{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
بل إنّ شهوة "المحارم" غريزيّة ..
خوليــــو غير متصل
متشائل
*****

المشاركات: 938
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #1
بل إنّ شهوة "المحارم" غريزيّة ..
في ردود للعزيزين "طارق القدّاح" و"شهاب الدمشقي" حول موضوع تجنّب "اشتهاء المحارم" وعلاقته بالتحريم الديني .. أكّد العزيزان أنّ الامتناع عن "المحارم" لا يتبع للتحريم الديني بصلة .. لكنّه يتبع "لغريزة" أو "فطرة" إنسانيّة .. وهنا عندي بعض "التحفّظات" .. إلا إني لم أشأ أن أقوم بطرحها في ذات الموضوع .. لأنني أؤيّد "المنطق" الذي يجادلان به .. في فصل "زنا المحارم" عن "التحريم الديني" .. وما الربط بينهما بهذه الطريقة إلا سذاجة يسهل نقدها ..

"طارق" و"شهاب" يتحدّثان بمنطق جميل .. لكن "برأيي" فإنّ ابتعادهما عن استخدام المصطلحات الصحيحة هو ما أوقعهما ببعض المغالطات .. فقد تحدّثا عن تجنّب زنا المحارم على أنّه "غريزة" .. "فطرة" .. وفي الحقيقة فإنّ هذه التوصيفات غير دقيقة .. فتعريف الفطرة أو الغريزة الإنسانيّة هي ما يُجبل الإنسان عليه .. أو بكلمات أكثر "علميّة" دعونا نقتبس تعريف "لويد مورغان" للغريزة على سبيل المثال : الغريزة سلوك فطري يشتمل على الأفعال المعقّدة التي تحدث من غير خبرة سابقة ..

والأكيد (الذي سأحاول البرهنة عليه) أنّ الإنسان لا يولد "مكفوفاً جنسياً" عن "محارمه" (لست أدري أيّ غريزة هي تميّز الأخوات الذي وُلدوا وسيولدون عن غيرهم !!) .. فلنفترض مثلاً أنّ أخاً وأخته لم ينشأا في البيت ذاته وكانا ضحيّة "أسرة مفككة" على سبيل المثال .. ألا يمكن أن تتأجج نار الشهوة إن التقيا يوماً .. !! .. ألا يبدو أنّ هذا الامتناع يتبع لشكل اجتماعي وثقافي ما !!
بل علاوة على ذلك .. يمكن ملاحظة ملامح جنسيّة في علاقة الأخ وأخته فترة الطفولة والمراهقة .. استراق نظر .. مداعبة .. ملامسة .. إلخ .. وإن لم تحمل "غالباً" شكلاً جنسياً فجاً ..


الموضوع (كما أراه) متعلّق برواسب تاريخيّة شديدة العمق تمتدّ مذ كان الإنسان يعبد الحيوانات .. بل إنّ هنالك دراسات للحضارات البدائيّة (القبائل الطوطميّة) تظهر لك أنّ مجرّد ذكر اسم "الأخت" هو عمل محرّم .. أو مجرّد اللقاء بها ممنوع .. (لاحظوا أنّ موضوع تجنّب زنا المحارم تحوّل لشكل هستيري هنا .. وهذا ما سأقوم بالتعليق عليه بعد قليل) .. وبالطبع فالمعروف أنّ القبائل البدائيّة لا تقبل إلا "الزواج الخارجي" .. فمن غير المسموح أن يتمّ الزواج من ذات القبيلة .. وهنا من الواضح أنّ تعريف "المحارم" بدأ بشكل واسع جداً .. وتضيّق عبر التاريخ .. (قارنوا المسيحيّة والإسلام رغم التقارب التاريخي بينهما !!).. ومن هنا يبدو أنّ التمنّع عن "المحارم" ليس "غريزة" .. بل "مفهوم" اجتماعي متغيّر ..

هذه "الرواسب" التاريخيّة أثّرت بالطبع في الثقافة الاجتماعيّة اليوم .. والتي بدورها بالطبع تؤثّر في التركيبة النفسيّة للإنسان .. وتؤدّي لعناصر نفسيّة "نمطيّة" (أي متشابهة بين أغلب الناس) .. وهنا يبدو أنّ "تجنّب المحارم" أحد هذه العناصر النفسيّة .. وهو ينزرع في نفس الإنسان منذ سنواته الأولى .. فتتم عمليّة "كبت الغريزة الجنسيّة" التي تتّخذ من المحارم "موضوعاً لها" .. لتضمحل هذه الغريزة في غياهب النفس الإنسانيّة .. قبل أن يميّز الإنسان بين "بطّيخ" و "دين" (قال دين قال !!!)

هناك تفسيرات لنشوء تحريم زنا المحارم تاريخياً .. لا أودّ أن أستفيض بها .. لكن العبرة المهمّة .. هو أنّ تجنّب "زنا المحارم" أمسى اليوم يعتمد فعلياً على عناصر نفسيّة طفليّة .. تنشأ كنتيجة للثقافة الاجتماعيّة الإنسانيّة المشركة .. التي أوجدت "الأسرة" كوحدة اجتماعيّة صغرى .. وأوجدت هذه العلاقات الماديّة بين أفرادها .. وأوجدت "الأنوثة" و"الذكورة" كما نفهمها اليوم (على المستوى النفسي) .. وأوجدت مفهوماً ما "للأبوّة" و"الأمومة" و"الأخوّة" يسيطر على نفسيّة الإنسان منذ نعومة أظفاره .. إلخ ..

وقد تحدّثت سابقاً في موضوع ما هنا (أذكر أنّه في الساحة الاجتماعيّة) .. أنّ "زنا المحارم" ممكن بيولوجياً ونفسياً (ومن الممكن أن تسيطر الغريزة الجنسيّة على الوعي متهرّبة من رقابة الضمير) .. لكنّه يناقض البنية النفسيّة لإنسان العصر .. وأن تعميم هذه الحالات قد تؤدّي لأمراض نفسيّة إنسانيّة مزمنة ..

المتابعات النفسيّة تؤكّد بالأصل .. أنّ "المحارم" هم الموضوعات الجنسيّة الأولى للطفل .. لكن سرعان ما يتم "الكبت" الأوتوماتيكي لهذا الاتجاه الغريزي .. ويخضع الاهتمام "الهستيري" للأديان والتشريعات السابقة بقضيّة زنا المحارم (حيث يعتبر أن منع زنا المحارم هو أوّل تشريع أخلاقي إنساني تمّ وضعه) .. أقول يخضع هذا الاهتمام لقانون "الفعل ورد الفعل" .. فهذه الردّة العنيفة تجاه موضوع "زنا المحارم" .. تؤكّد حجم "الشهوة الأصليّة" للمحارم .. فكل ممنوع هو المرغوب .. لو لم يكن "مرغوباً" لما منع (وبهذا الشكل الهستيري !!) .. وإلا ما الفائدة من منعه .. !!!!
يقول "فريزر" رداً على المدّعين أنّ تجنّب زنا المحارم "غريزة" .. متحدّثاً عن "القوانين" الصارمة التي وضعتها القبائل البدائيّة في علاقة الفرد بمحارمه : لسنا نفهم ما السبب الذي يمكن أن يحيج غريزة بشريّة متأصّلة الجذور إلي تعضيدها بقانون .. فليس ثمّة قانون يأمر الإنسان بأن بأن يأكل ويشرب ويحذّره من وضع يديه في النار، فالناس تأكل وتشرب وتبقي أيديها بعيدة عن النار غريزياً وخوفاً من العقوبات "الطبيعيّة" لا "القانونيّة" التي سيجلبونها على أنفسهم فيما لو خالفوا غريزتهم في سلوكهم ..

نضيف إلى ذلك أنّ بعض المظاهر الاجتماعيّة المتطرّفة .. قد لا نجد لها تفسيراً نفسياً مقنعاً إذا لم نعترف باشتهاء المحارم ..
فالاهتمام "الهستيري" بحجب المرأة (أنظروا لجرائم الشرف !! قتل الابنة أو الاخت .. أي علاقة "طاهرة" تنتهي بالقتل !!) .. والسلطة الذكوريّة على "الابنة" أو "الأخت" بشكلها الهستيري الذي يجعل من "أظفرها" عورة .. يؤكّد فرضيّة "اشتهاء هذه الابنة أو الأخت" .. وكأنّ هذه "الشهوة" تعنّ في غياهب اللاشعور وتسعى للظهور للوعي .. فتتم عمليّة "إسقاط" هذه الشهوة على كلّ الغرباء .. وهذا "الإسقاط" هو عمليّة نفسيّة شبيهة بالكبت .. تهدف لمقاومة الشهوة .. والهروب منها "برميها" على أكتاف الآخرين .. (الأسر المنغلقة تعزز هذه الشهوة المتأججه في أعماق اللاشعور .. حيث الفرد لا يجد إشباعاً جنسياً خارجياً .. وحيث تكون علاقته بأخوته مليئة بالموانع التي تؤجج الرغبات الدفينة)

في تقاليد سكّان بعض القرى حتّى يومنا هذا .. يمنع أهل "العروس" من حضور حفل الزفاف .. كما هنالك العديد من الأمثلة التي توضّح العلاقة "الشائكة" و"المعقّدة" بين الإنسان ومحارمه .. والدين كمركّب يساهم في هذا الشكل الاجتماعي المشوّه لعلاقة الرجل بالمرأة .. يلعب دوراً سلبياً على المستوى "النفسي" .. ويؤدّي لمظاهر مرضيّة تتحايل على "رقابته" .. وتعبّر عن نفسها أحياناً بردود فعل مقيتة .. وحياة جنسيّة غير سويّة ..


منعت نفسي "متقصّداً" من أن أستسلم لإغراء طرح نظريّات "التحليل النفسي" في تجنّب "زنا المحارم" .. وذلك لأنّي لا أجد هذا المجال يشكّل "أرضيّة مشتركة" في الحوار .. لكنني اكتفيت بطرح بعض المبادئ التي قد نتّفق عليها جميعاً ..

خوليو
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-30-2008, 10:37 AM بواسطة خوليــــو.)
03-30-2008, 10:25 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
بل إنّ شهوة "المحارم" غريزيّة .. - بواسطة خوليــــو - 03-30-2008, 10:25 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  ما السر في "تحرر" ثلاث شعوب charles de gaulle 78 2 1,857 05-20-2011, 11:01 PM
آخر رد: أسامة مطر
  آينشتاين : " الله خرافة طفولية" طرفة بن العبد 30 11,592 01-21-2011, 10:45 PM
آخر رد: مؤمن مصلح
  Humanism .. تعريف بـــ"المذهب الإنساني" في الإلحاد Beautiful Mind 23 7,664 09-20-2008, 01:47 PM
آخر رد: Obama
  الديانة "الساينتولوجي" Free Man 2 1,864 06-16-2008, 12:30 PM
آخر رد: محارب النور
  مسلمون أم محمديون : هل "محمد" أهم من "الله" عند المسلم ؟ Beautiful Mind 34 7,749 04-24-2008, 08:43 PM
آخر رد: الحر

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS