيها , فما تراه ظلما قد اراه قمة في العدالة وما تراه عدلا قد اراه ظلما , فالامر يخضع الى اين اجلس انا واين تجلس انت ومن اي خلفية او زاوية انظر للامر ومن ايها تنظر انت .

ومن الظلم قياس دولة بدولة او مجتمع بمجتمع .. الا اذا كان هذا المجتمع يتطلع لقيم المجتمع الآخر ويريد ان يكون على شاكلته , بالنسبة للبحرين فاظن بان الشيعة لو حكموا الاقلية السنية لوجدت مظالم ( تمييز ) سيرتكبها الشيعة ضد السنة فالبشر هم البشر اينما كانوا .

تخيل لو تقدم شخصان لشغل وظيفة ما وانت الذي تختار .. احدهم اخوك والآخر غريب , وتنطبق على كلاهما مواصفات و مؤهلات الوظيفة , فايهما ستختار ؟!

فالملك يفضل حاشيته
والسياسي يفضل ناخبيه
وابناء القبيلة يفضلون بعضهم
واصحاب الاديان يفضلون من على دينهم
و ذوو الاعراق يفضلون ابناء عرقهم

وووو


والمثالية والحيادية ستوجد فقط حين يمكن تجريد الكائن الحي من احاسيسه , وهو ما لن يحدث ابدا !



تحياتي (f)