تصور يا خالد، تركت ساحة الأديان واللا أديان عشان خاطرك. لا أحب الجدل بالمرة سواء كان ديني أو في أي مسألة. الحوار عندي هو محاولة لفهم كيف يفكر الآخر وقبوله كما هو، نتمنى.

المليار الذي تتحدث عنه وتقول إني وصفته بالهمج هم أنا وأهلي وأجدادي. أقول إني كإبراهيم عرفات مسلم بالتربية والنشأة والثقافة والميلاد أنتمي لمجتمع همجمي وتربيتنا هي تربية همجية غوغائية. أتحدث عن نفسي. أنت متحضر وراقي وابن ناس واحنا اللي أولاد كلب. الأمر بسيط يا خالد. يمكن أن يكون للشخص رأي ما وشعور ما نابع من تجارب ربما غرست فيه هذا الانطباع.

ونعم، هناك مسلم متحضر وهناك أغلبية همجية. لو أنت مسلم بطريقة صاحبي "يجعله عامر" فبيتي مفتوح لك وسأعمل المستحيل لدعمك. لو أنت مسلم بالطريقة "إياها" فلكم شمسكم ولنا شمسنا.

لعلمك، بالأمس فكرت في حواري معك. تعرف أني من خلال نادي الفكر أعرف 2 مشايخ أزهريين وواحد منهم شيخ جامع؟ تصور أن شيخ الجامع الأزهري هذا يجعلك تحب كل شيء متصل به وتحب إسلامه أيضا. على فكرة، شيخ الجامع هذا يعرفه "يجعله عامر" وأقول رأيي لـ "يجعله عامر" بمنتهى الحرية. شيخ أزهري ولكنه رجل سكر والكلام معه كالبلسم على الجراح. ولكن هناك ناس متعجرفة والكلام معها يصيبك بمرارة وحزن وغم. شيخ المسجد الأزهري هذا هو أكثر إنسان مسلم لمست فيه الصدق مع النفس أكثر من عدد ضخم من القسس المسيحيين. المسألة يا خالد لا هي بمسلم ولا هي بمسيحي ولكن بالبني آدم نفسه. أعز أصدقائي بمصر هو واحد ملحد واسمه محمد وأقرب لي من أي واحد ينتسب للفكر المسيحي. محمد صاحبي هذا إنسان راقي مهندم متحضر. نحن يا خالد شعب نامية في تربيتنا ونامية في تفكيرنا ونامية في طريقة حوارنا وفي كل شيء. هذا ينسحب علينا من مسلمين ومسيحيين وأي فرقة تريد. الشعوب النامية التي اعتادت الغوغائية يصعب عليها أن تتخلص منها في يوم وليلة. في بداية مجيئي للولايات المتحدة كنت أذهب للمؤتمرات المسيحية العربية.. هي لقاءات ويسمونها مؤتمرات.. صحيح أنهم مسيحيون ومشرقيون ولكن قمة الغوغائية والتجعير والتجحيش وتبت عن الذهاب لأماكنهم. سأزور المعبد اليهودي ولا أن أذهب لملتقى مسيحي عربي.

كونك يا خالد تصف إنسان ما من مخلوقات الله بأنه "شاحب الوجه" لمجرد أنه ينتمي للجنس القوقازي فهذه اسمها عنصرية وغير مقبولة. هناك إيرانيين قوقازيين الملامح وينطبق عليهم وصفك "شاحبي الوجه" ومع ذلك هم قمة في اللطف والأخلاق. ويوجد كثير من الأوروبيين من شعوب البحر المتوسط ولونهم ليس شاحب الوجه كما قلت. لا يليق بنا يا خالد تحت أي ظرف من الظروف أن نعاير إنسان بخلقته وهي "خلقة ربنا". تنقد طريقة التفكير آه، تنقد المفاهيم آه، تنقد المعتقدات آه، ولكن أن تعيب على خلقة الوجه، فهذا ما يستشيط له دمي ولا أقبله.

تحياتي.