كيف نقول بدعم حزب الله و نطلب من الحكم في سوريا أن يتغير؟
انه حتما شيء مستغرب.
فكلا الطرفين قائم على مبدأ المقاومة و مبدا التحرير. أنه مبدأ واحد تقوم عليه دولة و حزب في دولة أخرى. اننا جميعا نطلب أن تحكم الدول العربية جميعا حكومات تقاوم اسرائيل و تتحدى الهيمنة. سوريا حتما تقوم بهذا الدور, بل هي الوحيدة القائمة به. فكيف لنا أن نسعى لتغيير السلطة فيها؟
مؤخرا ظهر جليا للقاصي و الداني أن المواطن العربي البسيط بات على يقين من خيانة حاكميه له و لأرضه و للأمة. و لم يتبق لمن ينشدون المقاومة و الصمود الا سوريا. سوريا التي توقفت عن كل شيء الا عن المقاومة و الصمود. و هي ابدا كانت من يبقى حتى النهاية صامدا في وجه موجات الاستعمار و الهيمنة.
صحيح أن على الحكومة أن تغير بعضا من سياستها الداخلية و أن تزيد من جرعات الدعم لطبقات المجتمع المحتاجة, لكن هذا لايعني على الاطلاق أن هنالك خللا جوهريا في عقلية الدولة أو النظام الحاكم. على العكس تماما. فعلى المستوى الفردي يمكننا أن نقارن: حين يتعرض الفرد لضغوط خارجية لا تتناسب و امكاناته, فانه حتما سيركز جميع موارده العقلية والبدنية لمواجة الحالة. و هي الحالة السورية الآن. يقول المثل العام: اذا وقعت البقرة كثرة سكاكينها. لكن سوريا أبدا لن تكون كذلك, بل هي كنانة الله في أرضه. لقد سمعت مثلا عند أهل الحجاز منذ مدة طويلة يقول: الشام شامك اذا الزمان ضانك.
ليس للمرارة الفردية مكان الآن. و ليست سوريا من يجب أن يتغير. بل يجب على الجميع أن يؤازروها في المعمة التي تخوضها نيابة عن العرب.
سوريا الله حاميها.