{myadvertisements[zone_1]}
قضايا معاصرة في فكرنا المعاصر - حسن حنفي
zaidgalal غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,570
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #2
قضايا معاصرة في فكرنا المعاصر - حسن حنفي
يتحسر الكاتب حسن حنفي أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ما زالت مؤمنة بالله وملائكته وكتبه ورسله وأنه من الصعب نقلها من الإيمان إلى الكفر بالدين في هذه المرحلة. ويقول أنه من السهل دحض عقائد الإسلام كما دُحِضَت عقائد المسيحية. ويرى أن الدين كما أنزله الله على رسوله ما هو إلا كوب ممتليء سمًّا، إلا أن الأمة مُصِرَّة عليه. فيرى أن الحكمة ليس في مهاجمته وإنما في إفراغ السم الذي بداخله (الإيمان) ووضع العسل (الكفر) مكانه دون تدري هذه الأمة لأنهم أبقوا على الإناء. يقول في ص82، 83:

"ليس المهم هو رفض العقائد وهدمها، فما أسهل ذلك خاصة وقد تحقق ذلك في الحضارة الغربية، ولكن المهم هو إعادة بنائها حتى تتفق مع روح العصر وتلبي نداءاته. ولا يدل ذلك على رغبة في الإصلاح أو في التوفيق بل على رغبة في استغلال كل إمكانيات العصر وطاقاته طبقًا للنظرة العلمية. فشعوبنا الحاضرة ما زالت مؤمنة، والمشكلة ليست في تحويلها من الإيمان إلى عدم الإيمان بل في تحويل الإيمان الميت إلى إيمان حي أو تحويله من إيمان ثابت إلى إيمان متحرك يفعل في توجيه أحداث العصر. فإذا سألنا معاصرينا: عند سماع أية كلمة تهتز مشاعركم؟ لقالوا: تحرير الأرض، قلنا إذن الله هو الأرض الضائعة والإيمان بالله هو تحرير الأرض حتى يتحرر الله السجين وتصبح العبادة الوحيدة المعقولة هي مقاومة المحتل. وإذا سألنا معاصرينا: عند سماع أية كلمة تهتز مشاعركم؟ لقالوا: الرغيف، قلنا إذن الله هو المطالبة بالخبز والثورة على الإقطاع والاستغلال. لا نقول للفلاح إذن الله فوق أعالي النخيل بل يهز الأرض تحت قدميه أي بجوار الأرض المسلوبة منه التي يعمل عليها كأجير السوء ويصب عليها عرقه ويواري فيها جسده والتي يعطي ريعها لصاحبها الذي لا يراها إلا آخر العام. لا يقال للصانع أن الله يوجد وقت الراحة الأسبوعية عندما يتزين قبل الذهاب إلى أماكن العبادة بل وسط الأسبوع عندما تكون يداه في الزيت ويكون جلبابه أسودًا ثم يعطي حصيلة عمله في نهاية اليوم إلى صاحب رأس المال الذي لا يرى في نهاية العام إلا رسومًا بيانية لمعدل الربح وللسهم الصاعد." أ. هـ

أي أنه يرى تحويل الدين من علم يشمل الحياة كلها بدءًا من الإيمان بالله الواحد الأحد إلى أداء الفرائض وإتيان العمل الصالح ومخالقة الناس بخلق حسن وعمارة الأرض، يرى تحويل كل هذا ليكون الدين "علمًا إنسانيًّا" ليصير في النهاية إلى "اللادينية" التي تكفر بالله وبالغيب ولا تؤمن إلا بالمادة والمحسوس. يقول في ص85:

"فما زالت "اعرف نفسك بنفسك" حقيقة إنسانية عامة ارتكز عليها كل دين وفسر نفسه من خلالها ولم تتغير ولم يتعارض الدين معها. لذلك قد يكون الدين أقرب إلى علوم الإنسان منه إلى علوم الطبيعة وتكون مهمة التجديد تحويل الدين إلى علم إنساني كما فعل ذلك جويو في "لادينية المستقبل". أ. هـ

لذلك يرى أن "الله" مخلوق، بمعنى أن عقل الإنسان هو الذي اخترع حكاية "الله" ونسج معها حكايات الجن والشياطين والملائكة. فالمفردات "الله / الملائكة" هي خيال بقصد تجسيد الخير وكأنه كائنًا حيًّا، و "إبليس / الشياطين" هي رموز بقصد تجسيد الشر. والحقيقة لا وجود لكل هذا في الواقع وإنما هو من قبيل الأدب الشعبي. يقول في ص90 مستشهدًا بابن سينا وابن رشد دون أن يشير إلى بعض كتبهم:

"أما ما يذكر في الكتب المقدسة من قصص حول آدم وحواء والملاك والشيطان وإبليس والجنة والنار إلى آخر ما ينأى عنه البعض باعتباره تفكيرًا غير علمي فقد اعتبره الفلاسفة من قبل مجرد رموز تدل على معانٍ عقلية أو روحية وأنكروا مادية الوقائع أو أحداثها التاريخية ولم يستبقوا إلا المعاني التي يمكن لجميع العقلاء الاتفاق عليها والتحقق من صدقها وتطابقها مع الواقع على المستوى العام دون ان تتعلق الحادثة بدين معين أو بلحظة تاريخية معينة. إن كل هذه القصص أقرب إلى التصوير الفني منها إلى الواقع على ما يقول بعض المجددين المعاصرين، الغرض منها التأثير على النفوس وليس تقرير وقائع تاريخية وقد قال بذلك كثير من الفلاسفة مثل ابن سينا وابن رشد وفيلون وابن ميمون وسبينوزا واوريجين، فالغرض ليس الرمز في ذاته بل هو المنفعة الحاصلة منه في الحياة العملية وإعلان ذلك بأسلوب التخييل، فإذا نتج عنها ضرر فالخطا من المفسر الذي ينسب لها وقائع مادية ترتكز عليها، فقد يكون إبليس رمزًا للشر، وكما أن الشعور الإنساني يخلق إلهًا فإنه يخلق شيطانًا، وكما أنه يجسد الخير فإنه يجسد الشر." أ. هـ

فهل قال: ابن سينا وابن رشد هذا الكلام أم ان المدعو "حسن حنفي" يكذب علينا كما كذب علينا "بسام الجمل" و "إبراهيم فوزي"؟؟؟!!!

يتبع بعون الله
04-24-2008, 03:11 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
قضايا معاصرة في فكرنا المعاصر - حسن حنفي - بواسطة zaidgalal - 04-24-2008, 03:11 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  القسم فى قضايا المحاكم الإسلامية رضا البطاوى 0 335 01-23-2014, 09:27 PM
آخر رد: رضا البطاوى
  كيف يفهم المسلم المعاصر الدين السيد مهدي الحسيني 0 963 01-04-2012, 07:39 PM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني
  تعدد الزوجات رؤية شرعية معاصرة احمد زكريا 1 1,100 09-21-2010, 01:23 AM
آخر رد: سهيل
  نقلا عن "ماذا و لماذا؟؟؟؟.... أين وكيف ومتى" (قضايا اجتماعية) أريد أن يصل كمبيوترجي 7 1,315 03-23-2005, 02:43 AM
آخر رد: كمبيوترجي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS