{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
نصـوص لم تكــــــــتمـــل
skeptic غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,346
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #5
نصـوص لم تكــــــــتمـــل
4

مدن السرد الفاضلة!...



لم يكن اللاهوتيون وحدهم من حاول تصورها وبناءها.. منذ افلاطون حتى لينين, وهذه التصورات تنهار واحدة تلو الأخرى, وكان مركز الوعي يغير موقعه سادراً في الزمن لا يعرف أين وكيف يقيم أيقونته.. كانت آلية السرد ذاتها تمتص كل حركة, وبقدرتها الهائلة تجعل من أي ثوري رجل سلطة في اللحظة التي يجلس فيها على كرسي الراوي... لقد تحولت البنى السردية إلى آلية تلقين يمارسها سدنة مهمتهم إبقاء الوعي في حالة الطاعة, وهذا ما كانت تريده السلطات مهما كانت طبيعتها.. إنتاح الخوف والطاعة حتى تتمكن من البقاء.. ولهذا كان لا بد من سدنة الوهم!
-ليس من نبوءة-
إننا وإلى حد بعيد كائنات نرى كما نروى.. لسنا في الوجود, بل في الوهم.. ألهذا نطأطئ رؤوسنا لأقدارنا؟ ألأن البنى السردية قد تضمنته من قبل؟ لا بد من علاقة مالها مع الملكية وبالتالي مع الأنساب, لأن من طبيعة البنى السردية- القبلية- في شكلها\الحكاية المحافظة على الملكية من خلال محافظتها على الأنساب, وبتوالي المحافظة على النسب تصان الكلٌية المرجع المتضمنة للأيقونة- النموذج الذي يحدد المعيارية ومقدار الانحراف عنها الذي يسمى بالخطيئة المستوجبة للعقاب. ثم الحكاية التالية.... وهكذا حتى تشكل مجموعة من الحكايات التراث السردي.. شبكات السرد... والبنى السردية الضابطة لمجتمعات التحكم والطاعة.. وبمرور الزمن واستقرار هذه البنى في الوعي تتحول إلى غياب غير قابل للحوار معه, بل عن هذا الغياب سوف تصدر بديهيات الوجود والهوية! لقد تحولت إلى لاهوت وعقيدة..
نعم.. لقد ارتبط علم الأنساب بتدوين الذاكرة وبأهمية الشاهد في هذا العملية.. وغالباً ما كان هذا الشاهد يرى ما ترويه السلطة الكامنة في البنية السردية الغائبة عن وعيه ... ودون أن يعرف هذا الشاهد أنه لم ير شيئاً .. لم يشهد شيئاً... ومن مثل هذه الحالة يمكن أن نكتشف أزمات قاتلة عند كتاب قصة وروائيين... غالباً ما كان الشاهد الذي تُطلب شهادته قادراً على استخدام أدوات التعبير.. ونشأت بسبب ذلك أنواع من السرد المتدني منها المديح الذي يحاول رسم الأيقونة, والهجاء الذي يحاول كسرها, وذلك وفقاً للتصور الذي حددته البنية السردية السائدة... وفي مثل هذا المشهد المترامي والمتنامي عبر الزمن, تنبق بين الحين والآخر نبرة مختلفة لنبي أو رائي أو ساحر أو عرٌاف أو شيطان شعري حسب التسمية التي سوف تعينه وتميزه في النهاية, تلك التسمية على هذا المختلف صاحب تلك النبرة التي تحمل المجهول الذي لم تعبر عنه البنية السردية, ولكن بأدوات وأشكال واساليب الببنية السردية الغائبة! سوف يكون ذلك خداعاً لأننا نرى بآذاننا الآن... نرى ما يقال أنه جميل... نرى الصوت ونعمى عن اللون... إننا تلك الكائنات الصوتية الآن! تلك الكائنات المرتلى والموزونة والمقفاة الآن , والمنطق الذي يحكمنا موجود ومحمول في اللغة من قبل وليس في العالم الذي يتغير.. اللسان والأذن... الكلام والسمع... هما الحاستان اللتان تحددان الكائن الصوتي.. كائن النهي والطاعة... لكن العين واليد .. البصر واللمس.. هما اللذان سوف يحسان بالحركة وهما سوف ينتجان اللغة الجديدة في الكتابة واشكال الاتصال البصري... هذه اللغة لم تكن مباحة من قبل, ولأننا لم نشبع نهم الأصابع والعيون في ثقافتنا, صدرت عن هاتين الحاستين الغرائز التي لم تصقلها الثقافة ولم يهذبها الفن... اصابع المخالب أو كالخيوط... عيون وقحة أو منكسرة هاربة لا تجرؤ على النظر... لم تكن الكتابة لدينا غير تدوين للأسوات وترديد لأصوات الذاكرة... ترتيل وخطابة.. ضوابط صوتية تدعمها سلطات مركزية قوية.. ما كان مرئياً هو الحلم!.. لذا اقترن الفن بالخرافة والجان والحيوان وكان ذلك من الأشياء التي جعلت ألف ليلة وليلة تأتي بهذه الطريقة وهذا الشكل... كأن لغة السمع والبصر غير مسموح بها وكان ما تشتهي الاقتراب منه هذه اللغة قد تحول نهائياً إلى أيقونات صوتية يأخذ اعترافه وقيمه الجمالية من حالة طاعة المتلقي الابدية والمطلقة... لقد تحولت الأيقونة إلى آية! آية في الجمال هذه المرأة... آية في الجمال هذا البستان.. هذا الثوب.. هذا ..إلخ.. تناغم صوتي سلطوي سوف يجعل حتى من الرسام والنحات أو القاص أو الشاعر تحت سلطة بنيته الغائبة..ليست اليد والعين من يرسم أو يكتب, إنها اللغة المنطوقة والمسموعة.. المرتلة في تلك البنية السردية والمنتجة تلك الآية في الجمال! الايقونة الصوتية!... الشعور أو الإحساس بالزمن يبدو معطلآ تماماً في حالة الاستغراق التام في البنية السردية الصوتية أو المشهدية الساكتة.. استغراق في السكون! نعم.. لأن التجديد هما صعب للغاية ويحتاج |إلى تراكمات طويلة الأمد وقد لا تخلق الانزياح أو الإحساس به خلال حياة واحدة وذلك عكس اللغة الجديدة المؤسسة على حاستي االلمس والبصر.. هنا لا حاجة إلى التراكمات.. وسوف يكون ممكناً إحداث انقلابات تعبيرية في هذا المجال... الكتابة ايضاً سوف تتأثر وتؤثر في هذا الانقلاب المستمر وسوف يكون الشعور بالزمن مختلقاً, لأن ثمة ما سوف ينمو بسرعة خارقة وثمة ما سوف يهوي بنفس السرعة وسيكون مركز الزمن وكثاافته كوعي أبداً في الآن\هنا.. وليس في المرجع\المعنى... إنه فعل ثوري سوف يحرر القارئ من هيمنة البنية السردية الصوتية والتي ستحاول أن تتجسد ولا تجد غير العصاب في مواجهة الشعور الجديد بالزمن وقدرته الفائقة على محو المدون الصوتي.. بين الندم والخوف يقبع كائن البنية السردية, لكن القارئ في الآن\ هنا لن يشعر بالندم أو الخوف... فهو ليس قارئ إشارات ثبتها التدوين الصوتي لأنه في التدفق والجريان, لأنه ليس من التلقين بل من النسيان والمحو والحوار...
نعم الأذن ماضوية.. والعين لما تشبع حتى الآن...
05-04-2008, 06:01 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
نصـوص لم تكــــــــتمـــل - بواسطة skeptic - 05-04-2008, 11:35 AM,
نصـوص لم تكــــــــتمـــل - بواسطة skeptic - 05-04-2008, 03:04 PM,
نصـوص لم تكــــــــتمـــل - بواسطة skeptic - 05-04-2008, 04:56 PM,
نصـوص لم تكــــــــتمـــل - بواسطة skeptic - 05-04-2008, 06:01 PM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS