عزيزي ابراهيم،

أنا لا يرضيني أن تترك مكانا من أجلي، وإن كان حواري معك سيجعلني أخسرك كصديق فسأصمت للأبد.

الأصل أن خلاف الآراء لا يفسد الود قضية، وقد اعتدت مع أصدقاء من شتى الأعراق والمذاهب والملل والنحل والأيدولوجيات أن نقطع هدوم بعض في النقاش، ثم نعود أصدقاء ولعلنا نغني معا شيئا من رباعيات الخيام، أو يا ظالمني.

وكنت أتوقع منك هذا، فنحن نتجادل ونتحاور في كل شيء، دون أن نكره بعضنا.

موضوع أصحاب الوجوه الشاحبة، فأنا عزيزي برهوم حين تراني على الحقيقة تظنني تركيا أو روسيا حين يكون الشتاء في أوجه، ليس أنت فقط، بل اختلط الأمر على كثير من الأوربيين لا سيما حين أغطي شعري، فأنا أحد شاحبي الوجه إذن.

الاسم هذا أطلقه الهنود الحمر على الرجل الأبيض الذي ظنوه ضيفا فصار لصا قاتلا، وهو على عادتهم في التسمية، أقدام كبيرة، أوز طائر، آذان معقوفة، رجال شاحبي الوجوه! وهو لا يعيب، بل ما يعيب هو تصرف أصحاب هذا الاسم مع مضيفيهم!

عزيزي ابراهيم، هل تعلم ما أريده منك الآن؟ أريد منك أن تتواضع لطفا، تواضع يا إبراهيم فأنت طين مثلي، من الثرى وإليه، لست معلما للمسلمين، ولست ديانا لمحمد، قر مقرك يا ابراهيم، ولا تعد قدرك، فلست إلا إنسانا فانيا ضعيفا لم يؤت من العلم إلا قليلا، ودع مسألة الحساب لمن خلق الناس ويعلم ما توسوس به نفوسهم، دع مسألة الدينونة لمن هو أقرب منك إليك، لمن هو أقرب إليك من حبل الوريد. ولعل الله أن يرحم من ظننت أنه يلعنه، ولعله يلعنك أنت والعياذ بالله!


وأخيرا وليس آخرا، إن كان وجودي في ساحة الأديان سيخرجك منها، فعد إليها وأنا خارج منها، وهذه يدي ممدودة لك فلا ترفضها!