هل نحن على ابواب ثورة فرنسية جديدة تطيح بالنظام و تخلق جمهورية جديدة؟

ما سبب انحسار و انعزال الاقليات الاثنية و المسلمة و غضبها بهذا الشكل؟

هل هذه اشارة الى فشل النظام الاشتراكي الفرنسي في خلق فرص عمل للفقراء و في توفير شبكة اجتماعية ترضيهم؟

للإشارة قبل كل شيئ، فالحكومة الحالية في فرنسا ليست اشتراكية، بل هي يمينية.
ورغم خسارة اليمين في انتخابات البلديات الأخيرة وفي التصويت للدستور الأوربي، فقد أصرت على الحفاظ على الحكم وعدم الاستقالة.

وأشير أيضاً أن "الأقليات" التي باتت تمثل أكثر من عشرة بالمائة من المواطنين الفرنسيين، ليست منحسرة بل محصورة في هذه الأحياء التي بنتها الحكومة منذ ثلاثين عاماً وأكثر كسياسة لإسكان "مؤقت" للمهاجرين وللحركيين الذين خرجوا من الجزائر مع الفرنسيين، وذلك باستبدالها ببيوت الصفيح التي سكنوها لأعوام عديدة في الضواحي.

تبين بعد أكثر من ثلاثين عاماً أن هذه الأحياء ذات الأبنية الشاهقة، والتي يحتوي كل منها على مئات السكان، لم تعد مؤقتة، بل صارت أمراً واقعاً يتمثل بظاهرة الأحياء Quartiers وسكان الضواحي Banlieux. وهي ظاهرة لا تقتصر على باريس، بل تشمل كل المدن الفرنسية، مما يؤكد أنها بسبب السياسة الحكومية وليس السياسات المحلية.

تتمثل هذه الضواحي بعدة مظاهر :
1- الفقر المدقع.
2- قلة فرص العمل والبطالة، إذ تكفي أحياناً الإشارة في سيرتك الذاتية لكونك قاطناً في هذه الأحياء ليتم رفض طلب العمل.
3- انتشار الإسلام والشعور الإسلامي كملجأ للشبان الذين استبعدوا من المجتمع الفرنسي الحذر من الأجانب بشكل عام.
4- وجود ثقافة جديدة من نوعها هي ثقافة الضواحي، إذ لهم لغتهم الخليطة من الفرنسية والعربية وكلمات فرنسية معدلة أو مقلوبة.
ولهم موسيقاهم الخاصة، وأغانيهم الشبيهة بأغاني هارلم في أمريكا، والتي تعبر عن معاناتهم.
5- بعد ثلاثة أجيال أو أربعة من الهجرة لا زال الفرنسيون ينظرون إلى هؤلاء كأجانب، مما يثير حفيظة هؤلاء الشباب ويدعوهم للتجمع.

ما أشعل القصة هو تصريح نيكولا ساركوزي بعد مقتل اثنين مراهقين من الضواحي، والقصة حسبما عرضها كارل زيرو في مجلة الحقيقة اليوم الأحد، تتلخص بأن مراهقين كانوا يلعبون كرة القدم على أرض حقل معد للبناء، فوجئوا بمحاصرتهم من قبل الشرطة، وفروا في كل الاتجاهات.
اثنان منهما فرا وقفزا فوق حائط من أربعة أمتار يحيط بمركز كهرباء، مما أدى إلى احتراقهما.
تصريح نيكولا ساركوزي جاء سريعاً جداً لينفي مسؤولية الشرطة، ويقول بأن المراهقين لم يكونا ملاحقين من قبل الشرطة لحظة وقوع الحادث.

حادث آخر أيضاً تمثل برمي قنبلتين مسيلتين للدموع من قبل الشرطة داخل مسجد في الضواحي قد يكون حصل بالخطأ أو مقصوداً. ولم تقم الدولة بأي تصريح عقبه، ولم يزر أي مسؤول موقع الحادث.
حسب النشرات المتلفرة فإن المصلين كلهم كانوا كهولاً ولا علاقة لهم بأي أحداث.
وقد أثارت هذه الحادثة غضب هؤلاء الشبان الذي كان محتقناً منذ حادثة المراهقين، فاندلعت الأحداث.

سياسة وزير الداخلية الحالي الاستفزازية، والي تتمثل بنشر أكبر عدد من الشرطة في كل مكان، وبتفتيش يومي للشبان المارين من محطات المترو، ساهمت في تغذية هذا الاشتعال.

لقد استغلت الحكومة أيضاً المنقسمة على نفسها هذه الحادثة، ليضرب الرئيس شيراك ورئيس الوزراء دوفيلبان وزير الداخلية ساركوزي الذي ترشحه وسائل الإعلام ليكون الرئيس المقبل.
ولا زال الصمت مخيماً عليهما، باستثناء خطاب رئيس الوزراء لأعضاء البرلمان.

السؤال هو : لو كنت مراهقاً في حي كهذا دون مستقبل، فماذا ستفعل ؟

أنا يا سيدي لا أحب أبداًً أن أضع نفسي مكانهم....

(f)

هل تقصد يا أبو ابراهيم أن هناك نوعا من التمييز العنصري ضد تلك "الأقليات" في فرنسا؟

طيب سكان الضواحي هؤلاء، أليس لهم أي تمثيل برلماني؟ أم لا يحق لهم ذلك نسبة إلى كونهم "غرباء" عن البلد؟

(f)

هناك عنصرية وسوء فهم من الطرفين...

الطرف الفرنسي لم يكن قادراً خلال العقود الفائتة على استيعاب هؤلاء المهاجرين مع حيازتهم الجنسية منذ عدة أجيال.
والطرف العربي أو الإفريقي شكل نوعاً من العنصرية المضادة ضد الفرنسيين.

في أحيائهم يسمون الفرنسي "غوري" بال g. وقد فسرها لي أحد الجزائريين بأنها تعني خنزيراً عندهم!!!
فإذا حدثك أحدهم عن فرنسي قال : "غوري، حاشاك"... أي لا ابتليت!!!

(f)

هل نحن على وشك انقلاب ضد الجمهورية الفرنسية و اقامة "امارة فرنسا الاسلامية" على انقاضها؟

؟!

الوضع صار خطيراً جداً
وامتدت أعمال الشغب على كل باريس وضواحيها وحتى للضواحي الغنية فيها. وحطمت الأعمال رقماً قياسياً بعدد الضحايا والسيارات المحترقة.
اليوم أول مرة أرى منذ قليل في الحي الذي أسكن به وبجانب محطة المترو عشرات رجال الأمن وعدة سيارات شرطة.

كذلك ففي بعض الأحياء تم منع التجول مساء.

:flam:

حتى في ألمانيا حرقولهم كم سيارة!!!!

شو القصة يا جماعة؟

لهالدرجة المهاجرين في أوروبا مهملين؟

و الله شغلة غريبة!!! طول حياتي و أنا أسمع عن فرنسا أنها مرتع الحرية و الأحرار!!!

الآن الأخبار تتوارد عن سوء المعاملة هناك لغير الفرنسيين!!! هل هي أخبار كاذبة أم تبهير أم ماذا؟