{myadvertisements[zone_1]}
أنا ملحد والحمد لله
فرج غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 104
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #1
أنا ملحد والحمد لله

أنا ملحد و"الحمد لله".
(خطوط عريضة)
حكايتي مع الإلحاد هي حكايتي مع "الله"،
فالفضل لـ"ـه" في إلحادي كما الفضل له في إيمان المؤمن به.
لو لم يهدني بنور العقل لما اهتديت بكل وسائل النقل!

ـــ بداية الحكاية مادية العالم أو العالم المادي (لا شيء يعلو قوانين الفيزياء، الحتمية منها والاحتمالية) وما عدا هذه المادة الكونية فهو متخيل قد يتطابق مع الواقع المادي فنسميه حقيقة وقد لا يخرج عن حيز الوهم وأضغاث الأحلام. ولكن لا شيء يمنع أن تكون أوهام الآخرين أحيانا أقوى من حقيقتي فلا بد لي من أخذها بعين الاعتبار.
ـــ ثم يأتي البحث عن أرضية صلبة للوقوف عليها بأمان بعد كل احتكاك بالعالم الخارجي، أي البحث عن حقيقة (أو عن وهم) تكون بمثابة برهان حسي أو عقلاني يطمئن إليه القلب (بالأحرى العقل) في كل شأن، هذا البحث أسقط الكثير من الأوهام حول شخصية المسمى يهوا كما تصوره التوراة.
ـــ محاكمة يهوا كشخصية مسرحية في أدبيات التوراة على محك المعقولية وشخصيات أخرى مماثلة، محاكمة نصية طبعا، تؤدي إلى تهافت الشخصيات "اليهوائية" على ضوء العقل وكأنها سطور كتبت بماء (بالإذن من جبران وفيروز).
ـــ مفهوم "العدالة الإلهية" يفقد كل مضمون إيجابي ويأخذ محتوى إنسانيا نسبيا جدا إلى درجة النقيض تماما في الطبيعة كما في المجتمع البشري. القوي يأكل الضعيف والكوارث الطبيعية أو البشرية تحصد الأبرياء بينما المجرمون في منأى عن أي قصاص. فأين العدل في كل هذا؟ العدالة الإلهية هي مفهوم إنساني من اختراع الضعفاء والفقراء كسلاح معنوي في مواجهة شريعة الغاب.
ـــ لقد آن الأوان لتحطيم الأصنام ومعها عبادات الأجداد والآباء على غرار ما فعل المؤسسون لهذه الدعوة أو تلك، مع فارق بسيط هو ترك الباب مفتوحا غير مختوم بالشمع الأحمر. ذلك أنّ التأسيس عملية متواصلة، نوع من "ثورة دائمة" (بالإذن من تروتسكي). وخطر الوقوع في الصنمية يتهدد كل دعوة لأن فكر الإنسان يتجاذبه ميل إلى الكسل وبالتالي إلى التمسك بأسهل الحلول لأي مشكلة ولكل المشكلات، وميل إلى الإبداع. شعار الكسل الذهني: "الاستسلام هو الحل". هذا هو التعبير الأفضل عن أسهل الحلول، ولكن أسهل الحلول لا يعني أصوبها.
الاستسلام يعني التقليد إلى أبعد الحدود، إلى درجة التقليد الأعمى. بينما الميل للإبداع يتجلّى في البحث الشاق عن حقيقة غير كاملة بل تكتمل يوميا وبصورة متواصلة .
حقيقة تحتمل التعديل كما تحتمل الخطأ والتصحيح خلافا لكل ما نتوهّم من حقائق كاملة ومطلقة لا وجود لها إلاّ في ذهن صاحبها.
هذه الحقيقة ما هي إلاّ الحقيقة العلمية بكل ما يتضمنه تاريخ العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية من خطأ وتصحيح.
الحقيقة العلمية هي سلاح الملحد في معركته اليومية ضد جحافل الظلام والجهل. إنّها سلاحه الوحيد.
مقابل الحقيقة العلمية هناك ما يسمى اصطلاحا بالحقيقة الدينية.
ما هذه الحقيقة الدينية؟ وهل هناك حقيقة دينية موضوعيا؟ أم أنها لا تزيد عن كونها اصطلاحية، يعني نفسية، ذاتية أو في أحسن الحالات "ذواتية"؟ مفاهيم بحاجة للتدقيق لاحقا.
الحقيقة الدينية هي سلاح المؤمن المتدين بدين معين وليست سلاحه الوحيد. إنّ تعدد أسلحته بتعدد خصومه، فخصومه كثر. له خصوم ضمن الطائفة الواحدة، ضمن الدين الواحد، وضد الأديان الأخرى، وحتى ضد الحقائق العلمية إذا تعارضت مع عقيدة ما من عقائده (دوغما من الدوغمات الكثيرة).
ـــ لمحة سريعة عبر تاريخ الأديان تبين لنا أنّ الدين كمؤسسة يقوم على مجموعة عقائد يتقبلها المتدين طوعا أو إكراها. وبمجرد خروج المتدين علنا على إحدى هذه العقائد يكون دمه مستباحا من جانب المؤسسة.
إنّ تاريخ المؤسسة الكنسية الكاثوليكية ومحاكم التفتيش لخير دليل على ذلك. وكذلك شأن الأديان الأخرى كلما استطاعت إلى السلطة سبيلا. هذا شأن الإيديولوجيات عموما، دينية ودنيوية على السواء.
تجدر الإشارة هنا إلى أن للدين وجها آخر غير المؤسسة وعلى نقيضها، ألا وهو التصوف الفلسفي الأقرب إلى الإلحاد منه إلى التدين. ذلك أن التصوف ذو نزعة إنسانية بالرغم من أصوله الدينية، بالرغم من جذوره في هذا الدين أو ذاك.
في محاولة للمقارنة بين الإلحاد والتدين سوف نستعرض موقف الملحد وموقف المتدين من الأسئلة الوجودية التي تقلق الكثيرين دون أن نفيها حقها من التفكير والتمحيص.
الملحد يجد نصيبه في هذه المقارنة، والمتدين قد يجد ما يقوي تدينه. ومهما توخيت من الموضوعية أجد نفسي منحازا إلى الموقف الأكثر عقلانية، يعني الأقرب إلى الإلحاد.

ـــ صحيح أنّ الإلحاد يتطلب شجاعة من صاحبه ليعلن إلحاده على الملأ إذا ما دعت الضرورة لذلك. ولكن عدم الشجاعة في إعلان الموقف دليل على انعدام التسامح لدى الرأي العام السائد وبصورة خاصة الفكر العقائدي، الديني وغير الديني. فالعقيدة السائدة في مجتمعنا لا تتسامح مع وجود رأي مختلف حتى ضمن الطائفة الواحدة أو المذهب الواحد.
وبما أنّ الإلحاد هو موقف فلسفي عقلاني يرفض ما لا يقبله العقل، فرفض الإلحاد يعني رفض العقل. الفكر العقائدي يخشى العقل لأن العقل لا يعترف بحدود تفرض عليه من خارجه مهما اختلفت التسمية، قومية، أممية أو إلهية. العقل تمرد على الشعوذة والإلحاد تمرد على العقيدة.
يجب أن نشير هنا إلى الصلة الوثيقة بين حرية المعتقد والحريات عموما. فالمجتمعات التي تعاني فقدان الحريات تقع فريسة سهلة في الفخ العقائدي بكل ما يعنيه من تطير وشعوذة وغيبيات وشياطين وغير ذلك. وكل ذلك يوظّف في صالح فئة قليلة من أولي الأمر الحاكمين بجزماتهم وخرافات الناس. إذن المشكلة واحدة، مشكلة الحريات الفردية والعامة على أساس مبدأ المساواة بين المواطنين.
05-17-2008, 10:15 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
أنا ملحد والحمد لله - بواسطة فرج - 05-17-2008, 10:15 PM
أنا ملحد والحمد لله - بواسطة fancyhoney - 05-17-2008, 10:20 PM,
أنا ملحد والحمد لله - بواسطة zaidgalal - 05-17-2008, 10:34 PM,
أنا ملحد والحمد لله - بواسطة مغرورة متمردة - 05-23-2008, 08:00 PM,
أنا ملحد والحمد لله - بواسطة عابد قادري - 06-05-2008, 10:03 PM,
أنا ملحد والحمد لله - بواسطة فرج - 06-11-2008, 07:08 PM,
أنا ملحد والحمد لله - بواسطة Abanoob - 06-12-2008, 03:45 AM,
أنا ملحد والحمد لله - بواسطة فرج - 06-12-2008, 10:37 AM,
أنا ملحد والحمد لله - بواسطة أندروبوف - 06-12-2008, 12:08 PM,
أنا ملحد والحمد لله - بواسطة فرج - 06-12-2008, 02:46 PM,
أنا ملحد والحمد لله - بواسطة إبراهيم - 06-12-2008, 05:50 PM,
أنا ملحد والحمد لله - بواسطة HeRmIoNe - 06-13-2008, 12:18 AM,
أنا ملحد والحمد لله - بواسطة Serpico - 06-13-2008, 12:44 AM,
أنا ملحد والحمد لله - بواسطة عابد قادري - 06-13-2008, 09:46 PM,
أنا ملحد والحمد لله - بواسطة فرج - 06-14-2008, 12:51 AM,
أنا ملحد والحمد لله - بواسطة عابد قادري - 06-14-2008, 08:24 AM,
أنا ملحد والحمد لله - بواسطة فرج - 06-14-2008, 04:09 PM,
أنا ملحد والحمد لله - بواسطة عابد قادري - 06-14-2008, 11:04 PM,
أنا ملحد والحمد لله - بواسطة MINDMUSCLES - 06-14-2008, 11:09 PM,
أنا ملحد والحمد لله - بواسطة فرج - 06-15-2008, 04:02 PM,
أنا ملحد والحمد لله - بواسطة فرج - 06-15-2008, 04:39 PM,
أنا ملحد والحمد لله - بواسطة عابد قادري - 06-17-2008, 08:46 AM,
أنا ملحد والحمد لله - بواسطة فرج - 06-19-2008, 06:28 PM,
أنا ملحد والحمد لله - بواسطة عابد قادري - 06-20-2008, 11:54 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  حوار هادىء مع ملحد احمد عبد الحميد 14 4,507 11-26-2010, 07:39 PM
آخر رد: احمد عبد الحميد
  لماذا أنت ملحد ؟ولماذا أنت لاديني؟ مؤمن مصلح 0 925 10-29-2010, 10:24 PM
آخر رد: مؤمن مصلح
  حــوار مع ملحد.. !! غزاوي عائد 12 3,004 08-29-2010, 09:15 AM
آخر رد: مفكر .. سعودي
  لماذا أنا ملحد؟ العلماني 10 2,313 12-22-2006, 12:09 PM
آخر رد: بهاء
  توقف يا ملحد ؟!! stop اليك دليلاً قاطعاً على وجود الله . ATmaCA 15 3,355 06-16-2005, 06:32 PM
آخر رد: كمبيوترجي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS