{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 4 صوت - 2 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #15
كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول
عالم شديد الخطورة
غسان شربل الحياة - 18/02/08//

يستطيع أي متابع للشأن الدولي في العقدين الأخيرين استنتاج اننا نعيش في عالم شديد الخطورة. يمكن القول ان ما نشهده حالياً أخطر من الحرب الكورية والحرب الفيتنامية وربما ازمة الصواريخ الكوبية. الأمر الأكثر إقلاقا هو غياب صمامات الأمان. ففي عالم المعسكرين كانت العناوين معروفة. كان التفاهم بين البيت الابيض والكرملين كافياً لمحاصرة أي نزاع ووضعه على طريق الحل. هذا الوضع لم يعد قائما اليوم. يضاف الى ذلك ان الامم المتحدة نفسها صارت مرفوضة كوسيط في بعض النزاعات لا بل انها تعتبر من جانب بعض الجهات طرفا معاديا يمكن استهدافه.

يعيد اعلان استقلال كوسوفو الى الذاكرة سيل الاحداث التي عاشها العالم مكثفة في غضون عقدين. هددت التطورات ركائز الامن والاستقرار في العالم. نكاد ننسى من فرط تلاحق الاحداث الكبرى ان التطورات سبقت توقعات ابرز المحللين واكثر المخيلات خصوبة. استيقظنا ذات يوم لنرى جدار برلين قد تهاوى فاتحا الباب لانهيارات تخل بالتوازنات التي قامت غداة الحرب العالمية الثانية.

بعد ذلك التاريخ بعامين شهدنا زلزالاً من النوع الذي ما كان يحدث الا في اعقاب الحروب العالمية الكبرى. ليس بسيطا ان يستيقظ العالم ليشاهد القطب الآخر اي الاتحاد السوفياتي يغادر الخريطة الى المتاحف. ومن ركام بلاد ستالين تولد دول مستقلة تعيد شعوبها الاتصال بأعماق تراثها وتطلعاتها القومية والدينية. ليس بسيطا ان يرى العالم حلف وارسو يتفكك والمانيا الشرقية تلقي بنفسها في حضن البلد الأم.

شهد العالم ايضا احداثا دامية بالغة الخطورة والدلالات. اطلالة غير مسبوقة لأزمات الهوية وكأن رياح الحرية ايقظت الجمر الكامن لدى شعوب واقليات واثنيات. اوروبا التي توهمت انها ودعت عهود المجازر والتطهير العرقي رأتها تتجدد على ارضها. استيقظت كل جروح البلقان وانفجرت يوغوسلافيا التي كانت قومياتها واديانها تتململ بخجل في ظل الماريشال تيتو. مجازر وتطهير عرقي وطلاق وحشي ساهم الجنون الصربي في دفعه الى حدود قصوى. ومع اعلان استقلال كوسوفو تكتمل اجراءات الطلاق بين من كانوا ذات يوم اعضاء في العائلة اليوغوسلافية.

اسئلة كثيرة مقلقة تطرح. ماذا لو دعمت روسيا الحركات الانفصالية في جورجيا؟ ولماذا دولة مستقلة في كوسوفو وتحرم الشيشان من هذا الحق؟ وماذا عن الاحلام الانفصالية في اسبانيا؟ ولماذا تبقى بلجيكا موحدة؟ ولماذا تطالب قبرص بالعودة الى الزواج وسط شيوع الطلاق؟ ولماذا تقوم الدول على انقاض يوغوسلافيا ويبقى الشعب الفلسطيني بلا دولة مستقلة؟ ولماذا يجب احترام تطلعات الكروات مثلا ورفض تطلعات الاكراد التي سيؤدي احترامها الى بلقنة الشرق الاوسط؟

نكاد نعجز عن تذكر الاحداث الخطيرة من فرط تلاحقها. اقتحمت الهند وباكستان النادي النووي. وها هي ايران تقرع الباب بعدما ارتكبت كوريا الشمالية حلما مماثلا. تاجر نووي اسمه عبد القدير خان جال بائعا الاسرار ولم يجرؤ برويز مشرف على محاسبة الرجل الذي يعتبره الباكستانيون بطلا قوميا لأنه وفر لبلاده وسادة نووية في وجه الجارة الهندية وترسانتها. والآخر اليوم هو الحديث المتزايد عن امكان ان يستيقظ العالم ذات يوم ليرى مدينة كبرى وقعت ضحية قنبلة مشعة فجرتها مجموعة ارهابية.

ثمة موعد لا يمكن نسيانه. كان الغرض من هجمات 11 ايلول (سبتمبر) مباشرة الطلاق الدامي بين الغرب والعالم الاسلامي. لا يمكن انكار آثار تلك الهجمات خصوصاً بعدما ارتكب جورج بوش خطيئة غزو العراق. يكفي الالتفات الى تحول العمليات الانتحارية ممارسة شبه يومية في العراق وباكستان وافغانستان وانحاء اخرى.

انه عالم شديد الخطورة. القوة العظمى الوحيدة تتخبط في حروبها. والامم المتحدة عاجزة عن احتواء النزاعات. ارهاب وازمات هوية ونزاعات حدودية وانفصالية ومخاوف نووية ودول فاشلة وميول متزايدة الى الطلاق. عالم شديد الخطورة في غياب الحد الأدنى الضروري من صمامات الأمان.
02-18-2008, 11:02 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بواسطة بسام الخوري - 02-18-2008, 11:02 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Wink دعاء الدخول .. 'Architect 0 973 06-06-2010, 06:35 PM
آخر رد: 'Architect

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS