يمكن للموت أن يكون ممتعاً ... بقلم : علا أبو عجيب مساهمات القراء


سألت نفسي أولاً لماذا برودة إحساسي تجاه الموت !!! لا أخشاه لا يؤرقني ، لا أتعقبه أو أهرب منه !!

واجهت الموت عشرات المرات ومنذ طفولتي وبطرق مختلفة دون أن يتمكن من تغيير موقفي نحوه ...



حادثتي غرق في البحر وخرجت بعدهما من الماء مبتلة حتى الأعماق ، راضية بالحدث من الأعماق ، وكأني أقول ما قاله الخيام "إن تقطر القطرة من بحرها ففي مداه منتهى أمرها".وبعدها ثلاث حوادث مرور حطمت أضلعي مرة ،وساقي أخرى ،وعظام وجهي ثالثة ،وأفقت منها مفككة إلى آخر قطعة ،مترابطة بكلية مطلقة........حتى النار بادرت بالتهامي ذات شتاء،لكنها باتت برداً وسلاماً...وغيرها

لكن وليس فجأة بدأت أحاسيسي تزداد قرباً من الموت حتى أمضيت أوقاتاً أتأمل هذه الحالة حتى توصلت إلى أن الموت (ممتع)... وكيف؟؟

ممتع لأنه أنا بعد حين ،أنا الآن الحياة التي تحمل بذرة الموت في داخلها ،هذه البذرة هي التطور الطبيعي للحياة فكيف لا أتمتع بتطوري الطبيعي ..أوليس رائعاً انعتاق أرواحنا من تابوتها الدنيوي ( الجسد) لتختبر عوالم أكثر دهشة من عالم يكرر ذاته كل لحظة وإن بصور متباينة .

سألت الأصدقاء متى يكون الموت ممتعاً؟؟؟ فقالوا :

- يمتعنا الموت لأجل هدف يسمو فوق الحياة . من أجل كرامة أو وطن أو أطفال...

- موت الظالم ممتع لكل من حوله .

- الموت ممتع عندما لا يكون هناك معنى للحياة .

وغيره الكثير من الآراء كثر كانوا مع ثقافة الحياة ،وضد ثقافة الموت ،لكن أليست معرفتنا بالموت قاصرة أندرك كنهه أبعاده متتاليته حتميته !!!! قدرته أن يأتي لوحده دون استدعاء ، قبضته القوية إذا ما أراد احتواء أحدنا ...

رائع بقوته ، بقدرته على المناورة الخفية ، إنه المنسي قسراً،المُتذكر تلقائياً ..

موت أبيض .. موت أسود... أو بكل ألوان الطيف

كلما قلت هبني الحياة ، فهذا يعني هبني الموت الكامن فيها .حتى أن العاشق المتطرف إذا ما سئل عن محبوبه يقول(أموت فيه) فهذا حدنا الأقصى في الحب . إنه الموت


http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=71745