مصر هي من تحملت العبء الأكبر في الحرب مع إسرائيل ولظروف أخري كثيرة فهي الأقدر علي إتخاذ القرار الصحيح سواء بالحرب أو السلام
وإذا إستثنينا سوريا من الموضوع يصبح تدخل أي طرف عربي في إدارة هذا الصراع مسخرة وقلة أدب ولكن بعد كامب ديفيد وجدنا دول لم تطلق طلقة واحدة علي إسرائيل تزايد علي مصر بل وتتطاول عليها وللأسف الشديد عرفات إستجاب لهم وأنضم إليهم وهذه هي النتيجة اليوم!

السادات لم يوقع معاهدة كامب ديفيد حبا في إسرائيل ولكن إستجابة لضغوط داخلية وإدراكه للوضع الإقليمي والدولي وتوازناته
والرجل كان محقا فيما فعله;

لو رجعت بالذاكرة قليلا ستجد أن عام 77 وهو عام زيارته لإسرائيل كانت إفتتاحيته إنتفاضة 18 و19 يناير الشهيرة وأعتقد أن دولة إقتصادها بهذا الشكل أخر ماتحتاجه هو حرب جديدة.

حرب 73 كانت أقصي ماتستطيع فعله مصر وكانت كافية لأن تفهم إسرائيل أن سياسة التوسع والإحتلال لن تجلب الأمن وإسرائيل إستلمت الرسالة وإستوعبتها وفهمتها وعلي هذا الأساس حدثت مفاوضات فك الإشتباك وبعد ذلك كامب ديفيد ولو تحلي العرب بالحكمة وأيدوا السادات في مبادرته ماكنا لنتحدث اليوم عما يحدث بغزة!

مصر لم يكن أمامها بديل أخر عن الحل الإنفرادي سوي مؤتمر دولي بجنيف تحت رعاية الأمم المتحدة يشترك فيه العرب كجبهة واحدة وهو الباب الذي أغلقه العرب بمزايداتهم ولم يتبق أمام السادات سوي الحل الذي ذهب إليه.

ألطف شئ قرأته من زميل سعودي بالمنتدي عن معاهدة كامب ديفيد هو قوله" السادات الذي وقع صلحا مهينا مع إسرائيل"!!!!!!!!

تخيل ياعم طارق دولة لم تطلق رصاصة واحدة تجاه إسرائيل والعميل الأول لأمريكا ربيبة إسرائيل بالمنطقة ومحطة بنزين الغرب بها يصدر منها هذا الكلام فماذا تنتظر من حلفاء كهؤلاء!وفي نفس الوقت فتحوا خزائنهم أمام مهيب الركن أيام قادسيته المشئومة لتذهب مئات المليارات أدراج الرياح.

لم يكن هناك حليف لمصر يمكن أن يعتمد عليه حتي سوريا بنظامها الطائفي ذو الحسابات الخاصة ولذلك كانت خطوة كامب ديفيد.

من من الدول العربية كنت تريد أن تشاركها مصر في القرار أو تأخذ برأيها?
الأردن الذي ذهب ملكها سرا لإسرائيل ليحذرهم من هجوم وشيك قبل حرب 73!!
ملوك الطوائف في لبنان?
مجنون ليبيا?
بهايم أل سعود?
بلطجي بغداد?

لم يكن من المفروض أن تنقاد مصر وراء العرب ولكن كان يجب أن ينقاد العرب لمصر وبالذات في قضية الصراع مع إسرائيل ورفضهم الإنقياد خلف مصر نتيجته نشاهدها يوميا علي شاشات التلفزيون.