Array
المصحف الذي بين أيدينا هو غير صحيح. لأن حفص هو متروك الحديث، ومطعون فيه.
[/quote]
وهل هناك من أجلس حفص على طاولة التحقيق، وحقق معه، ثم انتزع منه اعتراف انه كذاب أو ملفق روايات؟

ثم اذا قال رجال الحديث مثلا عن رجل انه ثقه أو صدوق أو غير ذلك من الصفات الحميده، فهل هم دخلوا في نفسه وعرفوا ما بداخله وتحققوا منه، أم ان حكمهم مبني على الظاهر ورجما بالغيب؟

أضف الى ذلك ان حفص ليس هو الوحيد من أخذ القراءة عن عاصم، بل أخذها المئات غيره، ولكنه كان أشهرهم لذا أطلقت القراءة على اسمه.

ومن ناحية الحروف فقد اعتبر المحققين قرائته الاوفق مطابقة للرسم العثماني. وهذه الحروف التي تجدها في المصحف هي نفس الحروف التي كتب بها المصحف في عهد الخليفة عثمان بن عفان، بإستثناء التنقيط والتشكيل، لانهم لم يكونوا يكتبونها.

ولكن: لنفترض ان أهل الحديث قالوا عن حفص بأنه في أعلى مراتب الصدق والحفظ ، وانه كان لديه سوبر كمبيوتر مزود بأفضل برنامج للكتابه، مع تصحيح الاخطاء الاملائية، فهل هذا يضمن اخراجه لنص صحيح خال من الاخطاء؟ كم مرة قرأت كتابا ووجدت في أخره ملحقا بالاخطاء المطبعية، والاخطاء التي لم تكتشف في الكتاب أكثر. وكم مرة كتبت رسالة لا تزيد على النصف صفحة، وكتبتها بالكمبيوتر، ثم اكتشفت فيها بعد كتابتها أخطاء إملائية؟ وهناك من الاخطاء التي لايستطيع حتى الكمبيوتر تصحيحها، اسقاط حرف الواو مثلا، أو كسرة أو ضمه، وما شابه ذلك؟ إذن لا توجد طريقة مادية بحته تضمن لك نصا خاليا من الاخطاء، لا في الماضي ولا الحاضر. إلا اذا قلت "اذا اراد الله ان يكون النص صحيح". وهذا ما نقوله نحن كمسلمين، "إن علينا جمعه وقرآنه"، يعني جمع سوره وآياته و طريقة قرائته وتشكيلات حروفه، فهذه مسألة تركناها لله. ولا توجد طريقة مادية نستطيع التحقق منها. وبغض النظر سواء كان الناقل حفص أو غيره، وبغض النظر سواء كان النص كُتب في الماضي السحيق أو كُتب حديثا. وبما ان الخطأ البشري وارد في جميع الحالات وفي جميع الازمان، فنترك الامر أولا وأخيرا لله، "إن علينا جمعه وقرآنه"، وذلك يكفي.
:rose: