{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #132
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
حكاية الجدَّة


عندَ المساءِ ذهبتْ ليلى إلى بيتِ جدَّتِها، لقضاءِ الليلة عندها....
جلستْ ليلى إلى جانبِ جدَّتها، وبيدها قصَّتها الملونة...
حدَّثْتها عن المدرسةِ و المعلماتِ والأطفالِ، وهي سعيدةٌ جدَّاً...
في الليلِ قرأتْ القصَّةَ، ولكنَّ الليلَ مازالَ في بدايتهِ...
شعرتْ ليلى بالفراغِ والمللِ...

ليسَ عندَها (تلفاز) تشاهدُ فيهِ (برامجَ الأطفالِ)...
وليس عند جدَّتِها قطَّةٌ تتسلى معها...
وليس لديها هاتفٌ تحادثُ صديقتَها...
ماذا تفعل؟‍
نظرتْ ليلى إلى جدَّتها التي تداعبُ سُبحتَها الطويلةَ، وسألتْها:
ـ جدَّتي. كيفَ كنتِ تقضينَ السهرةَ، وأنتِ صغيرةٌ؟
ضحكتْ الجدَّةُ، وقالت:
ـ كانت الليالي مُمتعةً. كنَّا نقرأُ قِصصَ ألفِ ليلةٍ وليلةٍ، وسيرةَ عنترةَ ابنِ شدَّادٍ، والأميرةِ ذاتِ الهمِّةِ، والزيرِ سالم،
وسيفِ بن ذي يزنٍ، ونحكي الحكاياتِ المسليةَ، فلا ننامُ إلاَّ ونحنُ نسمعُ الحكاية...
ـ حسنا يا جدَّتي. احكي لي حكايةً.
ـ سأحكي لكِ حكايةَ قمرِ الزمان، ولكنْ لا تنامي قبلَ أن تنتهي الحكايةُ.
أسندتْ ليلى مِرفقَها إلى رُكْبَةِ جدّتها، ووضعتْ خدَّها على راحةِ كفِّها، ونظرتْ إلى جدَّتها بإمعانٍ، متلهفةً لسماعِ الحكايةِ:
"كان ياما كان... كان في قديم الزمان، وسالف العصرِ والأوان... كان في بلادِ الريحانِ أميرٌ وله بنتٌ جميلةٌ اسمها (قمرُ الزمانِ....).
كان الأميرُ كثيرَ الأسفارِ، وكانتِ البنتُ الصغيرةُ تلازمُ جدّتَها، فتقتربُ منها، ولا تنامُ كل ليلةٍ حتى تسمعَ منها حكايةً...
وما إن تحكي الجدَّةُ الحكايةَ، وتصلُ إلى منتصفِها حتى تغفو قمر الزمان على ركبتها، فتمدُّ الجدَّةُ يدَها إلى شعرِ الصغيرةِ الناعمِ، وتسألُها:
ـ هل نمتِ يا قمر الزمان؟‍!...
وتغفو (ليلى) وتنتظمُ أنفاسُها، فتمسحُ جدَّتُها على شعرها الناعم. وتُقَبّلُها، ثم تسحبُ ركبتها بهدوءٍ،
وتسندُ رأسَ ليلى إلى الوسادةِ، ثم تغطيِّها، وتُخلُدُ للنومِ بجانِبها.. وهي تتذكَّرُ أيامَ طفولتَها البعيدة.


[صورة: 1096820lqgp3ggzg4.gif]


القلم الحزين


قالَ سميرٌ لأختهِ:
ـ سميرةُ. أرجو أن تعيريني قلمَكِ.
قالتْ سميرةُ:
ـ ولكنّي الآنَ أكتبُ واجباتي... أين قلمُكَ؟
ـ ضاعَ!..
ـ حسناً.. سأعطيكَ قلمي.. عندما أنتهي من الكتابة.
ـ ولكنْ لديَّ واجباتٌ كثيرةٌ. هاتي القلمَ!..
ـ لن أعطيَهُ قبلَ أن أنتهيَ من كتابةِ واجباتي.
ـ سآخذُهُ!!...
أمسكتْ سميرةُ القلمَ جيِّداً ، لكنَّ سميراً. أمسكَ به أيضاً. وشدَّهُ من يدها بقوّةٍ.
شدَّتْ سميرةُ، وشدَّ سميرٌ...
عندئذٍ تألَّمَ القلمُ، وحزنَ كثيراً، وانكسرَ!!!


[صورة: 1096820lqgp3ggzg4.gif]


أسئلة


سألتِ المعلِّمةُ ليلى:
ـ هل تحبينَ الوردَ؟
ردَّتْ ليلى:
ـ أحبُّ الوردَ، لكنِّي أحبُّ سنابلَ القمحِ أكثرَ.
ـ وهل تحبينَ مشاهدةَ "التلفازِ"؟
ـ أحبُّ مشاهدةَ "التلفاز" ولكنِّي أحبُّ المدرسةَ أكثرَ.
ـ هل تحبينَ زيارةَ الأصدقاءِ؟
ـ أحبُّ زيارةَ الأصدقاءِ، لكنّي أحبُّ المطالعةَ أكثرَ.
ـ وهل تحبينَ المعلِّمةَ؟
صمتتْ ليلى، ولم تردَّ...
سأَلَتَهَا المعلِّمَةُ :
ـ ألا تحبينَ المعلِّمةَ؟
ـ أحبُّها كثيراً..
ـ ولكنْ . ألا تحبينَ أُمَّكِ أكثرَ؟
فضحكتْ ليلى، وقالت:
ـ أحبُّها مثلَ أمي، لأنها أمي الثانية.


[صورة: 1096820lqgp3ggzg4.gif]


ليلى والمرآة



شعرتْ ليلى بالحزن، لأنها بقيتْ وحيدةً في المنزل. تلفتتْ حولها. شاهدت طفلةً في المرآة. حسبتْ أنها تناديها:
ـ تعاليْ يا صديقتي. أنا أعلمُ أن أمِّكِ ذهبتْ لزيارة جارتِها المريضةِ..
ـ ماذا تريدينِ؟
ـ نتسلَّى معاً. ونقضي وقتاً ممتعاً.
ـ كيف؟!...
ـ انظري إليَّ جيِّداً.. تريْ طفلةً جميلةً مثلكِ. لها وجهٌ نظيفٌ، وشعرٌ جميلٌ، تزّينهُ شريطةٌ بيضاءُ.
نظرتْ ليلى، فأعجبتْها صورتُها..
قالت المرآةِ:
ـ مدّي لسانَكِ..
مَدّتْ ليلى لسانَها، فشعرتْ بالخجلِ.
ـ إذا كنتِ تخجلينَ من مدِّ اللسانِ، فأدخلي أصابعَكِ بين شعرِكِ، والعبي به.
أدخلتْ أصابعَها بين شعرِها، ولعبتْ به. لكنَّها شعرتْ بخجلٍ أشدَّ، لأنها تذكرتْ منظرَ الطفلةِ التي تلعبُ في الشارعِ،
وشعرُها مشعَّثٌ، والذبابُ يحطُّ على عينها لذلك أسرعتْ إلى مشطها، وبدأت تُسرّحُ شعرَها، ثم جَدَلتْ منه ضفيرتين جميلتين.
ـ حسناً. عدتِ جميلةً.. والآنَ. ضعي إصبعكِ على جانبِ رأسكِ. وتذكري من يفعلُ ذلك.
وضعتْ ليلى إصبعها على جانبِ رأسها، ثم قالت: وهي تشعرُ بالسعادة:
ـ هكذا تجلسُ المعلِّمةُ عندما تفكر.
ـ حسناً. والآن حَرَّكي رأسَكِ، ودعيهِ يتمايلُ.
حرَّكَتْ ليلى رأسَها، فتراقصتِ الضفيرتان على جانبيهِ، ثم حانتْ منها التفاتةٌ إلى وجهها. فوجدَتْهُ لا يزال حزيناً.
سألتْ:
ـ لماذا تبدو البنتُ في المرآةِ حزينةً؟!...
ـ لأنكِ لم تضحكي!..
ضحكتْ ليلى فضحكتِ البنتُ، لكنَّها عندما شاهدَتْ أسنانَها، أسرعتْ إلى المعجونِ والفرشاةِ، ونظَّفتها.
ـ أحسنتِ يا صديقتي، والآن ابتسمي من جديدٍ.
ابتسمتْ ليلى، فابتسمتْ البنتُ الجميلةُ في المرآةِ.
عندئذٍّ قرّبتْ وجهَهَا منها، وقبَّلتها. لكنَّ البنتَ الجميلةَ قد تغيَّرَ وجهُها، وظهرتْ عليه غِشاوة.
سألتْ.
ـ لماذا ظهرتِ الغِشاوةُ على وجهِ البنتِ الجميلِ؟
ـ لأنَّ المرآةَ يا صديقتي، لا تحبُّ أن يمسَّها أحدٌ.
ـ أنا آسفة.
أحضرتْ ليلى منديلاً ورقياً، ومَسَحَتِ المرآةَ، ثم عادتْ تلعبُ معها ألعاباً مسلّيةً، وقد غمرها الفرح.


[صورة: 1096820lqgp3ggzg4.gif]


أزهارٌ لمعلمِّتي


في يومٍ من أيامِ الربيعِ، وقفتْ ليلى أمامَ بابِ المنزلِ المطلِّ على حقولِ القريةِ ومروجِها الزاهيةِ.
كانتْ الشمسُ ترسلُ أشعَّتَها الذهبيَّةَ، والنسماتُ الهادئةُ تداعبُ شعرَها الحريريَّ.
كانت ليلى حزينةً...
تمنَّتْ لو أنَّها تشعرُ الآن بالسعادة، ويذهبُ عنها الحزنُ.
عادتْ إلى البيتِ واستأذنتْ أُمَّها في الخروجِ، لكنَّ أُمَّها قالتْ:
ـ الشمسُ ستغيبُ بعد ساعةٍ!!
ـ أعلمُ ذلك، ولن أبتعدَ كثيراً، لأعودَ قبلَ غيابِ الشمسِ.
خرجتْ ليلى إلى المرجِ القريبِ، وأخذتْ تجمعُ بعضَ الأزهارِ. كانتْ تقولُ:
ـ هذهِ أزهارُ البابونجِ والأقحوانِ، وتلك شقائقُ النعمانِ الحمرُ...وهناك أزهارُ الليلكِ، والزنبقِ البرِّيّ، والبنفسجِ...
يا ألله ما أجملها!!..
بينما كانتْ ليلى تنتقلُ من زهرةٍ إلى زهرةٍ، لمحتْ رجلاً جالساً فوقَ العشبِ الأخضرِ، وبين يديهِ قلمٌ وأوراقٌ...
فوقفتْ تتأمَّلُ المنظر!...
حدَّثتْ ليلى نفسَها:
"المطالعةُ ممتعةٌ وسطَ هذه الطبيعةِ الساحرةِ!..
انتبه الرجلُ إلى ليلى. فالتفتَ إليها وابتسمَ ثم سألها:
ـ ماذا تفعلينَ هنا يا صغيرتي؟..
اقتربتْ ليلى من الرجلِ، ووقفتْ صامتةً.
ـ ما اسمُك أيتها الصغيرةُ؟
ـ ليلى.
ـ وماذا تفعلين؟
ـ أجمعُ باقةَ أزهارٍ.
ـ هل تحبينَ الأزهارَ.؟
ـ أُحبُّها كثيراً.
ـ لماذا؟
ارتاحت ليلى لهذا الرجل الذي تشاهدُهُ دائماً في طرقاتِ القريةِ يحمل بيدهِ كتاباً. فقالت:
ـ الأزهارُ جميلةُ المنظرِ. زكيَّةُ الرائحةِ، إنها زينةُ الطبيعةِ.
أُعجبَ الرجلُ بإجابةِ ليلى، فأخذَ يتأمَّلُها.
سألتْ ليلى :
ـ هل تجلسُ هنا دائماً؟
ردَّ الرجلُ مبتسماً:
ـ أجلْ. أليسَ منظرُ الطبيعةِ رائعاً؟
ـ وماذا تكتبُ؟
ـ أكتبُ قصيدةً.
دخلَ نفسَها شيءٌ من السعادةِ. قالتْ:
ـ إذنْ أنتَ شاعرٌ!!..
ـ صحيحٌ يا صغيرتي... هل تحبيّنَ الشعرَ؟
ـ أحفظُ جميعَ الأناشيدِ التي تعلَّمْتُها في المدرسةِ.
تمنَّتْ ليلى أن يقرأَ لها شعراً مما يكتبُ، فهي تحبُّ الشعرَ كثيراً كما تحبُّ الأزهارَ والعصافيرَ والسهولَ...
تمنَّتْ أن تسمعَ منه بعضَ قصائِدِه، ولكنَّها تذكَّرتْ أنَّ الشمسَ ستغيبُ بعد قليلٍ، وقد وعدتْ أُمَّها أن تعودَ دون تأخيرٍ..
شاهدتْ ليلى زهرةَ أقحوانٍ صفراءَ، فمدّتْ يدَها وقطفتها لتضمّها إلى الباقة في يدِها.
ـ أنتِ تقطفينِ الأزهارَ لتزيِّني بها غرفتَكِ، أليس كذلكِ؟
ـ صمتتْ ليلى، ثم سارتْ بضعَ خطواتٍ مبتعدةً عنه.
نهضَ الشاعرُ، واقتربَ منها:
ـ هل ستعودينَ إلى البيت؟...
ـ أجلْ.
ـ وهل ترغبين في أن أسيرَ معكِ حتى بابِ منزلِكم؟
ـ أشكُرُكَ. منزلُنا قريبٌ. إنه على بعد خطواتٍ من هنا.
سألها, وهو يسيرُ إلى جانبها مثل أبٍ عطوفٍ:
ـ هل ستضعين زهرةً على شعركِ عندما تذهبين إلى المدرسة صباحاً؟
صمتتْ ليلى ثانيةً، وعادَ الحزنُ إليها من جديدٍ.
ـ هل أنتِ حزينةٌ يا صديقتي. أرجو أن تخبريني، فأنا شاعرٌ أحبُّ الأطفالَ والفراشاتِ والربيعَ والحقول َوالوطنَ،
وأحبُّ أن أرى البسمةَ على شفاه الصغارِ.
نظرتْ ليلى إليه، ثم قالت:
ـ سأقدِّمُ الأزهارَ التي جمعتُها إلى معلِّمتي المريضةِ.
فكَّرَ الشاعرُ في كلامِ ليلى، ثم ابتسَمَ، وسألها:
ـ هل تحبينَ المعلِّمةَ أيضاً، كما تحبينَ الأزهارَ؟
كانت ليلى قد صارتْ أمام المنزلِ، فابتسمتْ مودِّعةً الشاعرَ، ثم قالتْ:
ـ إنها أُمِّي الثانية.

[صورة: 1096820lqgp3ggzg4.gif]
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 05-24-2008, 12:12 AM بواسطة -ليلى-.)
05-24-2008, 12:10 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما - بواسطة -ليلى- - 05-24-2008, 12:10 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  النفق (قصة قصيرة) رائد قاسم 0 602 12-24-2013, 03:49 PM
آخر رد: رائد قاسم
  اشباح النهار ( قصة قصيرة) رائد قاسم 0 603 12-11-2013, 11:23 AM
آخر رد: رائد قاسم
  شقشقه ( قصة قصيرة) رائد قاسم 0 582 11-14-2013, 11:34 PM
آخر رد: رائد قاسم
  الرؤيا (قصة قصيرة) رائد قاسم 0 668 03-28-2013, 02:48 PM
آخر رد: رائد قاسم
  قصاص قصة قصيرة حمادي بلخشين 0 918 12-02-2012, 01:42 PM
آخر رد: حمادي بلخشين

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS