Array
بوذية الزن و التحليل النفسي:
معرفة الذات عبر فقدها!
يعرف كثيرون البوذية لكن قلة قليلة منهم هي التي تعرف التفاصيل الدقيقة لبوذية الزن، و الزن لمن لا يعرفه اتجاه في البوذية نشأ أصلا في الصين في القرن السادس و إن كان البعض يرده إلي بوذا نفسه، ثم أصبح الأوسع انتشارا في اليابان لدرجة القول بأن فهم الزن أمر لا مفر منه لفهم الثقافة اليابانية.
و تعني كلمة الزن نوعا من التركيز أو التأمل. و يعرف المذهب بأنه الحالة الذهنية و الدينية المتنورة التي يتم الوصول إليها بالوصول إلي صفاء الذهن عبر "الزازان" أو "الجلوس الصامت المتأمل".
و قد صدر مؤخرا عن دار أزمنة للنشر و التوزيع كتاب مهم جدا لفهم مذهب الزن و علاقته بالتحليل النفسي و الوضع الإنساني، عنوان الكتاب هو: "بوذية الزن و التحليل النفسي" لإريك فروم، و د. ت. سوزوكي، و ريتشارد دي مارتينو، و قام بترجمته محمود منقذ الهاشمي، و الكتاب جزء من حصيلة مؤتمر علمي حمل نفس العنوان و انعقد عام 1957 .
ينقسم الكتاب إلي ثلاثة أقسام: الأول يكتبه الباحث الياباني سوزوكي الذي كان له الفضل في تعريف الأوربيين بهذا المذهب و عنوانه محاضرات في بوذية الزن و هذا القسم يعد مدخلا مناسب للإقتراب من هذا المذهب، حيث يوضح فيه مفهوم اللاشعور و مفهوم الذات في بوذية الزن، و كذلك مفهوم الكوان الذي يعني حرفيا "الوثيقة العامة" يكتب سوزوكي:"إن الكوان في داخل أنفسنا، و ما يفعله معلم الزن لا يعدو أنه يشير إليه لنتمكن من أن نراه علي نحو أسهل من قبل. و عندما يخرج الكوان من ميدان اللاشعور إلي ميدان الشعور يقال إننا فهمناه".
يعني الزن في أحد تجلياته كما يوضح سوزوكي فقدان الذات من أجل الوصول إليها، فمقاربة الزن تعني الدخول فورا في الشيء نفسه و رؤيته من الداخل. أن تعرف الزهرة هو أن تصير الزهرة، أن تكون الزهرة، أن تزهر كالزهرة، أن تتمتع بضياء الشمس و هطول المطر. و عندما يحدث
ذلك تتحدث الزهرة إليك فتعرف كل أسرارها و كل أفراحها، و آلامها. و بمعرفتك الزهرة تعرف ذاتك. "و هذا يعني أنني بفقدان ذاتي في الزهرة أعرف نفسي كما أعرف الزهرة".
القسم الثاني من الكتاب كتبه إريك فروم و يتناول علاقة التحليل النفسي ببوذية الزن، و هو هنا لا يكتفي بتوضيح أوجه الشبه و الاختلاف بينهما و إنما يدرس كذلك أسباب تحول موقف الغربيين من الفكر الشرقي، حيث يقدم فروم أفكارا جديدة مهمة حول الوضع الإنساني الحالي و الشعور و اللاشعور و الكبت و التنور، حيث يري فروم أن الهدف الأخير للزن هو خبرة "التنور" التي تدعي الساتوري. و هو ليس حالة ذهنية شاذة و ليس غيبوبة يختفي فيها الواقع، الساتوري هو الحالة التي يكون فيها الشخص متناغما مع الواقع في خارج نفسه و داخلها.
أما القسم الثالث و الأخير فعن "الوضع الإنساني و بوذية الزن" و كتبه ريتشارد دي مارتينو و يركز فيه علي مأزق انشطار الأنا إلي ذات و موضوع، و القلق المتعلق بالتغلب علي هذا الانشطار المضني و التناقض الذي يمنع الأنا من أن يكون ذاته تماما، و الحل الذي يقدمه الزن لحل مأزق الإنسان.
____________
ولو مفيد
الدين والتحليل النفسى هنا
http://www.4shared.com/file/47285428/619..._.html?s=1
[/quote]
ذو صلة
يهتم موقع معابر بالبوذية كثيرًا في مقالاته
على سبيل المثال
أسُـس الفكـر التأمُّلـي عند البـوذا
بعض الكتاب يهتمون حديثًا بترجمة مقالات وكتيبات عن البوذية ، مثل
التصوف البوذي والتحليل النفسي ، ترجمة ثائر ديب ط دار الحوار سوريا
معلوماتي الأولى عن البوذية كانت مشوهة للغاية تعرفت عليها من خلال الكتب الإسلامية الناقدة للبوذية .. حينما بحثت عن كتب عن البوذية لم أجد سوى النقد بالعربية ... لكن بعد فترة حصلت على كتاب :
البوذية للدكتور فؤاد محمد شبل ط دار المعارف بالقاهرة سنة 1973 ، وهو كتاب برأيي جيد
حاليًا تجد كثير من الرسائل في الجامعات العربية تتحدث عن البوذية لكن لا تنتظر إلا التشويهات ..