Array
لولا هذه الضربة على بشاعتها لما توقفت الحرب العالمية الثانية، وبالتالي نجت الملايين من البشر من مصير محتوم.
ضحايا تلك الحرب جاوزت 30 مليون ضحية.. وقد أجبرت الضربة الأمريكية اليابان على الاستسلام.
وكما نقول: رب ضارة نافعة، فبسبب هذه الضربة أجبرت اليابان عن التخلي عن تطاعاتها العسكرية لتتحول الى واحدة من أكبر الدول الصناعية وأغتاها في العالم، ولو بقيت على تلك التطلعات الغبية لكان مصيرها مصير العراق الذي أحاله القائد الضرورة وحبيب العربان الى خراب.
هل أنت متأكد يا العلماني ان عمر أمريكا 700 عام؟
أم أنك تقصد العقود وليس القرون؟

على كل حال، يجب أن لا نكون كالبعير يعير غيره بحدبته وينسى هو حدبته.
لا أحد امتلك القوة ولم يستغلها، ولو ملك العرب بعضا مما تملكه أمريكا لفعلوا مثلها وأكثر.
عد الى التاريخ وستجد كيف وصل العرب الى فرنسا بل قريبا من سويسرا بعدما عبروا أسبانيا وأقاموا فيها ثمانية قرون تقريبا.
هل تنكر ان العرب أو قسما كبيرا منهم مازال يتطلع الى استعادة الاندلس؟
[/quote]

وهل توقف "حرباً تقليدية" من خلال "مجزرة بشرية بأسلحة دمار شامل" تأكل الزرع والضرع؟
ما حدث في اليابان يا سندي هو جريمة ضد الانسانية بجميع المقاييس، من المفروض أن ينال مرتكبيها جزاءهم. أما المضحك المبكي فهو أن الدولة التي ارتكبت هذه الجريمة تقوم بغزو دول أخرى باسم "الخطر النووي" وتدمر بناها التحتية وحياة أرضها وسكانها.

ما حدث في هيروشيما وناغازاكي هو "إبادة مدنيين وعزل"، "إبادة أطفال وشيوخ ونساء وممتلكات" وترك الأرض مسمّمة إلى جيل فجيل. فأمريكا خرقت "أخلاقيات الحروب" وارتكبت جريمة من أبشع ما يمكن ارتكابه في جميع العصور. لذلك فنحن لا نستطيع أن نصم هذا الفعل إلا بالقذارة والوساخة والحقارة. ودولة ارتكبت مثل هذا، من المفروض أن تفقد مصداقيتها الأخلاقية سنوات طويلة، لا أن تبرّر هذه الجرائم "بكلام فارغ مثل كلام إيقاف الحرب".
الولايات المتحدة لم تعمل، منذ "بيرل هاربر" على "إيقاف الحرب" ولم يكن يهمها هذا أصلاً. ما عملت عليه الولايات المتحدة هو الانتصار انتصاراً حاسماً (وهذا لا غبار عليه بحد ذاته) من خلال اقتراف جريمة بشعة ضد الانسانية، تبقى دائمة جريمة حقيرة بشعة قذرة مهما أعطتها واشنطن من مبررات غير مقنعة.

الطريف هو أن الولايات لم تتب عن مثل هذه الأفعال، ولكنها مثل "القحبة" حاولت أن تجد معاذيراً كثيرة - شريفة - من أجل تبرير فعلتها. وهي ما زالت مستعدة حتى اليوم أن تعيد الكرة لو أحست ببعض التهديد لمصالحها، وما خطاب "جون فيتزجرالد كيندي" في "أكتوبر 1962" خلال "أزمة الصورايخ الكوبية" إلا شاهداً على ما أقول. وما قنابل النابالم وقصف الـ"بي 52" إلا شاهداً على ما أقول.

عندما "نتفهم" أو "نبرر" للولايات المتحدة جريمتها في اليابان، فإننا - أخلاقياً - نجد في نفس الوقت تبريراً "لصدام حسين" كي يفعل ما فعله في "حلبجة"(إن كان صحيحاً ان العراق هو من ضرب بأسلحة كيماوية). بل ونجد تبريراً جاهزاً "للدولة العبرية" كي تضرب دولنا بالأسلحة النووية كي "تنهي الصراع الدامي" الذي يلف وجودها منذ قرن ونيف.

0000

من ناحية أخرى، فإن اليابان وألمانيا لم تتقدما لأن الحلفاء دمروهما. فألمانيا واليابان حققتا ثورتهما الصناعية في أواخر القرن التاسع عشر. وكانتا بعد الحرب العالمية الثانية تملكان جميع مقومات النهوض من جديد. لذلك، فإن نهوض ألمانيا واليابان ليس "مثلاً سائراً" نستطيع أن نقتدي به، فإفغانستان والعراق - مثلاً -لا تملكان ما كانت ألمانيا واليابان تملكانه في الخمسينيات كي تقوما من جديد، والأيام بيننا.

......

أخيراً ... "استغلال القوة"، وهذا بحاجة لمداخلة جديدة سوف تأتي غداً (إن شاء "زفس").

واسلم لي
العلماني