{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 3 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
كيف يصنعون الأزمنة الحديثة ؟
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #10
كيف يصنعون الأزمنة الحديثة ؟
الجزء الخـــامس


" على الساسة أن يدركوا أنهم الآن تحت سيطرة الأسواق المالية " هانز تيتمير الرئيس السابق للبنك الألماني .
" لقد تحولت صالات التشريع إلى سوق تتم فيه المساومة على ثمن الأصوات ،و القوانين التي وضعت للتنظيم تباع و تشترى " ماثيو جوزيفسون- كتاب البارونات اللصوص .

من يدفع للأوركسترا ؟
لماذا تحتاج الأحزاب السياسية إلى كل تلك الأموال ؟.
سؤال من النادر أن يسأله أحد اليوم ، إن السياسين يذهبون لقيادة الشركات و ليس لقيادة المواطنين ،و حتى لو أراد بعض الساسة معالجة قضايا العدالة الإجتماعية في ظل النظام العالمي السائد الآن فلن ينجحوا ، فكما يقول هانز تيتمير الرئيس السابق للبنك الألماني ( دويتش بانك ) :" على الساسة أن يدركوا أنهم الآن تحت سيطرة الأسواق المالية " ، و الآن لم يعد في مقدور الساسة محاسبة الشركات المارقة ،و لكن الشركات هي التي تحاسب الساسة ،و ليس نادرا أن تعاقب الأسواق المالية الحكومات التي تشق عصا الطاعة خلال آليات ملتوية مثل رفع سعر الفائدة أو تخفيض قيمة العملة .
لا يقتصر الأمر على الإنحناء أمام الشركات الكبرى ، بل أصبحت السياسة تحاكي أساليب الشركات ، و لم يعد ممكنا مشاهدة أولئك الساسة الذين تدفعهم المبادئ للتضحية ،و لكن السياسة أصبحت أشبه بالعمل التجاري ، فالسياسة اليوم مكلفة و هي تعتمد أكثر من أي وقت مضى على الإعلان و الميديا ، ولا يستطع حزب سياسي في الديمقراطيات الغنية أن يسمح لخصمه بالتفوق عليه في الإنفاق على الدعاية ، وعندما استأجر حزب المحافظين إحدى كبريات وكالات الدعاية والإعلان في العالم Saatchis & Saatchis في عام 1978 كان خبرا بارزا في الصحف ، و لكن استخدام مثل هذه الوكالات المكلفة أصبح تقليدا مألوفا لدى الأحزاب البريطانية و الغربية كلها .
عندما نقرأ الأرقام مرة أخرى سنجد أن الإنتخابات الرئاسية الأمريكية للعام 2000 تكلفت ما يزيد على البليون دولار ، و ينتظر أن تصل إلى 3 بليون هذا العام (2008 ) ، و مثل هذا الرقم ( بليون دولار ) كانت تكلفة انتخابات مجلس النواب و مجلس الشيوخ النصفي عام 1998 ،وهو ما يعادل سبعة أضعاف ما أنفق على انتخابات 1978 ، و معدل تكلفة انتخابات الفرد في مجلس الشيوخ الأمريكي بلغت 6 مليون دولار ، و يكاد يكون الحصول على وظيفة سياسية منتخبة امتيازا محصورا في كبار الأغنياء فقط ، و قد أنفق مايكل بلومبرج مبلغ 50 مليون دولار من حسابه الخاص ليصبح رئيسا لبلدية نيويورك . في بريطانيا هناك اتجاه مماثل و لكن الأرقام مازالت أصغر ، فلا يستطيع أحد مجاراة الأمريكيين في السفه و الإنفاق الذي يخلو من المنطق ، كانت حملة 1997 أغلى الحملات حتى وقتها ، و قد جمع حزب المحافظين 28.5 مليون دولار بينما جمع العمال 27 مليون ، وفي روسيا استأجر حزب روسيا بيتنا عارضة الأزياء الشهيرة كلوديا شيفر وفنان الراب هامر ،و ذلك من أجل حشد الناخبين في الإنتخابات البرلمانية لعام 1993 .
لأن الدول لا تمول الأحزاب يأتي هذا التمويل من نخبة صغيرة ، فيقوم رجال الأعمال و الشركات بهذا الواجب و بالطبع ليس بدون مقابل ، فالمال يشتري كل شيء .. الفعل و النفوذ و الأفكار ، وهناك 4 % فقط من الشعب الأمريكي يمول الإنتخابات بينما هناك 96 % لا يعطون شيئا لأي سياسي أو حزب على المستوى الفيدرالي ، إن الهبات التي تقدم لدعم السياسيين مشروعة تماما في الولايات المتحدة و الديمقراطيات الغربية ،و لكنها تسبب عتامة غير مرغوبة على القرارات السياسية بعد ذلك ، و لا نستبعد أن يكون تركيز الحكومة الأمريكية على احتكار مايكروسوفت لأنه لم ينضم لحملة المرشحين في وقت مبكر كما لم يكن له مكتب للعلاقات العامة في واشنطن ،و لكن ذلك لم يدم طويلا !. لقد أصبحت السياسة في المزاد حتى تلك التي تنطوي على ما يتصل بالأمن القومي ، لهذا لم يكن عجيبا أن يعتقد ثلثي الشعب البريطاني أن معظم أعضاء البرلمان يكسبون مالا كثيرا نتيجة الفساد .
شهدت السنوات الأخيرة عشرات الحالات من قضايا الفساد التي تورط فيها كبار الساسة حتى في أعرق الديمقراطيات ، ففي نظام اشتهر بالنظافة مثل ألمانيا ، كشف القضاء عن تورط هيلموت كول في الرشوة ، بما في ذلك ملايين الدولارات من شركة النفط الفرنسية العملاقة Eif Aquitane في أوائل التسعينات ، أما في فرنسا فقد استقال وزير المالية دومينيك استراوس كاهن عام 1999 بسبب تلاعب في أموال صندوق تأمين صحي لطلاب يساريين ، أما ابن الرئيس ميتران و مستشاره للشؤون الإفريقية فقد حقق معه بشأن رشاوى متعلقة بأسلحة ، و أثار ابن كوفي عنان الشكوك حوله و قبله ابن مارجريت تاتشر ، وفي ايطاليا فقد رئيسين للوزارة منصبهما بسبب الفساد هما كرايسكي الإشتراكي و بيرلسكوني المحافظ ، وقد حكم على الأول بالسجن بينما هو هارب إلى تونس كأي رئيس من العالم الثالث ، و في وقت ما كان هناك 40% من نواب البرلمان الإيطالي خاضعين للتحقيق بتهم الفساد ، و في اليابان أنهى وباء الفساد 38 عاما من الحكم المستمر للحزب الديمقراطي الليبرالي في العام 1993 ، و في بريطانيا أكد محمد الفايد أن هملتون الذي كان وزيرا في حكومة المحافظين تلقى منه أموالا و رشاوى عينية في مقابل خدمات سياسية ،و أن الوسيط أخبر الفايد أنه " باستطاعتك أن تفعل أي شيء ، بإمكانك أن تستأجر أعضاء البرلمان كما تستأجر سائق السيارة الأجرة ، و يسيعملون لك كل شيء " ، وفي عام 2001 أجبر بيتر ماندلسون وزير أيرلندا الشمالية على الإستقالة بسبب تدخله غير الشرعي في حصول أحدهم على الجنسية البريطانية ، أما الساسة الإسرائيليون فقد غرقوا في الفساد على الرغم مما عرفوا به من نزاهة عند إنشاء الدولة ، وقد فقد رابين رئاسته الأولى للوزارة بسبب مخالفات مالية بينما تعرض آرييل شارون و خليفته أولمرت لتحقيقات طويلة بتهم الفساد ، و أجبر عيزرا فايتسمان رئيس الدولة على الإستقالة بسبب رشوة اعترف بها .
إن نفوذ الإعلام طاغ إلى الحد أن توني بلير لم يستطع النجاح دون أن يتودد لبارون الإعلام روبورت مردوخ صاحب جريدتي صن و التايمز ،و كانت النتيجة أن تحولت صن عام 1997 لتأييد بلير و أخبرت قرائها البالغين 4 مليون بهذا القرار السعيد ،و كان الثمن هو عدم فرض أي قيود على ملكية تجمع أكثر من وسيلة من وسائل الإعلام ، و لكن هذا السخاء كان دون سخاء حزب المحافظين الذي سمح لمردوخ عام 1981بامتلاك جريدتي التايمز و الصنداي تايمز ،و لم يحيله إلى لجنة الاحتكار رغم امتلاكه 4 صحف قومية كبرى ،و كان يشار إلى مردوخ بالسيد رئيس الوزراء ،و هذا التعبير ليس هزلا كله .
و النتيجة هي أن هناك المزيد من الناس الذين يقاطعون السياسة ولا يثقون بها أكثر من أي فترة ماضية ، ووفقا لإستفتاء جرى في بريطانيا هبطت نسبة من يثقون في أعضاء البرلمان من 54% عام 1983 إلى 10 % فقط عام 1996 ، وفي عام 1990 أظهر استفتاء أن 60% من الفرنسيين لا يثقون في الأحزاب السياسية ، وفي عام 1997 أظهر استفتاء أن 14% فقط من الأمريكيين اعتبروا أن معايير الأمانة عالية لدى أعضاء الكونجرس ،و في العالم المتقدم أصبحت عضوية الأحزاب السياسية أقل من أي فترة منذ الحرب العالمية الثانية ، فهبطت عضوية حزب العمال البريطاني من مليون عام 1950 إلى 360 ألف ، و هبط أعضاء حزب المحافظين من 2.8 مليون إلى أقل من نصف مليون ، أما المشاركة في الانتخابات العامة تشهد أيضا تراجعا ، ففي الانتخابات العامة عام 2001 شارك 59% من البريطانيين ، بينما كانت النسبة 75 % عام 1992 ، و كانت نسبة المشاركة في انتخابات الرئاسة الأمريكية لا تزيد عن 51 % عام 2000 رغم ما كان معروفا عن تقارب المتنافسين .
في النهاية أرحب بمداخلة الزميل المحترم ثندر ، و يسعدني أن أعلق عليها ، فقط رأيت أن أستكمل هذا الجزء من الشريط بالمداخلة السابقة لأنها تتكامل مع الصورة التي قدمتها خلال المداخلات السابقة ، و لن يتبقى من الموضوع بعد ذلك سوى مداخلة خاصة عن التنمية ،و هي التي سبق أن تناولت أجزاء منها في أكثر من شريط ،و بالتالي يمكنها أن تنتظر .
للجميع تقديري .
02-11-2008, 02:01 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
كيف يصنعون الأزمنة الحديثة ؟ - بواسطة بهجت - 02-03-2008, 12:03 AM,
كيف يصنعون الأزمنة الحديثة ؟ - بواسطة بهجت - 02-05-2008, 04:50 AM,
كيف يصنعون الأزمنة الحديثة ؟ - بواسطة بهجت - 02-05-2008, 08:53 PM,
كيف يصنعون الأزمنة الحديثة ؟ - بواسطة بهجت - 02-07-2008, 09:17 PM,
كيف يصنعون الأزمنة الحديثة ؟ - بواسطة بهجت - 02-09-2008, 02:52 PM,
كيف يصنعون الأزمنة الحديثة ؟ - بواسطة Awarfie - 02-09-2008, 03:41 PM,
كيف يصنعون الأزمنة الحديثة ؟ - بواسطة بهجت - 02-09-2008, 06:29 PM,
كيف يصنعون الأزمنة الحديثة ؟ - بواسطة thunder75 - 02-10-2008, 04:09 PM,
كيف يصنعون الأزمنة الحديثة ؟ - بواسطة بهجت - 02-11-2008, 02:01 AM
كيف يصنعون الأزمنة الحديثة ؟ - بواسطة بهجت - 02-14-2008, 11:36 PM,
كيف يصنعون الأزمنة الحديثة ؟ - بواسطة بهجت - 02-16-2008, 03:44 PM,
كيف يصنعون الأزمنة الحديثة ؟ - بواسطة بهجت - 02-19-2008, 09:54 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  المأساة القبطية الحديثة قطقط 2 1,210 10-25-2009, 03:08 AM
آخر رد: يجعله عامر
  إنعاش العقل الإسلامي بحقن المحاليل الحديثة في شرايينه arfan 10 2,351 05-08-2007, 02:21 PM
آخر رد: مالك
  دعوة لاستماع محاضرات د.عبد الكريم بكار .........الذي له فضل كبير في الصياغة الحديثة للعقل المسلم . داعية السلام مع الله 9 2,584 09-20-2006, 06:24 PM
آخر رد: داعية السلام مع الله
  القتل لمن يترك الصلاة ...في الصومال الحديثة !!! نسمه عطرة 11 2,063 07-09-2006, 11:53 AM
آخر رد: نسمه عطرة
  فساد آل الحاكم "مافيا سوريا الحديثة" أمجد 3 1,806 03-16-2006, 06:31 AM
آخر رد: EBLA

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS