الاخ العزيز (genius) ان التسائلات النفسية اللي انا مريت عليها ربما تكون قريبة من تسائلاتك، وكم سألت نفسي أنا كيف عايش. يقولون الروح أو النفس أو سميها أي شيئ آخر. ما هذا الذي يحركني من مكان الى آخر؟ وأتسائل، إذا كان الانسان لايدرك القوة الخفية التي تسكن في داخله وتجعله كائن حي، فما هو الغريب في أن لا يدرك ما هو بعيدا عنه. ولكن اذا كان باستطاعتنا الاستدلال على وجود القوة الخفية التي تجعلنا أحياء، ولولاها لما تحركنا، فهل بإمكاننا الاستدلال على من أوجد هذه القوة؟ أم انها وجدت لوحدها؟ ومن هنا تبدأ مسيرة البحث وتقصي الحقائق. ربما تكون المسيرة شاقة وعسيرة، وربما تكون سهلة، يعتمد على النتيجة التي يريد الانسان الوصول اليها، والدلائل التي يراها مقنعة من وجهة نظره. وإذا ما اقتنع بشيئ فلابد ان يكون قادرا على الدفاع عما اقتنع به، "هل يستوي الاعمى والبصير ام هل تستوي الظلمات والنور". والوحيدين الذين لايستطيعون الدفاع عن شيئ واحد من قناعاتهم في الوجود هم الملاحده، "صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لايرجعون".

Array
سأل احدهم وقال: اذا كان المسلمون يستدلون بنبؤات الرسول صلى الله عليه وسلم, فها هو نستراداموس تنبأ بأشياء وقد وقعت..!!
[/quote]
يا ما سمعنا هذا الكلام، فهو كطائر البحر تراه ولا ترى بيضه. أنا بنفسي تحققت من هذه النبؤات المزعومة ولم اجدها الا هباء منثورا. نستراداموس في وادي ومن يفسر نبؤاته في وادي ثاني. فهل منا من لا يستطيع ان يقول تسقط نجمة في البحر وتجتمع عليها السمك لتأكلها. ثم يأتي واحد ثاني ليقول ان النجمة هي المدينة الفلانية أو الملكة الفلانية، والسمك هم الناس الفلانيين. مثل هذا الكلام ممكن ان تجده حتى في كتاب ألف ليله وليله. فأين نبؤات نستراداموس التي لا تحتمل سوى حدث واحد، وخبر صريح سبق تاريخ حدوثه؟ الجواب لا شيئ، صفر.

وأقول للزميل (beautiful mind)، ولا ادري على أي اساس اختار هذه التسمية!، ان الـ (Genius) هو من يضع جميع الاحتمالات على طاولة النقاش، ويقوم بتحليلها متجردا من أي خلفية وميول شخصية، يعني يعمل (case study) بكل أمانة. ويشمل ذلك كل شيئ بما فيها الاديان والمعتقدات. وبما ان الانسان دائما قاصر، فلابد ان يؤهل نفسه قبل مناقشة أي قضية. فمثلا اذا كان بصدد قضية في علم الرياضيات فلابد ان يكون على قدر من المعرفة بالرياضيات لابأس بها تؤهله للحكم على الشيئ. فمن السخف مثلا ان تأتي بورقة رياضيات وتعطيها لمدرس في اللغة العربية لتصحيحها، وهو لا يعرف شيئا عن الرياضيات. ما نجده في الكثير ممن يزعمون تحررهم العقلي انهم اصدروا حكما مسبقا على شيئ لم يعرفوه. "وماقدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شئ". فالمسألة بالنسبة لهم هي مسألة مزاج. هؤلاء الذين يزعمون تحكيم العقل في كل شيئ، هم هؤلاء بالذات الذين يضعون العقل في خانة الاحتياط عندما تكون المسألة تتعلق بالامور الالهية. "أولئك كالانعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون". مش عاجبك، اثبت العكس؟ يعني نريدك تخبرنا بكل صدق انك بالفعل درست الامور الالهية وما تعلق بها من ديانات وقد ثبت لك بالدليل القاطع انه لا يصح منها شيئ. بالتأكيد انك لم تفعل ذلك، ولم يفعله أيضا كل من سار على دربك واتبع هواه. ولو كان هناك من نتائج توصلتم اليها بهذا الخصوص لكنتم نشرتوها في مواقعكم ومنتدياتكم الالكترونية، ونورتونا بالحقائق التي ظهرت لكم وخفيت علينا. كل ما وجدناه هو بعض الشبهات التي لاتكاد تصمد وترى النور حتى تنهار وتعود للظلمة من حيث اتت، "كسراب بقيعة يحسبه الضمئان ماء".