معرفتي لكلمة حضارة هي ال culture , فالحضارة المصرية, أو مصر القديمة, مثلا, هو ما تركه لنا الإخوة الفراعنة من أهرامات و مسلات و خلافه, كألغاز علمية لم يفك شفرتها إنسان حتى الآن. وهي بأمانة تعد إعجازا علميا قلما تجد له مثيل. في المقابل نحن نجد أن أمريكا, دولة و كيان لا يمت للحضارة بشيء و لكنها دولة متمدينة, وهو ما يسمى اليوم بالانجليزية بال civilization والتي تتمثل في الصناعة و القانون و العلم الحديث الذي يخدم الإنسان ليعيش أكثر رفاها و رحمة.

إلا أن ما يسمى بالحضارة الإسلامية, يعد مصطلحا يحتاج إلى وقفة متأملة بعض الشيء. فنحن اليوم لم نرى شيئا من الحضارة في الدول الإسلامية و التي غزاها و فتحها المحمديون وأتباعه. فمصر التي بنا الفراعنة على أرضها حضارة بلا مدنية, غزاها المحمديون بعد الروم, لازالت تنوء من كثرة الأوبئة وانعدام الحضارة و المدنية. فالمحمديون, ورغم أنهم لم يبنوا حضارة تذكر, إلا أنهم و بنصر من الله, هدموا أيضا الحضارات الغابرة لهذه الأمة. ثم هدموا الإنسان بعد أن ذبحوا ما تبقى من الأحرار فيها. أخذنا مصر كنموذج لأنه أي مصر دوما قبلة العرب و ملاذهم و هي المنأى لكل من هو عربي شاء أم أبى.

الحضارة الإسلامية, صفتين متناقضتين, تماما كما نقول جهنم النعيم. فلا تجتمع الحضارة مع الاسلام, لأنه لا يمكن أن تجتمع البداوة مع المدنية أو الحضارة. كونها انطلقت من أرض خربة لا ماء فيها ولا حياة, و لم تصل الى ضحالتها أرض قط. فما الذي أخذه اليثاربة معهم نحو فارس ؟ و ما الذي أخذه المكيين معهم إلى أرض الشام؟ ما الذي فعله الأمويون بالشام وارض فارس بعد توليهم مناصب الحكم فيها؟ ما الذي أضافوه الى الغساسنة و الفينيقيين والآشوريين؟ ما الذي صنعه الفاطميين في مصر في ثمانمائة عام؟ وهل جدتهم فاطمة الزهراء, كانت في مقام مدام كوري؟ ألم تكن سليلة أب أمي غزا الأرضين بحثا عن المال و الجاه و..الجنس؟ هل الاسلام بني على قاعدة حضارية؟ أم كان مجرد أيدلوجية أقيمت على رؤوس العباد بحد السيف؟

تحياتي للجميع

حسام راغب..