فرق كل الفرق بين من يحيي ذكرى مناسبة لمجرد كونها تقليد ما او لغرض المرح والترفيه وبين من يحييها كواجب ديني.

تخيلوا الان لو ان احدنا واثناء احتفالات رمي البرتقال او الطماطم انتقد الجموع المحتشدة ووصفها بالتخلف ، او ان احدنا انتقد قادة الثورة الفرنسية او منظريها واتهمهم بالعمالة للشيطان كما فعل مؤلف كتاب حكومة العالم الخفية، لا اعتقد ان ردة الفعل ستتجاوز حدود المعقول ، اما لو انتقد احدنا الحسين امام جموع الشيعة المحتشدة واتهمه بأنه مجرد طالب سلطة وان اسطورة بطولته صيغت اساسا لانه خسر المعركة وانه لو انتصر فلن يكون الا نسخة معدلة او محسنة قليلا عن يزيد الاموي !!! ما هي ردة فعل الشيعة يا ترى !!!!

الحسين مات واصبح رمز للنضال لا شك ولكن هذا لا يجعل منه شخصا معصوما من لدن الاله وان سلوكياته وسلوكيات اتباعه وممارساتهم غير قابلة للنقد !!!
هل يا ترى تقبل ايران الديمقراطية كما يزعم الشيعة بالسماح بدخول كتاب يتناول قصة الحسين مجردة من القدسية !! انا قرات كتابا يخلص الى نتيجة ان الحسين لم يكن اكثر من طالب سلطة في الصراع الطويل بين الهاشميين والامويين فهل تقبل دولة شيعية السماح لهكذا كتاب بالدخول الى اراضيه.

اما كلام الزميل الغدير عن ان وجود العباقرة والفلاسفة لدى الشيعة ينفي تهمة السطحية عن المذهب فهذا كلام خاطىء ولا معنى له ، فالعلم والثقافة لا علاقة لهما بنمط التفكير واسلوبه وقبل ايام فقط كنت اقرا كتاب لاستاذ فلسفة عراقي يتناول هذه القضية وهي ان الحكمة والفلسفة قبل ان تتبلور بشكلها الحاضر ليست الا اسلوب تفكير وتعاطي مع الاحداث بشكل سليم وعقلاني قد يقوم به شخص امي وتغيب بالمقابل عن كبار العلماء والمثقفين، وبالتاكيد جميعنا يلاحظ في حياته الواقعية الكثير من الامثلة على ذلك !!