{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 4 صوت - 2 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #10
كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول
هذا الغرب الكافر


--------------------------------------------------------------------------------





في 19 تموز الفائت، أمضى مئات من الأمريكيين ليلتهم، وهم يقفون في طوابير بانتظار أن تبدأ المكتبات بيع الكتاب الأخير من سلسلة هاري بوتر "كتاب للأطفال"، وفي نفس الليلة بيعت في الولايات المتحدة 8 ملايين نسخة من الرواية الجديدة. هذا الغرب الكافر، كيف يستطيع أن يجعل أبناءه يدمنون القراءة إلى هذا الحد.
الغرب ليس مدمنا على القتل والمخدرات فحسب، إنه مدمن على القراءة أيضاً. في باريس وبرلين وأمستردام، غالباً ما يمضي سائقو التاكسي أوقات انتظارهم لزبون وهم في الصف بقراءة كتاب أو جريدة. أما زوجاتهم وبناتهم، ومعهم سيدات منازل ومربيات وعاملات هاتف، فيستقلن قطار الأنفاق، ويبدأن فوراً بفتح الكتاب الذي في حقائبهن ويتابعن قراءته سواء أوجدن مقعداً للجلوس أم أمضين الرحلة على أقدامهن.
أعرف رجالاً ونساء لم يفتحوا كتاباً منذ أن تخرجوا من الجامعة. بعضهم محامون وأطباء وصيادلة وشعراء أيضاً. وإذا اشتروا جريدة، فلقراءة الأبراج وأخبار كرة القدم. ومع ذلك فهم يجادلون في الفن والطبخ والفلك والشؤون العسكرية.
في آخر زيارة لي إلى باريس، طلبت مني ابنتي أن أشتري لها كتاباً محددا لكاتب اسمه بيرول. ذهبت إلى فرع مكتبة "فناك" في سوق الهال. المكتبة (وهي فرع واحد من عشرات في باريس) بحجم جميع مكتبات سورية مجتمعة، وفيها من الرواد أضعاف ما يمكن أن تجده في كافة المكتبات السورية. وفي وقت واحد كان أكثر من مائة وخمسين شخصاً ينتظرون دورهم لدفع ثمن ما اشتروه من كتب، بينما كان مئات آخرون يتجولون في المكتبة بحثاً عن طلبهم.
وفي فرنسا نفسها، يطبع سنوياً نحو 40 ألف عنوان جديد ويطبع في بريطانيا أكثر من 200 ألف عنوان ويطبع في بلجيكا، التي يقل عدد سكانها عن عدد سكان سورية 15 ألف عنوان. بالمقابل، يطبع في سورية نحو 700 عنوان جديد سنويا، وفي مصر 800 عنوان، وفي الأردن 600 عنوان.
ولكن القراءة مجرد مظهر واحد من مظاهر هذا الغرب الكافر. ثمة مظاهر أخرى لا تقل كفراً عن القراءة. في واشنطن، كنت في مجموعة سياحية، نزور معالم المدينة، عندما وصلنا إلى البيت الأبيض. وقفنا تماماً عند سور البيت، وأخذنا صوراً تذكارية. واعتذر لنا الدليل السياحي لأننا لا نستطيع الدخول على الحديقة بسبب تواجد الملكة إليزابيث هناك. وأمام البيت الأبيض، توجد سيدة في السبعينات من العمر، تجلس قبالة مكتب الرئيس وتعرض لافتات تندد به ورسوماً كرتونية ومقالات وصوراً. سألت عن السيدة، فأجابني الدليل: إنها تستوطن الرصيف المقابل للبيت الأبيض من 1981، وتقوم بمناهضة كل الرؤساء الأمريكيين بغض النظر عن انتمائهم الحزبي.
وهذه سيدة شبه أمية، ولكن لديها من الحس والنقاء ما يجعلها تشمئز من الحروب وإراقة الدماء، فتراها تمضي ستاً وعشرين سنة من عمرها تندد بسياسة الإدارات الأمريكية. وهي تتحدث فقط باللغة الإنكليزية. ولكن المثقفين في ألمانيا مثلا، يجيدون على الأقل ثلاث لغات غير الألمانية. في مهرجان ثقافي في مدينة برلين، كانت العروض والمحاضرات تقدم باللغات الألمانية والإنكليزية والفرنسية. وكان ثمة ترجمة فورية، وسماعات خاصة توزع على الحضور. فاجأني في محاضرة حضرها نحو خمسمائة شخص، أن عدد الذين يضعون السماعات لا يزيد على العشرة. أي أن اثنين بالمائة فقط من الحضور كان لا يجيد كلا اللغتين الأجنبيتين.
وفي واشنطن، صناديق لبيع الصحف اليومية. تضع قطعة نقدية فيفتح الصندوق. في الداخل ثمة رزمة من الصحف قد تبلغ المائة أحياناً. تمد يدك وتأخذ نسخة واحدة وتعيد إغلاق الصندوق، رغم أنه بإمكانك أن تأخذ نسختين أو عشراً لمسح الزجاج في البيت، ولكنك لا تفعل.
عدت من واشنطن عن طريق باريس، إبان الانتخابات الرئاسية الأخيرة. ووجدت خلافاً محتدماً في بيت صديقي السوري الذي منح الجنسية الفرنسية. محتوى الخلاف أن صديقي وزوجته يريدان التصويت للمرشحة الاشتراكية سيغول رويال، أما ابنتهما البالغة من العمر خمس سنوات فكانت تريد التصويت لساركوزي. لماذا رويال؟ لأن صديقي وزوجته اشتراكيان منذ نعومة أظفارهما. ولماذا ساركوزي؟ لأن صديقتي الصغيرة كانت تحب الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، وثمة من أخبرها أن الرجلين من حزب واحد.
المأساة كانت عندما علمت الصغيرة أنه لا يحق لها التصويت، لأنها طفلة. الفرحة كانت عندما فاز ساركوزي على الرغم من أنها لم تصوت له. قلت لصديقي السوري الذي يقرر بصوته من يكون رئيس فرنسا المقبل، ويحدد التوجه العام لسياستها العامة: إن أحداً في المستقبل لن يستطيع أن ينتزع من الطفلة الصغيرة حقها في أن يكون لها رأي وصوت عندما تكبر. لن يتمكن حزب أو إيديولوجيا أن يقول لها: "أنت لا تفكري، نحنا منفكر عنك.. إنت لا تتذكري، نحنا منتذكر عنك."


--------------------------------------------------------------------------------


وائل السواح

02-10-2008, 11:17 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بواسطة بسام الخوري - 02-10-2008, 11:17 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Wink دعاء الدخول .. 'Architect 0 973 06-06-2010, 06:35 PM
آخر رد: 'Architect

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS