{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
بل إنّ شهوة "المحارم" غريزيّة ..
خوليــــو غير متصل
متشائل
*****

المشاركات: 938
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #26
بل إنّ شهوة "المحارم" غريزيّة ..
التفسير "البيولوجي" لتجنّب زنا المحارم .. بوجه التفسير التحليلي النفسي "لعيون طارق القدّاح" .. "وفيه شيء للعزيز طريف"


مقدّمة لا بدّ منها ..
بالطبع .. فإنّ هنالك تفسيرات "بيولوجيّة" لموضوع تجنّب زنا المحارم .. تأخذ بعين الاعتبار المشاهدات المستقاة من عالم الحيوان .. "الشمبانزي" خصوصاً .. وهي المشاهدات التي تبدو للوهلة الأولى تنقض كلّ ما ذُكر أعلاه .. عن النظرة "الفرويديّة" لهذا الموضوع ..

هذه "التفاسير" البيولوجيّة تمّ إحياؤها خلال العقدين السابقين .. مع تطوّر ما يسمّى "علم النفس التطوّري" Evolutionary psychology .. وهو علم يستند على مبادئ "تطوّريّة" بيولوجيّة في تقديم تفسيرات سايكولوجيّة .. يتعامل مع موضوع "النفس" بشكل مبسّط جداً بحيث تبدو وكأنّها "لحاء" أو "قشرة" تتنعزل عن المؤثّرات الماديّة والاجتماعيّة المحيطة .. وتتبع لمصطلحات "الوراثة" و"الطفرة" و"الاصطفاء الطبيعي" .. ورغم الأهميّة الكبيرة لعلم كهذا .. إلّا أنّه ينزع صفة التميّز (التي يمقتها طارق) عن الحياة النفسيّة الإنسانيّة .. لدرجة أن يصل بعض "الدارونيين" إلى اعتبار أنّ التظاهرات الثقافيّة على مدّ التاريخ الإنساني منفصلة عن تطوّر التظاهرات النفسيّة .. وهنا كان من الطبيعي أن ينأى هذا العلم عن الاستخدام "الأنتربولوجي" وعن تقديم تفسيرات معرفيّة للتظاهرات الثقافيّة الإنسانيّة .. فليس فيه ما يُغري بذلك ..

لا أحد يمكن أن ينكر أهميّة ومنجزات هذه المدرسة .. لكن هناك إشكاليّة كنت أتمنّى أن أجد من هو أكفأ منّي في معالجتها .. وهي إشكاليّة تتمثّل في "الإقصائيّة" التي تتبادلها علوم النفس فيما بينها (على سبيل المثال .. هذه المدرسة همّها التهكّم على "فرويد" .. والمدارس الفرويديّة تردّ الصاع صاعين بالمقابل:)) .. بينما تشعر أحياناً أنّه بإمكانك أن تأخذ من كلّ بستان زهرة .. لتكوّن "دزّينة" فوّاحة ..

سأعرض فيما يلي الرأي التطوّري بموضوع تجنّب زنا المحارم .. وأقدّم بعض الملاحظات النقديّة .. وسأقدّم اعتذاري من الآن بحال وجود بعض الأخطاء في تعريب بعض المصطلحات الطبيّة والبيولوجيّة .. لأنّي غير معتاد على التعامل مع المصطلحات الطبيّة العربيّة ..


عودة لموضوع تجنّب "زنا المحارم"
تفترض هذه المدرسة .. وجود آليّة تطوّريّة ما .. عند الإنسان ونظائره من الثديّات المتطوّرة تجعله :
أوّلاً : يميّز المحارم .. بوسائل خاصّة تتصّل بالمراكز "الشميّة" و"السمعيّة" و"البصيريّة" ..

ثانياً : يتجنّب زنا المحارم .. "بوساطة شعور "القرف" .. أو "الإشمئزاز" .. disgust .. وطبعاً .. فإنّ لهذا الشعور أهميّته التطوّريّة .. حيث تقترن اللذّة "بالمفهوم النفسي التطوّري" بالمنفعة .. والألم بالمضرّة .. فالإنسان "مثالاً" يقرف ويشعر بالألم من الروائح والأطعمة الضارّة .. ويشعر بالسعادة من ممارسة ما هو نافع ومفيد ..
يقول "هربرت سبنسر" : (إذا استبدلنا بكملة لذّة قولنا أنّها حالة نسعى لإحداثها وإبقائها في الشعور .. واستبدلنا بلفظ ألم قولنا أنّه حالة نسعى لإبعادها عن الشعور وانتزاعها من النفس .. وكانت الحالات الشعوريّة التي يسعى الموجود الحي لإبقائها مناسبة للأفعال الضارة .. وكانت الحالات التي يسعها لإبعادها مناسبة للأفعال النافعة .. كان هذا الموجود الحي هالكاً لا محالة)


لماذا تعتقد هذه "المدرسة" بوجود آليّة كهذه !!
بسبب الأمراض التي يتسبب بها نتاج هذا الزواج .. وذلك لآليّات مختلفة تتعلّق باختصار بما يلي ..
1- سبب جيني .. حيث تزيد نسبة الطفرات القاتلة والممرضة الناتجة عن هذا الزواج .. بسبب ميكانيزميّة جينيّة لا أجد داع لشرحها هنا .. إلا بحال الطلب ..
2 سبب يتعلّق بالبكتيريا الممرضة pathogens .. التي تسبب أضراراً أكبر في الأطفال الناتجين عن تزاوج القربى .. وأيضاً يمكن التوسّع بشرح الأسباب بحال الطلب ..

النقطة التي تهمّ الموضوع في ذلك .. أنّ هذه المدرسة تفترض وجود آليّة تطوّريّة اصطفائيّة أدّت إلى تطوير هذه "الميكانيزميّة" النفسيّة التي "تقرف" الاقتران من الأقارب .. لكن توصف هذه "الميكانيزميّة" بأنّها غير ملزمة ولا تسير على قانون "الكل أو اللاشيء" .. فحينما يكون "الاختيار" بين "نكاح المحارم" أو "اللانكاح" على سبيل المثال .. يتم اختيار نكاح المحارم .. أي أنّها ميكانيزميّة تتعلّق بالخيارات "المتاحة" والظروف المحيطة إلخ ..


نقد لما سبق :
النقد البيولوجي لما سبق هو التالي : تعترف هذه الدراسات بأنّ مصدر "الرفض" لزنا المحارم هو "الأنثى" لا "الذكر" .. أي أنّ "أنثى الشامبانزي" على سبيل المثال هي التي تبحث عن "الزواج الخارجي" من مجموعة خارجيّة .. لا "الذكر" .. أي أننا نتحدّث هنا عن "ميكانيزميّة نفسيّة" خاصّة بالإناث أكثر منها بالذكور .. تفتقد لمبرّرات التعميم بهذا الشكل الفج .. خصوصاً وأنّ المدرسة تطبّق هذا المثال على الإنسان أيضاً وتجد أنّ الميل نحو تجنّب المحارم أنثوى أكثر منه ذكري .. ثمّ تعوّل على إمكانيّة أنّ تحريم "نكاح المحارم" قد تمّ سنّه تاريخياً بناءً على النزول عند رغبة المرأة .. وهذا تفسير مرفوض برأيي في حال ملاحظة الحالة الاجتماعيّة للمرأة (الممنوعة من الاقتراب من الأدوات المقدّسة !!) في أغلب قبائل الطوطم .. كما أنّه لا يقدّم تفسيراً مقنعاً لهذا المنع "الهستيري" لاقتران المحارم ..

ثانياً .. أثبتت بعض الأبحاث أنّ "زواج الأقارب" بين جماعات الشامبانزي لا يؤدّي لتشوّهات وراثيّة مميتة كمثيلتها عند الإنسان (على سبيل المثال .. يمكن مراجعة الدراسة المنشورة في مجلّة International Journal of Primatology في عددها الصادر في ديسمبر 2005 ) .. وهذا يعني أنّ "الداعي" لوجود هذه الميكانيزميّة التطّورّية الاصطفائيّة يفتقد لمبرّر وجوده عند "الشامبانزي" .. !!!!!!!!

النقد "النفسي" لما سبق : شعور "الاشمئزاز" أو "الألم" الإنساني لا يرتبط فقط بميكانيزمات "تطوّريّة" .. بل له صلة وثيقة بعناصر "ثقافيّة" بشريّة .. وهذه نقطة قد تُحسب لصالح "تميّز" الإنسان عن غيره من الكائنات البعيدة عنه في السلّم التطوّري .. لذا فالشعور بالـ"ذنب" .. "دونيّة" .. "قرف" .. إلخ .. من زنا المحارم .. يصنّف في "التحليل النفسي" تحت بند "المقاومات" .. مقاومة الرغبة اللاشعوريّة ..وهو شكل من أشكال "مقاومة" همجيّة الغريزة أمام الحضريّة الإنسانيّة (الثقافة) ..



كيف يميّز الإنسان "البدائي" والثديّات المتطوّرة .. محارمه .. !!
تقترح هذه "المدرسة" آليّات مختلفة في هذا الموضوع ..

1- Mager histocompatibility complex .. MHC
لا أدري ما هو التعريب الدقيق لهذا المركّب الكيماوي .. لكنّه بالمختصر بروتين موجود على غشاء الخليّة cell surface protien .. يلعب دوراً في تمييز الجهاز المناعي للجسيمات الذاتيّة أو الخارجيّة .. أي في تمييز الذات عن الخارج self/non-self discrimination of immune system ..
تنوّع الجينات التي تنتج هذا البروتين يؤدّي إلى اختلافه بين كائن وآخر .. لكن اقتراب النسب وما يحويه من تماثل وراثي بنسبة كبيرة يؤدّي لتشابه بنية هذا البروتين .. (في الأسرة الواحدة على سبيل المثال)
هذا البروتين يعطي بتفككه رائحة خاصّة .. في حالات "التعرّق" أو "التبوّل" مثلاً .. لذا أثبتت التجارب أنّ الطفل يميّز أمّه بالاعتماد على احساسه برائحة تفكك هذا المركّب .. كما الأم تميّز ابنها بذات الطريقة ..

2- رائحة الجسد .. الطفل يميّز رائحة "الأم" أو "المربيّة" ..
تثبت التجارب أنّ الطفل يميّز "أمّه" من رائحة جسدها .. لذا حاولت بعض الأبحاث أن تقارن بين بين قوّة تأثير "رائحة الجسد" والـ"MHC" السابق ذكره .. فتم جمع عدد من الأطفال الذي نشؤوا علي يد "مربيّة" ليست بأمّهم الحقيقيّة .. ووضعوا أمامهم "حمّالات صدر" لأمّهم الحقيقيّة وللمربيّة .. فلاحظوا انجذاب الأطفال لكلي "الحمّالتين" (بحاسّة الشم) وعدم تفضيلهم واحدة على أخرى .. (دراسة Macfarlane )..
بينما في حالة تماثل الأم والمربيّة .. فإن الولد يميّز "حمّالة صدر أمّه" بين ملايين الحمّالات الأخرى :10:

3- بوساطة المركز البصري .. ولا تلعب هذه "الحاسّة" أهميّة كبرى في تمييز الأم لطفلها بسبب التغيّر السريع في هيئة الطفل (على مستوى الإنسان البدائي والشامبانزي) .. بينما قد تلعب أهميّة في تميّز الطفل لأمّه كما تمّ إثباته عن طريق تجارب قامت على "الإنسان" .. ولا أعلم عن تجارب قامت على الشامبانزي في هذا المجال ..

4- الصوت .. صوت بكاء الطفل .. أو "صريخ" الأم :D


نقد لما سبق ..
أثبتت هذه الآليّات في التعرّف على المحارم .. فعّالة بين الطفل وأمّه بدرجة كبيرة .. لكنّها غير فعّالة بين "الأب" و"أطفاله" .. أو "بين الأخوة" .. أو "أولاد العم" إلخ ..
عامل الـ MHC .. لم ينجح في الدراسات على تعرّف "الأب" على "طفلته" .. أو "الطفله" على "أبيها" .. أو "الأخ" على "أخته" .. لذا لا يمكن التعويل على هذه الآليّات المفترضة في تجنّب نكاح الأخ لأخته .. أو الأب لابنته .. أو العم لابنه أخيه ..

بالإضافة إلى ذلك .. فإن الإعتماد على هذه الآليّات .. لا يفسّر "كما أرى" ميل انثى "الشمبانزي" على التزاوج من جماعات أخرى تماماً .. حيث أنّ هذه "الميكانيزميّة" النفسيّة المفترضة (القرف من المحارم) لم تعد متّجه فقط نحو من تستطيع تمييزهم كمحارم .. بل نحو القبيلة بكلّيتها ..



لماذا قرف المحارم !!
هذه المدرسة تفترض وجود هذه "الميكانيزميّة" بناء على تطوّر اصطفائي طبيعي .. لم يجد طريقة للتعبير عن ذاته إلا بشكل شبيه للميكانيزميّة التي يكره بها الحيوان الاقتراب إلى النار .. أو الابتعاد عن الأطعمة الضارة به ..
لكن لجأت هذه المدرسة لتغطية تناقضاتها بالعودة إلى مبدأ "ويسترمارك" .. الذي يفترض أنّ النشأة الطفليّة المشتركة (أي الوجوه التي يعتاد عليها الأطفال أثناء طفولتهم) تؤدّي آلياً إلى "قرف" جنسي من تلك الشخصيّات .. (بالصدفة هي ذات الميكانيزميّة التي تحدّث عنها الصديق طريف في ردّه الذي وجدته الآن وأنا أدرج ردّي هذا)


نقد نهائي
في النهاية .. أقول "جازماً" .. أنّ الدراسات "البيولوجيّة" لم تشيّد لليوم بناءً يقف على "قدمين" .. بل إنّها تناقض نفسها في أكثر من موقف .. وتعود لإحياء فرضيّة "ويسترمارك" .. التي شيّد "فرويد" بناءه النفسي على أنقاضها .. وهي فرضيّة لا تناقض في صميمها مبادئ التحليل النفسي .. ولا تودي إلى نتائج مختلفة .. فكلا الفرضيّتين تتحدّثان عن ميكانيزميّات "نفسيّة" تحتّم "النفور الجنسي من المقرّبين" .. وتختلف طبيعة هذه "الميكانيزميّات" إلا أنّها تؤدّي الغرض ذاته .. وهنا يبدو أنّ التعارض بين المدرستين تعارض وهمي .. بل أفترض أنّنا بشكل أو بآخر يمكن أن ندمج بشكل أو بآخر بين نظريّة "التحليل النفسي" ونظريّة "علم النفس التطوّري" .. فلا أحد يهمل الترابط النفسي البيولوجي .. والتأثير المتبادل بينهما .. وبالتأكيد فإنّ التغيّر النفسي يؤدّي لتغيّر بيولوجي .. والعكس بالعكس ..
كما أنّنا لا نعلم جيّداً الآليّات "النفسيّة" التي تحكم "الشمبانزي" (كمثال وُضع لنقد نظريّة التحليل النفسي) .. والتي قد تبلغ من التطوّر ما لا نتوقّعه ..


ورغم كوني أدرس "الطب" .. إلا إنّني لا أخجل من الاعتراف أنّ النظريّة البيولوجيّة الأقرب لمجال دراستي تعاني من عيوب كثيرة أهمّها :
- عدم قدرتها على تفسير التاريخ الثقافي الإنساني .. من تمثيلات "دينيّة" و"أخلاقيّة" و"ثقافيّة" ..
- عدم قدرتها على تفسير التعامل "الهستيري" للقبائل البدائيّة مع قضيّة المحارم .. لدرجة الحكم بالموت لمن يذكر "اسم" اخته .. أو "يصادفها" .. وذلك حتّى لو افترضنا صحّة النظريّة التطوّريّة .. فهي لا تفسّر كلّ ذلك ..
- تناولها لموضوع "النفس الإنسانيّة" كعامل "ثانوي" في الحياة الإنسانيّة ..
- فرضيّاتها النفسيّة غير متينة .. وفرضيّاتها "البيولوجيّة" تحوي تناقضات لم تجد حلاً لها بعد ..

خوليو
04-08-2008, 01:15 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
بل إنّ شهوة "المحارم" غريزيّة .. - بواسطة خوليــــو - 04-08-2008, 01:15 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  ما السر في "تحرر" ثلاث شعوب charles de gaulle 78 2 1,857 05-20-2011, 11:01 PM
آخر رد: أسامة مطر
  آينشتاين : " الله خرافة طفولية" طرفة بن العبد 30 11,595 01-21-2011, 10:45 PM
آخر رد: مؤمن مصلح
  Humanism .. تعريف بـــ"المذهب الإنساني" في الإلحاد Beautiful Mind 23 7,666 09-20-2008, 01:47 PM
آخر رد: Obama
  الديانة "الساينتولوجي" Free Man 2 1,864 06-16-2008, 12:30 PM
آخر رد: محارب النور
  مسلمون أم محمديون : هل "محمد" أهم من "الله" عند المسلم ؟ Beautiful Mind 34 7,756 04-24-2008, 08:43 PM
آخر رد: الحر

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS