ما قدموه لنا قبضوا ثمنه، فتلاعبوا في مصائرنا منذ تلاعبهم بمصير الدولة العثمانية منذ القرن الثامن عشر. بعدها استولوا على بلادنا واستفادوا من ثرواتها مثلما استفدنا نحن من صناعتهم.

هم أنتجوا "لهم ولشعوبهم"، ولم يعطونا شيئاً "لله في الله"، ولكن لأنهم كانوا بحاجة لإعطائنا كي يأخذوا منا. أعطونا "المطبعة والحرف" وأخذوا حرياتنا مقابله (الاستعمار). أعطونا النفط والكاز وأخذوا مكانه البترول الخام، أعطونا الآلات الصناعية بثمنها من منتوجنا أو من نقودنا.

لم يعطنا الغرب شيئاً إلا وأخذ ثمنه، حتى المعونات التي يقدمها للأنظمة اليوم فإنها مدفوعة الثمن كمواقف سياسية وانبطاحية تخدم مصالحه وأهدافه واستراتجيته.

لم يكن الغرب يوماً كريماً أو شهماً، ولكن كان له "مصالح" عندنا يسعى إلى تحقيقها والمحافظة عليها. وهو على كل حال، لا يهمه بتاتاً إن متنا أو عشنا، بل عندما يرى بأن موتنا قد يفيده فإنه يهدم أوطاننا ويدمر مستقبلنا ويتركنا في حالة يرثى لها، والدليل الواضح (غير قالولو) العراق وفلسطين، عدا عن عشرات الأدلة الأخرى في العالم العربي.

هل نشكر "الغرب" لأنه زرع "اسرائيل" في أرضنا؟ هل نشكره لأنه دمّر العراق من أجل أن يجلس بجانب آبار النفط؟ هل نشكره لأنه دعم الحركات الإسلامية وقتل مشاريع اليسار عندنا؟
حقاً، على ماذا نشكره بالضبط؟ هل نشكره لأنه استعمر بلادنا طوال النصف الأول من القرن العشرين؟ هل نشكره على علوم وتقنيات توصل إليها كي تساعده هو ولو استطاع أن يخفيها عنا لفعل منذ زمن طويل؟ على ماذا نشكره بالضبط؟ على عدوانية "جورج بوش" وإدارته؟ على عدم اهتمامه بحياتنا وانساننا إلا من أجل غاية أو مصلحة له؟ على التنكر لجميع قضايانا العادلة؟ على محاولته الاستماتة حتى النهاية في الدفاع عن مصالحه حتى لو دمر في سبيل هذا كياناتنا؟ ..... عجبي !!!