الاخ باحث عن الحقيقة ، يسرني تفاعلك و اهتمامك الجاد بالحوار :97:

-- الدين يريد أن يفرض تصوراته الخيالية على المجتمع
.......................... و أفسره كما فسره علماء الأعصاب الذين بحثوا- وما زالوا - في النشاط الكهربائي للدماغ وقد وجدوا زيادة نشاط الفص الصدغي عند المؤمنين مقارنة بالملحدين
----------------------------
بداية اود توضيح انني لست متدينا ! ثم ان الدين هو غير التدين . فالدين هو رغبة داخلية و ظاهرةت شديدة التعقيد ولا يمكن تفسيرها بمجرد ان هناك فجوة في دماغ المتدين او وجود جينات معينة تميزه عن غير المؤمن ، او اي نشاط في اي فص من فصوص الدماغ المعروفة او التي لم تصنف بعد. و الا فيكون تفسيرا اعتباطيا ! فقد سمعت بهذه الفكرة منذ سنوات ولم يتم تاكيدها علميا بالشكل المقنع !

فالمؤمن دينيا قد يكون علمانيا ايجابيا ، اي يؤمن بالديموقراطية و الانسانية و كافة حقوق الانسان المعترف بها . بل قد يكون من جماعة الرفق بالحيوان ! لكن ان نصف المؤمن دينيا بانه يفرض دينه على الآخرين فتلك صفة قد تنطبق على المتدين ، اي الذي جعل الدين حرفة او مصلحة او هدفا بحد ذاته كالاسلاميين السياسيين او الشيوعيين التنظيميين او غيرهم ممن يؤمن بالفكر الشمولي ايا كان لونه . لهذا فانا اميز بين المؤمنين من بسطاء الناسي، من ناحية ، و المتدينين الذين تلاعبوا بالدين منذ بداية التاريخ المكتوب و حتى يومنا هذا . فالدين شيء و التدين شيء آخر .

-- لا أعرف كيف تخلط بين ماهو واقعي كالموت وبين ما هو وهمي كالأشباح والألوهية ؟ ما هو تعريف الواقعي لديك ؟ هل الأشباح من الواقع ؟ الواقع هو ما أمكن ادراك وجوده وسواه الوهم .
-------------------------
الواقع ليس كل ما يمكن لمسه او ابصاره او الاحساس به عن طريق الحواس . و الا فكيف يمكن لنا ان نصنف ان الاكترونات او الفوتونات او الغرافيتونات او غيرها مما يتحدجث عنه علماء الفيزياء من الجسيمات الصغيرة ، على انها شيء واقعي لا يمكننا ان نتجاهله بل نتعامل معه كما نتعامل مع البيئة الملموسة من حولنا ؟!!!!
و هل الافكار التي تراودنا بعيجدة عن كونها تاثيرات واقعية لافعال واقعية ؟!!! و هل الالوهية الا فكرة لا تختلف تماما عن فكرة المادة او فكرة الروح او فكرة الجسيم او فكرة الثقب الاسود او فكرة الحياة الاخرى ..... الخ . فكون الفكرة قائمة يعني انها واقعية ، بشكل او بآخر . و الافكار كما قال احدهم ، تغير التاريخ بين فترة و اخرى ! فلها فعل الجاذبية او فعل القنلية المنوقوتة او فعل المصباح الكهربائي !
فالفرق بين الواقعي و الوهمي ارق من الشعرة . فعلماء الفيزياء اذ يحدثونك عن نظرية الكوانتم ، او باسم آخر هو ميكانيك الكم ، يحدثونك عن ان الانسان في النهاية ليس الا نتاج كيميائي لحركات فيزيائية كيميائية ، تصنعه جسما و عقلا . فما العاطفة الا فعلا كيميائيا ، وما الكره الا نتاج كيميائي ، و ما القوة الا كميات من الطاقة تنتج عن كيمياء الاعصاب و العضلات و الكهربائية الجسدية . و يصلون بك الى ان الانسان هو شيء مختلف تماما عما نعرفه، اي يختلف عن انسان ارسطو او انسان ماركس او انسان هيغل . انه مجرد كمات كيميائية ذات نبضات كهربائية .
فاذا كان الانسان نبضات كهربائية و افكاره نبضات كهربائية ، و الكون كله نبضات كهربائية و جسيمات متناهية الصغر ، فمن اين اتى هذا الذكاء الذي تتمتع به المادة او بالاحرى الذرة او بالاحرى اجزاء الذرة او بالاحرى الجسيمات تلك التي تشكل الذرة ؟ ما الذي جعلها تدور حول النواة حيث ما داخل النواة يدور حول شيء آخر . ثم يصل بك اولئك العلماء ليقولوا بانك لو سرت معهم في نظرية الخلق العلمية اي نظرية البيغ بانغ ، و المفردة الاولى التي نبعت منها الحياة ، سيطرح عليك سؤالا هاما هو :
ما الذي جعل تلك المفردة تنفجر ؟
و ليقولوا لك بعد ذلك : لماذا تستبعد وجود قوة هائلة تتحكم بهذا الكون الصغير جدا الذي خرج من رحم المفردة الاولى ؟ أين كان الزمان قبل انفجارها ؟ و اين كان المكان ؟ و اين كانت المادة ؟ و ستجدهم يطرحون و بكل ثقة فكرة ! انها فكرة وجود خالق ! ليس بالشرط ان يتمتع ذلك الخالق بالمواصفات الرديئة السخيفة الطفولية و الضحلة المستوى التي يتمتع بها الله في الدين الاسلامي، او غيره من الاديان السماوية الشرق اوسطية او الوثنية التي سبقتها تاريخيا ، لكنه بالتاكيد يجسد الطاقة اللانهائية التي نبع منها الزمان و المكان و المادة ، و اخيرا الأنسان .

اذا ، عن اي واقع تحدثني يا صاحبي .لقد اضمحل الواقع الكلاسيكي ، و بات لدينا تصورات مختلفة عن واقع ، هو ليس ماديا او وهميا ، بقدر ما هو قضية مطروحة للنقاش بقوة و على اعلى المستويات العلمية .


-- عزيزي أنت تخلط بين المنطق الأرسطي الذي قد تجاوزه العصر وبين المنطق الحديث المؤسس على المنهج العلمي وأنا لم أذكر التفكير المنطقي الا مرتبطا بالعلم حتى لا يحدث لبس كالذي وقعت به حضرتك .
--------------------------

عندما حدثنا آينشتاين عن نظريته العلمية بتنا نسخر من نظرية اقليدس . و عندما حدثنا علماء النظرية الكمية عن انجازاتهم و ما تولد عنها من شك بكل ما هو قديم ( و يشمل ذلك النظرية النسبية ) بتنا نشك بالنظرية العلمية نفسها . و هذا يدفعنا لان نقول ، لا يكفي ان تتحدث نظرية ما بالعلم لنؤمن بان كل ما تقوله هو علمي غير خاضع للشك او غير قابل للنقض بعد فترة قصيرة من عمر التاريخ التجريبي للعلوم . فقد مات اينشتاين وفي نفسه شيء من ميكانيك الكم . فقد حاصره علماء ميكانيك الكم في كثير مما ادعاه حول الفيزياء . و اظهروا ان ما ينطبق على عالم الكبار من كواكب و اجرام و كتل كبيرة يختلف عما ينطبق في عالو الصغار من جسيمات . و ان الحتميات الفيزيائية قد ولى امرها و ان عالم الفوضى هو ما يحرك الكون و ان ان ميكانيك الكم هو اكثر شمولا من ميكانيك آينشتاين في نسبيتيه ( الخاصة و العامة ) !

-- المنطق الأرسطي الذي كان له دور في عصره وهو الذي اعتمد عليه المتدينون من كل الأديان والمذاهب ليبرهن كل من هم على قوة حجته وصدق عقيدته وكانت النتيجة صراعات وحروب ...
-----------------------------
الصراعات و الحروب ما زالت قائمة و تقوم و ستضل تقوم الى يوم الدين يا عزيزي . فليس ذنب سقراط او ارسطو او افلاطون او ماركس او غيرهم من الفلاسفة حتى لو ادخلنا بينهم هتلر ، في قيام الحروب . فللحروب ميكانيزماتها الخاصة و اهمها صراع المصالح بين الدول من اجل مكاسب او ثارات او دفاع عن كرامات او تحقيق توسعات او نشر مبادىء ( من بينها الاديان ) !!!

--- لذلك العقل أوجد المنهج العلمي الدقيق الذي يجعله يعالج قصوره ولا يترك الأمر للخيال ليملأ فراغ قصور العقل كما كان يحدث في الماضي
------------------------------
ترى هل نكون على خطا اذا قلبنا المعادلة و قلنا بان مناهج التفكير و التجارب البشرية هي التي ادت الى ظهور عقل معين بمواصفات معينة و ذهنية معينة في بلد معين ؟ اولم يقل كارل ماركس بان الانسان هو منتوجد حضاري . وما هو الانسان سوى العقل البشري في مرحلة ما من مراحل تطوره . فعقل انسان الكهوف يعبر عن زمان و مكان و شروط معينة تناسب ذلك العقل ، و عقلنا هو نتاج لزمان و مكان و شروط تاريخية نعيشها !!!
وكما قلت سابقا ، ما ادراك ان واحدنا هو اذكى من ابيقور او من ارسطو او من هانيبال او من امحوتب أو محمد القرشي او خالد بن الوليد ؟؟؟؟!!!! . لا يا عزيزي ، لا يمكننا تصنيف العقل ووصفه بانه قاصر . بل يمكن ان نقول بان الشروط التي عاشها عقل تاريخي معين كانت متخلفة عن شروط تاريخية لعقل آخر ! مما يجرنا الى بحوث في الفرق بين العقل و الذكاء و الادراك و الوعي و لمن الافضلية و ايهما اشمل و ما الى ذلك من قضايا هي مثار خلاف بين علماء بشتى تخصصاتهم !

تحياتي :97:


:Asmurf: