منذ أن قرأت البيان لأوّل مرّة .. طنّ بأذني وضع "العلمانيين" و"اللادينيين" بزمرة واحدة .. لكنني قلت لنفسي : يا أخي ما المقصود إنو هنن زمرة وحدة .. المقصود إنو زمرتين اتّفقو على شغلة .. خلص .. مشّيها .. وحاج كل شوي طالع "سنجق عرض" (حدا من السوريين يترجم هالمصطلح الخطير .. لإني بصراحة ما بعرف معناتو)

كنت على وشك تقديم اعتراض .. لكن ليس لإزالة كلمة "لادينيين" .. بل لإزالة كلمة "علمانيين" ..

بصراحة .. استهوتني فكرة وجود "صرخة" لا دينية .. بما في ذلك (مجرّد رفع كتاب باسم تجمّع لاديني) من اختراق لتابّو كبير .. أضف إلى ذلك أنّي أجد أنّ تقديم كتاب باسم "تجمّع لاديني" ينسجم وظاهرة "وفاء سلطان" بما أمست تمثّله في "الشارع" .. وفيه تأكيد بليغ على وجود "الصوت اللاديني" وأحقّيته في البقاء ..

وطبعاً .. تبقى "العلمانيّة" هي الهدف المنشود برأيي .. وليس "اللادينية" .. إلا أنّ التأكيد على أحقيّة وجود "الثانية" هو خطوة باتجاه "الأولى" .. كما إنّي ضد تسويق مفردة "علماني" على أمثال "وفاء" بما لها من صوت متطرّف .. أراه بعيداً عن المبادئ الـ"علمانية" .. فأن يتبرّى "العلمانيّون" من وفاء .. كأن تتبرّى "السلطة" من "شيخ المحشي" .. ولم يُطرح يوماً أنّ "شيخ المحشي" مكوّن من مكوّنات السلطة حتّى يتم هذا "التبرّي" ..

تبقى هناك عدّة قضايا ..
- مشكلة الأسماء المستعارة .. وربّما علينا إحصاء من يمتلك الجرأة على وضع اسمه الحقيقي ..
- أجد أنّه على صيغة الكتاب أن تكون أكثر "صرامة" في الدفاع عن حريّة التعبير والتأكيد على "حق وفاء" وغيرها في التعبير عمّا يريدون .. لكي لا يُعتبر الكتاب مجانباً "للقرضاوي" .. بل هو مجانب "للطنطاوي" :10:
- في حال تقرير رفع الكتاب باسم تجمّع "علماني" أجد أنّ علينا الابتعاد عن تناول القضايا "الدينية" التي طرحتها وفاء .. وأن نركّز على الجانب "السياسي" المتعلّق بالشأن الفلسطيني ..
- في حال تقرير رفع الكتاب باسم تجمّع "لاديني" .. أجد أنّه من الضروري التأكيد أنّ "التجمّع" لا يبتعد كثيراً عن "طرح وفاء" من حيث التفصيلات المتعلّقة بالدين .. بل إنّ الاعتراض يتعلّق بجوانب تتعلّق بـ"أسلوب الطرح" و"العمق النقدي" و"تسييس الخطاب اللاديني" .. وتعليق مصائب العالم جميعها على "علّاقة" الدين الإسلامي ..

خوليو