{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 4 صوت - 2 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #28
كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول
حروب الجوع‏..‏ ومؤامرة الغرب الكبري‏!‏

GMT 21:00:00 2008 الثلائاء 15 أبريل

الاهرام المصرية



--------------------------------------------------------------------------------


صلاح الدين حافظ

تحدثنا في مقالين سابقين عن الأزمة المحتكمة التي تمر بها مصر وغيرها‏..‏ من البلاد الفقيرة‏,‏ مع هجوم الليبرالية الشرسة والرأسمالية المتوحشة‏,‏ وأثر ذلك علي الفقراء الذين يشكلون السواد الأعظم‏..‏

وتساءلنا من أين استلهم بعض الهواة من أصحاب القرار‏,‏ هذه الليبرالية الشرسة‏,‏ فأعجبوا بها وطبقوها دون وعي حقيقي بآثارها السلبية العديدة‏..‏

اليوم نجيب فنستحضر فلسفة العولمة التي شاعت خلال العقد الأخير‏,‏ باعتبارها مرحلة متطورة من الليبرالية الشرسة‏,‏ ومن ثم نستعيد واحدا من أهم الكتب ـ المصادر ـ الذي صدر قبل نحو تسع سنوات‏,‏ والذي يشرح‏,‏ بل يفضح فلسفة العولمة أعلي مراحل الليبرالية الشرسة‏,‏ لكي نعرف هل مايطبق علينا من سياسات هي نتاج أفكارنا‏..‏ أم هي سياسات مملاة ؟‏!‏

الكتاب عنوانه تقرير لوجانو ـ مؤامرة الغرب الكبري ترجمة محمد مستجير مصطفي وتقديم صلاح الدين حافظ وصدر بالعربية عن دار سطور‏,‏ وهو كتاب بالغ الأهمية بل هو خطير لا يكتفي بأن يمتعك ولكنه يصدمك بقسوة مايحمله من أفكار وآراء فظة‏,‏ تكتسي ثوب العلمية والموضوعية الغربية‏.‏

المؤلفة الرئيسية هي سوسان جورج الخبيرة الأمريكية في قضايا التنمية‏,‏ ولوجانو الوارد اسمها في عنوان الكتاب هي مدينة سويسرية‏,‏ وقد اعتبر كثير من المحللين الغربيين أنه واحد من أخطر الكتب التي ظهرت في الغرب عن العولمة وفلسفتها وأساليب الليبرالية الشرسة والرأسمالية المتوحشة‏,‏ التي يعتقد هؤلاء المحللون أنها تتعرض لانتكاسات تعرض مستقبلها للخطر‏,‏ ولذلك يجب سرعة انقاذها‏!!‏

ورغم ذلك فإن الكتاب يمثل تيارا فكريا جديدا في الغرب عموما وفي أمريكا خصوصا‏,‏ بدأ يتنبه الي خطورة انفلات العولمة قمة الليبرالية بصورة متوحشة وشرسة‏,‏ لأنها تلتهم الفقراء في عالم اليوم لصالح تركز الثروة وتمركز السلطة في أيدي قلة من الأغنياء الأقوياء‏,‏ الأمر الذي يؤدي الي عكس ماتهدف إليه الليبرالية الحقيقية‏..‏

وينطلق الكتاب ـ التقرير ـ من فكرة رئيسية تقول إن النظام الرأسمالي الغربي هو أنجح ماأنتجه العقل البشري علي مدي التاريخ لأنه القادر دون سواه‏,‏ علي تحقيق الرخاء والتقدم‏,‏ وأن نظام السوق الحرة‏,‏ بكل مايحمله من ضغوط وأعباء علي الطبقات الأفقر والأقل دربة وكفاءة‏,‏ هو الذي يجب أن يسود‏,‏ بدلا من نظريات العقد الاجتماعي والعدالة الاجتماعية البالية‏!!‏

***‏

وكما مرت الليبرالية والرأسمالية بمراحل تطور عديدة في السابق‏,‏ فإنها تمر الآن بالتطور نحو العولمة ذات القيم والأساليب الأشد قسوة وبشاعة عن كل ماسبق‏..‏ ولكنها في عرف الكتاب‏,‏ قدر لا مفر منه في القرن الحادي والعشرين‏,‏ الذي لن تدور سياساته حول تقاسم الكعكة ـ الثروة ـ كما فعلت في عصور دول الرعاية بعد الحرب العالمية الثانية‏,‏ أو حول من سيحصل علي أي موارد وكيف ومتي‏,‏ بل تدور حول مسألة بالغة الأهمية وهي البقاء علي الحياة‏..‏

