سبقتني يا "إياد"، فلقد انتويت شكره اليوم، هو و"يجعله عامر" و"ابراهيم" و"سيتا سيجوري" وجميع من يقوم بإنارتنا وعرض هذه الكتب التي ما كنت أحلم بأن أحصل عليها يوماً في حياتي.

بصدق، قد تكون الكتب والمكتبات معظم حياتي (لدواع شخصية ومهنية)، ولكن مئات آلاف الكتب التي أعيش بينها يومياً مكتوبة بلغات أعجمية (فرنسية، ألمانية، إيطالية، إنكليزية ... إلخ). ولم يكن لي من سبيل إلى الكتب العربية قبل هذه السنين الأخيرة إلا عبر "متاجر الكتب". ولكني، كي أبلغ متجراً قريباً مني، فإن علي أن أسافر حوالي ثلاث ساعات بين الذهاب والإياب. أما لو علمت بأنني عندما أصل "المتجر" فإنني أقضي بضعة ساعات في تصفح الكتب الجديدة هناك، فإن هذا يعني أن علي تخصيص يوم كامل لاستعراض بعض الكتب الجديدة.

المشكلة الأخرى أن هذا المتجر قليل المؤونة بالنسبة لما أرومه من مؤلفات، ناهيك عن الأسعار الخيالية للكتب العربية في أوروبا. وصدقاً، لا أحب الشراء عبر الأنترنت إلا "للشديد القوي" - كما يقولون -. فلقد تعودت منذ عمر طويل على الدخول إلى المتاجر و"مداعبة" الكتب وتلمسها و"شمها" (قد تضحكون ولكنها حقيقة) ونقد "أناقتها" وتفحص "حروفها" (نوعية الحرف المستعمل وحجمه والفراغ بين السطور ...إلخ) وقراءة "تعريف الكتاب" الموجود عادة على الغلاف، ثم مراجعة "الفهرس" وقراءة بعض سطور "المقدمة".

قبل يومين، كنت في المدينة التي تعودت على شراء كتبي العربية منها، ومررت على "حانوت الكتب" إياه، فاستبشر صاحب المكتبة، الذي أصبح صديقاً لي بحكم علاقتي مع الكتب في حانوته، ولكني خيبت أمله "بصيد ثمين" وأنا أقول له: لست بحاجة الآن لشراء الكتب، مررت فقط كي أراك وأسأل عن أحوالك.
طبعاً، "الواد روقة" وصحبه مسؤولون عن "خيبة أمل" صاحب المكتبة. ولكن ما من داعٍ لذرف الدموع على أحوال هذا التاجر، إذ ان رزقه لم ينقطع؛ فهو من أصحاب الملايين، وعندما وجد أن العرب في هذه المدينة الأجنبية لا يقرؤون كثيراً، اشترى المكان المحاذي لمكتبته وحوّله "سايبر كافيه"، وفتح فرعاً للأفلام والموسيقى العربية في المعبر بين البنايتين، واستغل الطابق الأرضي من إحدى البنايات كي يحولها إلى "غاليريا" يعرض فيها جميع أنواع الفنون الشرقية من رسم ونحت وجلسات موسيقية مع فنانين عرب، بالإضافة إلى تنظيم حفلات ضخمة للفنانين العرب المشهورين (من طراز: عادل إمام في المسرح، مارسيل خليفة وفيروز في الغناء... إلخ) في المدن الأوروبية.

المهم، شكراً "للواد روقه" و"يجعله عامر" و"ابراهيم" وجميع الزملاء والأصدقاء الذين جعلوا حياتي أجمل وأغنى مع ما يتيحونه لي من النظر في عقول "الكبار" عبر مؤلفاتهم.

وهاي ورده جوريه من بستان النادي لكل واحد منهم
:redrose:

واسلموا لي
العلماني