من خلال زياراتي المتكررة للمغرب وعلاقاتي مع الكثير من المغاربة ومن مختلف الاتجاهات اسجل الملاحظات التالية:
1ـ رغم كل ما يقال عن النظام المغربي فهناك اجماع على الملكية باعتبارها الضامنة لاستقرار البلاد وتطورها، ولولاها لكان يحكم المغرب اليوم نظام بوليسي قمعي فاشي عشاري تافه على نمط النظام الصدامي المقبورأو النظام السوري الذي اتمنى اقباره بأسرع وقت هو ونظامي الشاويش علي عبد الله صالح والبشير في السودان.
2ـ الفساد منتشر في كل أرجاء العالم وفي دولنا العربية دون استثناء، لكن ما يسجل للمغرب هو قوة المجتمع المدني الذي يعمل بكل الوسائل المتاحة لمحاربته ووضع الآليات الكفيلة بوقف زحفه على المؤسسات، بينما نجد صوت المجتمع المدني ضعيفا جدا في دول عربية أخرى.
3ـ الصحافة المغربية تتمتع بهامش كبير من الحرية لا يمكن مقارنته بالمنشورات الحزبية البئيسة المسماة في عهد حارس البوابة الشرقية بـ "الصحف الملتزمة" والتي كانت مهمتها تمجيد الديكتاتور ونشر صوره كل يوم بمناسبة وبدون مناسبة والحديث عن عبقريته التي قادت العراق الى التهلكة. وعدا ما يتعلق بالملك والاسرة الملكية فان الصحافة المغربية تخوض في كل شأن، ومع ذلك يتدخل الملك محمد السادس كثيرا في الغاء أو وقف الاحكام على الصحافة حتى تلك التي تتجازو كل الخطوط الحمراء.
4ـ مهما كانت عقيدة الجيش المغربي، فانه جيش وطني مازال يقف مدافعا عن حدوده الجنوبية ببسالة كما أن له وقفته القومية المشرفة في حرب تشرين 1973، بينما كانت عقيدة الجيش الصدامي الاعتداء على الجيران وغزو الأشقاء والبطش بالعراقيين ورش الاكراد بالمواد الكيمياوية.
5ـ رغم عدم وجود نفط في المغرب واعتماد البلاد كليا على استيراده من الخارج فان التطور الاقتصادي الذي تشهده البلاد هو أفضل بألف مرة من الجزائر النفطية وبمليار مرة من العراق الذي يطفو على بحيرة من النفط، حيث كان المشنوق يوزع عائدائه على عبيده من العرب خصوصا العبيد الأردنيين الذين مازالوا يحنون لزمن عطاياه المنزوعة من أفواه العراقيين.
6ـ مهما كان وضع البرلمان المغربي والأحزاب المغربية فان الحياة السياسية في المغرب تتمتع بالكثير من الحيوية خصوصا مع اقرار التعددية دستوريا والسماح لكل الأطياف الحزبية من أقصى اليمين الى أقصى اليسار بالعمل العلني واصدار الصحف الناطقة باسمها، في حين كان العراق على عهد الجلاد لا يعرف الا الحزب الواحد الذي تحول تدريجيا الى جهاز أمني واستخباراتي في خدمة العشيرة التكريتية قبل فرارها المشين أمام المحتل الأمريكي وخيانه سيدها مقابل حفنة من الدولارات.