ولذلك سيزداد عدد الخاسرين في العالم‏,‏ حيث ان العشرين في المائة الأعلي من البشر‏,‏ يسيطرون الآن علي‏84‏ في المائة من أصول الثروات‏,‏ مقابل‏70‏ في المائة فقط قبل ثلاثة عقود‏,‏ في حين أنه علي العشرين في المائة المهملين في القاع أن يقنعوا بما لا يزيد كثيرا عن واحد في المائة من الثروة العالمية‏..‏

وانطلاقا عن هذه الحقيقة البشعة‏,‏ يمضي بنا تقرير لوجانو الي ماهو أكثر بشاعة‏,‏ مما ينتظر شعوبنا المسكينة المقهورة في ظل هذه العولمة والليبرالية الشرسة بكل ماتمارسه من أساليب امتصاص دماء الفقراء لكي يثري الأغنياء الأقوياء‏,‏ وصولا لاكتشاف الفاجعة التي يفترض أن تقع لكي تنجح العولمة‏,‏ وتتلخص في ضرورة ليس فقط إيقاف تزايد سكان العالم عند رقم ستة مليارات‏,‏ ولكن ضرورة تخفيض هذا الرقم الي أربعة مليارات فحسب‏,‏ وذلك باستخدام أفظع الأساليب الوحشية‏,‏ من فرض التعقيم الاجباري واطلاق حرية الاجهاض‏,‏ إلي إشعال الحروب والصراعات‏,‏ ونشر الأوبئة والأمراض الفتاكة‏,‏ لكي تلتهم الزيادة السكانية‏..‏

ونري أن ذلك الفكر الشيطاني يماثل أكثر الأساليب النازية فحشا‏,‏ التي كانت تؤمن بأن هناك عرقا متميزا واحدا‏,‏ هو العرق الآري‏,‏ وماغيره حثالة بشرية يجدر التخلص منها بالتطهير العرقي والقضاء علي الأجناس الرثة والفقراء العالة والعاطلين الكمالة‏!‏

هكذا يقول الكتاب ـ التقرير‏-‏ إن رقم أربعة مليارات من البشر‏,‏ هو الرقم المثالي‏,‏ الذي تستطيع معه الرأسمالية وآليات السوق والعولمة‏,‏ أن تحقق النجاح والازدهار للعالم الغربي المعرض للتهديد الدائم‏,‏ فإن بحثنا عن مصادر هذا التهديد يجيبنا الكتاب بأنها أربعة مصادر هي أولا البطالة المتزايدة‏,‏ وثانيا الاضطرابات الاجتماعية‏,‏ وثالثا التدهور البيئي‏,‏ ورابعا الانهيار المالي الذي تتعرض له الأسواق بين فترة وأخري‏,‏ وهي تهديدات سوف تؤدي الي كوارث في القرن الحادي والعشرين إن لم يواجهها الغرب بقوة دفاعا عن وجوده‏.‏

وفي ظل حرية السوق وفلسفة العولمة‏,‏ لابد لكل شخص أن يتنافس‏,‏ ليس مع أقرانه وجيرانه‏,‏ بل مع غرباء لايعرفهم يبعدون عنه آلاف الأميال‏,‏ ولذلك يري الكتاب أنه لما كان الربح هو هدف النظام الاقتصادي الحر‏,‏ فلابد من أن تكون الشركات حرة‏,‏ تنتمي الي حملة أسهمها‏,‏ وليس للبلد أو المدينة أو الدولة التي تصادف أن يكون مقرها فيها‏..‏ إنها الشركات العابرة للقومية وللحدود وللقارات‏...‏ هذه هي السلطة الحاكمة في عالم اليوم وغدا‏,‏ وهذه هي التي تغزوا أسواقنا اليوم وتشتري أصولنا في ظل الخصخصة‏!!‏

ورغم أن الدول الغنية ستظل غنية نسبيا‏,‏ لكن ليس في وسع كل مواطنيها أن يستفيدوا من تكوين الثروات الجديدة في ظل العولمة وآليات السوق‏,‏ كما يقول الكتاب‏,‏ أما سكان الدول الأفقر والأكثر تخلفا وتضررا‏,‏ فسيعانون درجات رهيبة من الجوع الواسع النطاق والبطالة المتسعة‏,‏ مما يخلق أوضاعا قابلة للانفجار‏...‏

في حين سيؤدي النبذ والاستبعاد والتهميش الاقتصادي الاجتماعي‏,‏ إلي إثارة سلوك تدميري‏,‏ يشمل الجريمة والهجرات الواسعة‏,‏ والارهاب‏,‏ وسيعجز نظام الدولة عن العمل والمواجهة‏,‏ وهذا ما لم يعترف به قادتنا‏,‏ ربما لأن هذا يتطلب من الساسة أن يفكروا فيما لاينبغي التفكير فيه‏,‏ وبالتالي فإنهم يكذبون علي شعوبهم‏,‏ كما يكذبون علي أنفسهم‏..‏ هكذا يعترف تقرير لوجانو‏!!‏

***‏

يظل هدف ايقاف زيادة السكان في العالم والاكتفاء بأربعة مليارات بدلا من ثمانية في عام‏2020‏ هو الهدف الاستراتيجي لليبرالية الشرسة‏,‏ حتي تتمكن الحضارة الغربية التي لاتمثل سوي أقل من‏15‏ في المائة من سكان العالم‏,‏ من التمتع بازدهار العولمة ونتائجها القادمة‏,‏ ومن ثم يجب التخلص من الزيادة ـ النفاية‏-‏ البشرية بأسرع مايمكن وبأكثر الطرق وحشية‏,‏ ولعل هذا مايفسر لنا أن دول الحضارة الغربية‏,‏ هي محرك الصراعات ومشعل الحروب في العالم‏,‏ وهي مصدر الأسلحة والأوبئة‏,‏ مثلما هي مصدر إلهام قيادات عالمنا المطحون المقهور‏,‏ منها يستقون الأفكار ويتلقون التوجيهات‏,‏ ويطبقونها علينا دون وعي أوبوعي لافرق‏..‏

وانظر كيف يساند الغرب الأوروبي الامريكي‏,‏ الحكومات الفاسدة والديكتاتورية علي امتداد العالم الثالث المزدحم بالنفايات البشرية الزائدة ـ‏!!‏ ـ لكي تقهر شعوبها جوعا وظلما وإفسادا‏,‏ دون أن تبذل أي جهد حقيقي في التنمية الشاملة‏,‏ وفي مقاومة المجاعات والفقر المتزايد والقهر المنظم للفئات الأفقر‏,‏ في ظل الخصخصة المتسرعة وآليات السوق المتعلقة‏,‏ بل إن هذه الحكومات‏,‏ بفسادها وظلمها تساعد عمدا علي اتساع مساحات الفقر والبطالة‏,‏ مما يؤدي‏,‏ فوق استنزاف الموارد واهدار الثروات الوطنية سلبا وبيعا للشركات الأجنبية‏,‏ الي الاحتقان السياسي والغضب الاجتماعي‏,‏ الذي يقابل بالقهر الأمني‏.‏

والمطلوب وفق تعاليم الليبرالية الشرسة‏,‏ كما جاء في كتاب تقرير لوجانو مؤامرة الغرب الكبري‏,‏ أن تصاب ملايين الفقراء بالجوع والموت البطيء يأسا واحباطا‏,‏ وإلا فماكينة العولمة جاهزة بمزيد من الأوبئة والحروب والصراعات القاتلة للبشر‏,‏ حتي ينعم الغرب بمزيد من ازدهاره‏..‏

هل نحن بعيدون عن كل ذلك‏..‏ وهل اتضحت الرؤية‏!!‏
‏***‏
‏**‏ خير الكلام‏:‏ قرآن كريم‏:‏

إن الانسان لظلوم كفار



04-16-2008, 06:46 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بواسطة بسام الخوري - 04-16-2008, 06:46 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Wink دعاء الدخول .. 'Architect 0 973 06-06-2010, 06:35 PM
آخر رد: 'Architect

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS