لا يا نيوترال لا تحرف التاريخ بهذا الشكل، المشكلة ليست اليوم بدول البهايم وقادتها "خليك من هالبهايم شوي"، والصلح مع إسرائيل لم يكن يوماً بمصر مطلباً داخلياً، هذا قرار ساداتي بجدارة بدأ منذ وصوله للحكم بالضرب إعلامياً وبكل الأشكال ضد عهد عبد الناصر والقومية والإشتراكية.
السادات اعتقد أنه بذهابه للانفتاح وللغرب والصلح مع إسرائيل سيحل مشكلة الصراع العربي/ الإسرائيلي.
هذا الصراع ليس صراعاً سهلاً بسيطاً، وتتحمل مصر عبئه الأول كما تقول ولكن ليس حسنة للآخرين ولكن لأنه جزء من أمنها القومي والوطني. والسادات لم يفهم ذلك، فاليوم وبعد ثلاثين سنة على صلحه المشؤوم ومصر ما زالت مشؤومة تكرس فيها التدين وتأثير الأخوان والبهايم إياهم، ولم يكن هناك صلح حقيقي مع إسرائيل ولا ما يحزنون، وما زال الفقر على أشده بل اشتد عن ذي قبل. فأخبرني كيف كان مع السادات حق ولا نتائج إيجابية ولا حتى على الصعيد القطري لما فعله؟
هذه خيانة، خيانة فعلية لتطلعات شعب مصر ومصر وسياسة مصر، لأننا نرى لليوم تقهقر مصر الإقليمي، ليس اليوم هناك أي أهمية لمصر نهائياً. لا تستطيع مصر أن تحل مشكلة الفلسطينيين مثلاً واقتتالهم الداخلي، بينما عبد الناصر استطاع إيقاف شلال الدم في عام 70 باتفاق القاهرة بين النظام الأردني والفلسطينيين.
اليوم لا دور لمصر نهائياً في المنطقة العربية، وهذا خلل كبير ومن تبعات مغامرة السادات السخيفة في الذهاب للقدس والصلح مع إسرائيل بدون أي مقابل حقيقي يكون بمستوى دور مصر، أي سلام ومقابل على مستوى المنطقة لا فقط لانسحاب من سيناء، فصراع مصر مع إسرائيل هو جزء من صراع عربي إسرائيلي كانت فيه دوماً مصر مركزية، يعني من الهبل المصري أن تذهب لتصالح لانسحاب فقط من منطقة احتلتها عشر سنين فقط قبل الصلح، بينما الصراع عمره نصف قرن.
أما بقية العرب، فكان هناك سوريا حافظ الأسد، ولو أنها بعثية، فحافظ الأسد كان يتحدث لغة السياسة وقام مع السادات بالتنسيق لحرب 1973 والتي خان فيها السادات أيضاً. وعرفات رجل سياسي، يتحدث السياسة ولقد شهدنا ذلك في التسعينيات، وهو حتى بحرب لبنان شهدنا له هذه اللغة السياسة، الأمر الذي كان يتم التحضير له هو مشروع يلغي حقوق شيء اسمه فلسطين، لا يمكن فيه إشراك عرفات أو غيره. السادات لم يكن يهمه أي شيء عن فلسطين وغيرها من الدول العربية، لو كان جاداً لأخذ وقته لفرض حلول قوية وفعلية على إسرائيل بما لمصر من دور إقليمي يمكن أن تقنع فيه فعلاً بقية الشركاء العرب، وليس كما تعتقد لم يكن العرب مستعدين لذلك، بل كان هناك مؤتمر جنيف وقتها. والحديث عن حل شامل للصراع العربي الإسرائيلي. ولكنه فشل، ومصر كانت متجهة خصوصاً لحل ثنائي مع إسرائيل.

كان هناك قوى كثيرة مرتبطة بمصر، لا سيما بلبنان، دعمتها مصر من الأساس، فمثلاً ببداية الحرب اللبنانية، حدث اتفاق القاهرة الذي كان نوع من الهدنة والسلام بين الفلسطينيين والقوى المسيحية والدولة اللبنانية. اختفاء الدور المصري لاحقاً فجر الأمور بشكل مأساوي.

ثم أن العرب مفروض يمشوا وراء مصر هذا صحيح، ولكن ليس عالعمياني، ولكن عندما يكون من يقودها بحجم عبد الناصر، لا بحجم السادات ومبارك. هؤلاء واسمح لي مبارك من لا يتبعهم.:D

هاي بشكل مختزل شوي.
:D