ايها الوغد الاحمق دع القراءة القديمة لا تحرفها!!
(ج) تحديد المشكلة
العلاقة بين قول الكلمة ( لماذا تدعوني صالحا , ليس احد صالحا الا واحد وهو الله ) و لاهوت الكلمة ...
1- الفهم البدائي للنص ... انكار المسيح لدعوته بالصالح تنزيها لله
و هذا مفهوم سواء كان المستثنى ( الله ) او ( الاب ) , فنص (التنزيه) هنا موضوع في مقابل دعوة المسيح بالصالح و التى لم يقبلها , فهو هنا يصرف النظر الي الله (الاب ) عنه
غير ان ما يسقط هذا الفهم البدائي
(ا) استحالة دفع الصلاح عن الكلمة
فكيف ننفى الصلاح عن خالق الكون ( كل شئ به كان ) الا ان كان الامر صادرا من اتباع ( ماني ) و الثنائية الالهية () , و هل يوافق المسلمون على دفع الصلاح عن ( عيسى ) عليه الصلاة و السلام ؟
(ب) تقرير الكلمة الصلاح لنفسه
عندما قال المسيح عن نفسه ( انا هو الراعي الصالح ) فهو يعترف لنفسه بالصلاح بلا جدال , و نص كهذا ( الراعي الصالح ) يجب ان يوضع في مقابل ( المعلم الصالح ) و مسألة الصلاح
ما سبق يجعلنا ندفع بهدوء و ثقة الفهم البدائي السابق للنص , و يجعلنا نبحث عن معنى اخر ...
2- اعادة النظر في فهم النص
اما و قد سقط التفسير البدائي للنص , فيجب العودة الي خلفية النص الثقافية
يخبرنا الحواريون دائما معرفة ( الكلمة ) لافكار محاوريه , و اسلط الضوء على صياغة القديس متى قائلا
فعلم يسوع افكارهم ( مت 12 : 25 ) , ( مت 9 : 4 )
لذا يتوقع الانسان الملم بخلفية النص تلك ان معرفة ( الكلمة ) لافكار محاوريه تؤثر حتما في كلامه معهم ..
و عند النظر في السؤال ( الاستنكاري )
لماذا تدعوني صالحا ليس احد صالحا الا واحد و هو الله
يمكننا ان نفهم ببساطة ان الاستنكار هنا ليس بخصوص ( صلاح الكلمة ) , و انما بخصوص ( تسمية الشاب للمعلم بالصلاح )
فالذي يتناقض مع تسمية الشاب للمسيح بالصلاح هو ( عدم قبوله لتعاليم المسيح ) , فلم يسأله الشاب اذن ؟ و هل لو امن الشاب ( بحقيقة ) صلاح الكلمة كالاب , لرفض اتباع تعاليمه ؟
فليس المستنكر هنا ( صلاح الكلمة ) و انما ( تسمية الشاب )
بهذه الخلفية يأخذ النص احد المعاني الواضحة (( لو كنت تؤمن بي لاتبعت كلامي , اما و انك لن تفعل , فلماذا تعاملنى معاملة الاب شفويا دون ان تنفذ كلامي عمليا ؟ ))
و هذا هو معنى كلامه
ان المسيح لم يستنكر ( صلاحه ) في مقابل ( صلاح الاب ) , و انما استنكر ( تسمية الشاب للمسيح بالصالح ) في مقابل ( اعراضه عن تنفيذ تعليم المسيح )
و يزيد هذا التفسير قوة هو القول المباشر (باطلا يعبدونني و هم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس ) ( مت 15 : 9 ) و ( مر 7 : 7)
فبالنظر الي هذه الآية يظهر ان البطلان هو ليس بطلان عبادة الشعب لله بالاطلاق , و انما بطلان العبادة في حال مخالفة التعاليم الالهية ...
و قياسا على هذا القول للشاب الغني , باطلا تسمي ( الكلمة ) صالحا مساويا اياه بالاب , لا لعدم صلاح ( الكلمة ) و لا لعدم مساواته بالاب , و انما لرفضك تعاليم الكلمة الالهية ..
عليه يؤكد هذا النص لاهوت الكلمة و مساواته بالاب الذي في السماء , مثلما يؤكد سابقه استحقاق الله للعبادة
و هكذا عكس ما يظهر من كلام الزميل , و اقول ان نسبة هذه الحالة للجهل , اهون عندي – و عنده – من نسبتها للخسة مرة ثانية.
و يمثل التفسير السابق فهما هادئا للنص في سياقه و خلفيته , دون تشنجات نقرأها هنا و هناك , نسلم فيها باستنكار المسيح , و نستحضر خلفية النص , و يظهر منه المساواة الكاملة بين صيغتي ( الله ) و ( الاب الذي في السماء )
فلا تغيير ( الاب ) الي ( الله ) يؤيد لاهوت ( الكلمة ) في نص كالذي نحن بصدده , و لا وجود صيغة ( الله ) في الفهم البدائي تدفع مسأله ( الاستنكار ) كما اعترف الزميل بنفسه ..
فلا نملك الا المساواة في المعنى بين الصيغتين ( الله \ الاب الذي في السماء ) مع فهم سليم للايه يستقيم مع باقي النصوص و خلفياتها ...
بل و يمكن التدليل على ( لاهوت الكلمة ) من نفس ما طعن به اريوس و من خلفهم لنا
و لعل هذه هي الدبة الثالثة التى اجتمعت لقتل صاحبنا , و لم يبق الا ان اعرج على الدبة الرابعة في هذه المهزلة ...
يتبع باذن الله
|