{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
-ليلى- غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #133
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
البنت والذبابة


يُحكى أن بنتاً صغيرةً كانتْ تعملُ في بيتِ القاضي، تنظِّفُ الأرضَ وتطهو الطعامَ،
وعندما انتهتْ ذاتَ يومٍ من عملها أعطاها القاضي ليرةً، ومع أن الأجرَ كان قليلاً، فقد أخذتْها وانصرفتْ.
في المنزلِ، قالتْ البنتُ لأُمِّها:
ـ القاضي أعطاني ليرةً.
قالتِ الأمُّ:
ـ تستحقينَ أكثرَ من ذلك.
قالتِ البنتُ:
ـ ولكنِّي ذهبتُ إلى الدكانِ واشتريتُ دبساً.
ـ حسناً فعلتِ.
ـ وقد وضعتُ إناءَ الدبسِ في الشبَّاكِ.
ـ بنتٌ مدبرةٌ.
ـ وقد غطيّتُ الدبسَ بالغربالِ حتى لا تأكلُهُ الذبابةُ.
ـ خيراً صنعتِ.
نامتِ البنتُ تلك الليلةَ نوماً هنيئاً، وفي الصباحِ نهضتْ وغسلتْ وجهَهَا ويدها،
وجلستْ جانبَ الجدارِ تستمتعُ بأشعَّةِ الشمسِ. لكنَّها بعد ساعةٍ أحسّتْ بالجوعِ. فنادتْ أُمَّها وقالتْ:
ـ أنا جائعةٌ يا أُمي. سأحضرُ الخبزَ والدبسَ لنتناولَ الفطورَ.
مضتِ البنتُ إلى الشبَّاكِ، ورفعتْ الغربالَ عن الوعاءِ فوجدتِ الذبابةَ قد دخلتْ من ثقب الغربالِ، وأكلتِ الدبسَ.
فحزنتْ وقالتْ لأُمها:
ـ الذبابةُ أكلتِ الدبسَ!..
قالت الأمُّ:
ـ ظالمةٌ معتديةٌ.
ـ سأذهبُ وأشكوها إلى القاضي.
ـ حقَّكِ تطلبين.
وانطلقتِ البنتُ إلى المحكمةِ وقالتْ للقاضي:
ـ أنتَ تعلمُ أنني بنتٌ صغيرةٌ.
قالَ القاضي:
ـ ستكبرين.
ـ وأسكنُ مع أُمي بيتاً من طينٍ.
ـ أنتِ وأُمكِ بالقليلِ تقنعينِ.
ـ واشتريتُ بليرةٍ دبساً للفطورِ...
ـ حلواً تأكلين.
ـ ثم وضعتُهُ في إناءٍ ووضعتُ الإناءَ في الشباك وغطيتُهُ بالغربالِ.
ـ نِعْمَ ما تدبّرينِ.
ـ في الصباحِ أحسستُ بالجوعِ.
ـ دبساً تُحضرين.
ـ لكنني وجدتُ الذبابةَ قد التهمتِ الدبسَ.
ـ معتديةٌ وظالمةٌ تأكلُ حقَّ الآخرين.
ـ لذلكِ جئتُ أطلبُ إنزالَ العقابَ بالذباب.
فكَّرَ القاضي طويلاً... إنها مسألةٌ صعبةٌ... ثم أمسك القلمَ وأخذ ينظرُ في الأوراقِ، وبعد فترةٍ من التفكيرِ قالَ:
ـ يا بنتُ يا صغيرةُ.
ـ أجلْ يا قاضيَ البلدِ.
ـ إنْ رأيتِ ذبابةً فاقتليها.
انزعجتِ البنتُ من هذا الحكمِ الذي لا يؤذي الذبابةَ ولا يُرجع لها الحلاوةَ، فظلّتْ واقفةً أمامَ القاضي.
تنظرُ إلى ملامحهِ الجادَّةِ الجامدةِ،
فرأتْ ذبابةً تحطُّ على أَنفهِ من دون أن يتحرَّك... عندئذٍ قرَّرتْ تنفيذَ الحكمِ في الحالِ، فأمسكتْ منديلها وضربتْ به الذبابة.
فانتفضَ القاضي مذعوراً، ونَهَرَها قائلاً:
ـ ماذا فعلتِ يا بنتُ يا صغيرة؟!
فردَّتْ مبتسمةً:
ـ نفذتُ حكمَكَ، وقتلتُ الذبابةَ الحقيرةَ!...


[صورة: 1096820lqgp3ggzg4.gif]


مصرع الذئب

جلسَ سيِّدُ الغابةِ في عرينه حزيناً، وأَخَذَ يفكِّرُ في أمرهِ، فقد شعرَ أن قوتَهُ لم تعدْ تساعدُه على الخروجِ والبحثِ عن صيدٍ سمينٍ يأكلُهُ،
بعد أن صارَ كبيراً طاعناً في السنِّ.فكَّرَ ملياً في أمره. وخافَ أن تعلم حيواناتُ الغابةِ بذلك، فيفقد سيطرته عليها،
لذلك قرَّرَ استدعاءَ الذئبِ لمشاورتِهِ وأخْذِ رأيِهِ في الموضوعِ.
قَدِمَ الذئبُ إلى عرينِ الأسدِ، وجلس بين يديه، فلمحَ علاماتِ الأسى والحزنِ ترتسمُ على وجههِ الشاحبِ، فقال:
ـ مالي أرى سيِّدَ الغابةِ واجماً حزيناً؟
ـ قال الأسد:
ـ اسمعْ أيها الذئبُ. لقد أرسلتُ إليك لأتشاورَ معك في أمر مهمٍّ... لقد أصبحتْ حالتي لا تساعدني على المضيِّ في حُكْمِ الغابة.
إنني أشعرُ بالعجز يدبُّ في جسمي.. وأُحبُّ أن أستمعَ إلى نصيحتكِ. فماذا تقولُ؟
فكَّرَ الذئبُ قليلاً ثم قال في سرِّه:
ـ "إنها فرصةٌ ذهبيةٌ ونادرةٌ كي أصبحَ سيِّدَ الغابةِ الحقيقيّ، وأتخلّصَ من جميعِ الحيواناتِ التي لا تحبّني...".
ثم نظرَ إلى سيِّد الغابةِ وقالَ:
ـ لقد كنتَ يا سيّدِي خلالَ مدّةِ حُكمِكَ مثالَ الحاكمِ العادل، ويجبُ أن تستمرَ في بسطِ سيطرتكِ على الغابةِ كلها،
ولكني أخشى أن تعلمَ حيواناتُ الغابةِ حقيقةَ الأمرِ. فما عليكَ إلاَ كتمانَ الموضوعِ.
ارتعدَ الأسدُ لحظةً ثم تماسكَ وقالَ:
ـ أهذا هو رأيُكَ؟
قالَ الذئبُ:
ـ سأكون ساعدَكَ الأَيمنَِ، وسأتدبّرُ كلَّ شيءٍ بنفسي.
ـ وماذا عن الطعامِ أيها الذئبُ؟
ـ سأدعو كل يومٍ أحدَ الحيواناتِ إليكَ، فيدخلُ عرينَكَ وعندئذٍ تجعلُه وجبةَ غداءٍ لك.
ـ حسناً.
أقامَ سيِّدُ الغابةِ في عرينِهِ، وانتظرَ نصيبَهُ من الطعامِ، بينما انطلقَ الذئبُ إلى الغابةِ يبحثُ عن حيواناتِها...
فشاهدَ ابن آوى. فقال له:
ـ إن سيِّدَ الغابة بحاجةٍ إلى مساعدٍ له وقد اختارَكَ لذلك.. فامضِ إليه في الحال.
ذهبَ ابنُ آوى إلى الأسدِ في عرينهِ، ودخلَ عليهِ... ولكنه لم يخرجْ بعد ذلك أبداً.
في اليوم الثاني ذهبَ الذئبُ إلى الأرنب، وقال لها:
ـ إن سيِّدَ الغابة بحاجةٍ إلى طاهيةٍ ماهرةٍ، وقد وقعَ اختيارُهُ عليكِ كي تقومي بهذا العملِ. فاذهبي إليه مسرعةً!...
ذهبتِ الأرنبُ إلى العرين وقد فرحتْ كثيراً، وعندما دخلتْ، سلَّمتْ عليه، ولكنها لم تكن تعلم أنها لن تخرجُ أبداً.
وهكذا كان الذئبُ يمضي إلى الحيواناتِ واحداً بعد آخرَ...
ذهب إلى الغزال، وحمار الوحش، والسنجاب وغيره... الجميعُ دخلوا العرين ولم يخرجْ منهم أحدٌ أبداً.
ذاتَ يومٍ التقى الذئبُ بالثعلب فحيّاه قائلاً:
ـ طابَ يومُكَ يا أبا الحصين...
ردَّ الثعلبُ التحيَّةَ، فقال الذئبُ:
ـ إن سيِّدَ الغابةِ بحاجةٍ ماسَّةٍ إليك، وهو يدعوك كي تقفَ إلى جانبِهِ، وتديرَ معه شؤونَ الغابةِ،
وقد طلبَ إليَّ أن أرشدَهُ إلى واحدٍ عاقلٍ، فلم أجدْ بين حيواناتِ الغابةِ أعقلَ منك، وأذكى... فاذهبْ إليه مسرعاً.
انطلقَ الثعلبُ باتجاهِ العرينِ، وعندما صار قريباً منه، توقّف لحظةً ونظر بعينيه نظرةً ثاقبةً فيما حولـه..
ثم عادَ راجعاً، وقبل أن يبتعدَ عن مدخلِ العرينِ سمعَ صوتَ الأسدِ مزمجراً يقول:
ـ مابك أيها الثعلبُ.. هيَّا.. ادخلْ.
ضحكَ الثعلبُ بمكرٍ وقال:
ـ شكراً لهذهِ الدعوةِ.
قال الأسدُ:
ـ ولماذا لا تدخلُ؟!
ـ لأني عَرَفْتُ أن الذي يدخلُ العرينَ، لا يخرجُ حياً أبداً.
ـ ومن أخبرَكَ بذلك؟!
ـ أخبرتني تلك العظامُ المرميَّةُ قربَ العرينِ.
توقَّفَ الثعلبُ قليلاً وأخذَ يفكّرُ... لقد صمَّمَ على الانتقام من الذئبِ، فقال مخاطباً الأسد:
ـ لماذا لا تخرجُ من عرينكِ وتكسبَ طعامكَ بنفسكِ؟
ردَّ الأسدُ:
ـ لقد أصبحتُ طاعناً في السنِ.
ضحَك الثعلبُ بخبثٍ، ثم قال:
ـ إن الأطباء قد اكتشفوا علاجاً يعيدُ الشبابَ إلى الشيخوخة. سأنصحُكَ به.
ـ ماهو. قلْ. تكلمْ.
ـ عليك أن تشق صدرَ ذئبٍ، وتنزعَ منه القلبَ، وتأكلَه.
ـ حسناً.
وأنا سأتدبّر موضوعَ الذئب.
وبسرعةٍ انطلقَ الثعلبُ إلى الذئبِ وبادره قائلاً:
ـ سيِّدَ الغابةِ يطلبك لأمرٍ هامٍّ. فأسرعْ إليه ولا تتمهلْ.
ذهبَ الذئبُ، ودخلَ العرين.لم يكن يدري أنه لن يخرج حياً أبداً.
في تلك الأثناءِ كان الثعلبُ يقفُ بعيداً ويرى بعينيه مصيرَ الذئبِ...ثم يضحكُ كثيراً.
وقال لنفسه:
"مسكينٌ الذئبُ. كان يظنُّ نفسَه ذكياً. ولكنه نسيَ أن من حفر حفرةً لأخيهِ وقع فيها.....".


[صورة: 1096820lqgp3ggzg4.gif]


نزهة

كنا أربعةً...
خرْجنا يومَ العطلةِ لقضاءِ بعضِ الوقتِ في البَرِّيَّةِ، فاخترْنا أحدَ المروجِ الخضرِ، قربَ الحقولِ.؟
تمتَّعْنا بمناظرِ الطبيعةِ الخلاَّبةِ. حيثُ الجمالُ والهدوءُ الذي يُزَيِّنُهُ صوتُ عصفورٍ مُغرِّدٍ، وصوتُ فلاَّحٍ يُغَنِّي،
وصوتُ راعٍ ينادي أغنامَهُ، وحفيفُ أشجارٍ تداعبُها نسماتُ الهواءِ...
أعجبْتنا ألوانُ الفراشاتِ الزاهيةِ تحتَ أشعَّةِ الشمسِ، ترفرفُ بأجنحتها حولَ الأزهارِ...
شَعْرَنا بالسعادة..!...
نهضْنا نلعبُ...ركضْنا فوقَ العشبِ الطريِّ... تسابقْنا حتى أحسسنا بالتعبِ، فجلسنا نستريحُ، وقد تعالتْ أنفاسنا،
والتمعتْ حُبَيْبَاتُ العرقِ على جباهنا...
بعد فترةٍ قلتُ:
ـ جُعْنا...
نهضنا نجهِّزُ الطعامَ...
أنا جمعتُ الحطبَ...
سعيدٌ وضعَ الطعامَ في الصحونِ، وأحضرَ الخبزَ.
عمادٌ غسلَ الملاعقَ...
وأحمدُ أشعلَ النارَ، ووضعَ عليها إبريق الشايِّ...
أكلنا بنهمٍ حتى شبعنا... شربنا الشايَّ...

سمعْنا أصواتَ أغنامٍ... وأنغامَ مزمارٍ....
نهضْنا إلى الراعي ما عدا أحمدَ.
قَدَّمْنا إلى الراعي كأساً من الشايِّ...
سألناه عن الغنمِ، فأُعجبْنَا بحديثهِ. علمْنا منه أنَّ صوتَ الغنمِ يسمى (ثُغاءً) والذكَرُ (كبْشٌ) والأُنثى (نعجةٌ) والصغيرُ (خروفٌ)
و(حَمَلٌ)، والذكرُ له قرنان، والأُنثى تَلِدُ، وتُنْتِجُ الحليبَ، وجِلْدُ الغنمِ يكسوه (صوفٌ) تُصنَعُ منه البسطُ والسجِّادُ والفرشُ،
وتُنسَجُ منه الثيابُ التي نَلْبَسُها في الشتاءِ. أما الحليبُ فيُصنَعُ منه الجبنُ ويُستَخْرَجُ منه السمنُ...
أُعْجِبْنا كثيراً بما قالهُ الرَّاعي، ثم ودَّعناهُ شاكرين.
عُدْنا إلى مكاننا. شاهدْنا أحمدَ يُطْفِئُ النارَ... فأُعجبْتُ به، وقلتُ:
ـ أحسنتَ يا أحمدُ... إن شرارةً من النارِ قد تُشعِلُ حريقاً.
جلسنا نأكلُ الفاكهةَ.
تَلَوَّثَتْ يدُ سعيدٍ بعصيرِ البرتقالةِ...
غَسَلْنا أيدينا. لكنَّ سعيداً ظلَّ جالساً...
جاءتْ ذبابةٌ. حامتْ حولَ أصابِعهِ. ضربَها فهربَتْ. لكنَّها ما لبثتْ أن عادتْ تُحاولُ أن تحطَّ على يدهِ...
يضربُها فتطيرُ، وتهربُ، ثم تعودُ...
اتجهتْ أنظارُنا إليهِ... ضحكْنا ونحن نرى الذبابةَ، ونعجبُ من إلحاحها الشديدِ للوصولِ إلى أصابعِ سعيدٍ...
فجأةً أمسكَ أحمدُ إبريقَ الماءِ، وصبَّهُ على يديِّ سعيد، فضحكنا جميعاً، ولم نشاهدِ الذبابةَ بعدَ ذلك.
حان موعدُ العودةِ، شاهدنا أحمدَ يجمعُ الفضلاتِ، ويَضَعُها في كيسٍ. يربُطُهُ ويحُكمُ إغلاقهُ.
حملْنا أمتعتَنا، وسِرْنا عائدين..
ما إنْ قطعْنا مسافةً قصيرةً حتى صِرنا قربَ منزلٍ ريفيٍّ...
سمعْنا أحمدَ يقولُ:
ـ انتظروني دقيقةً.
وركضَ عائداً إلى المكان الذي كُنَّا فيه، ثم شاهدْناه يعودُ راكضاً يحملُ كيسَ الفضلاتِ، ويضعهُ في حاويةِ القمامةِ...
تأمَّلْناهُ جميعاً... وقد كَبُرَ في عيوننا...


[صورة: 1096820lqgp3ggzg4.gif]


القرد والغزال

في وَكْرَينِ متجاورين عاشتْ أُسرتا قردٍ وغزال.
اتَّفَقَ القردُ والغزالُ ذاتَ يومٍ على الذهابِ إلى الصيدِ معاً، وتركا ولديهما في وكريهما.
ما إنْ قطعا مسافةً قصيرةً حتى اصطادا طائرَ حجلٍ.
قالَ الغزال: سأعودُ لتقديمِ الطائرِ إلى صغيري الجائعِ.
قالَ القردُ: صغيري أحقُّ به، وهو جائعٌ أيضاً.
اختلف القردُ والغزالُ، وقرَّرا الاحتكامَ إلى الثعلبِ.
عندما صارا أمام الثعلبِ قال:
ـ أعطني الطائرَ أيُّها القردُ، وسأوصله إلى الصغيرِ الأجملِ.
لكنَّ الغزالَ يعلم أن الثعلبَ ماكرٌ، لذلكَ قالَ للقرد:
ـ أنا قَبلتُ بالحُكْمِ، ولكنْ لا تسلِّمْهُ للثعلبِ. خذهُ ـ أنتَ ـ أيُّها القردُ إلى أجمل الصغيرينْ..
ذهبَ القردُ إلى وَكْرِ الغزالِ، فنظرَ إليهِ، ثم دخلَ وَكْرَهُ، وقدَّمَ الطائرَ إلى قردهِ الصغيرِ...
وعادَ مسرعاً إلى الغزالِ...
ـ هل قدَّمتَ الطائرَ للأجملِ؟
ـ أجلْ يا جاري، قدَّمْتُهُ إلى قردي الصغير، لأني رأيتهُ أجملَ من كلِ صغارِ الحيواناتِ..

[صورة: 1096820lqgp3ggzg4.gif]


الفتاةُ والقطَّة والذبابة

ـ الفتاة ـ
جلستْ (ذُكاءُ) على مقعدٍ خشبيٍّ في حديقةِ المنزلِ، وبدأَتْ تقرأُ القِصَّةَ التي استعارتْها من مكتبةِ المدرسةِ.
كانتْ أشعَّةُ شمسِ الربيعِ مشرقةً تبعثُ الدفءَ في الأوصالِ.
وكانتِ القصَّةُ شائقةً جذَّابةً تُدخِلُ المتعةَ إلى النفسِ، وكانتْ بين حينٍ وآخرَ، تمرُّ بها نحلةٌ، فتسمع ذكاءُصوتَ رفيفِ أجنحتِها،
فتنظرُ إليها لحظةً ثم تعودُ لمتابعةِ القراءةِ.
مرَّتْ بِذُكاءَ لحظاتٌ ممتعةٌ، وهي في هذا الجوِّ الشاعريِّ الجميلِ، وبهدوءٍ تسلَّلتْ قِطْتُها شامةَ، فاقتربتْ منها،
ورَقَدَتْ قربَ قدميها من دون أن تشعر بها.
ـ القطة ـ
بعدَ أن جلستِ القطَّةُ شامةُ عند قدميِّ ذُكاءَ تلتمسُ الدفءَ من أشعَّةِ الشمسِ الذهبيةِ، سمعتْ أزيزاً مزعجاً يقتربُ منها،
ثم ازدادَ الصوتُ قوةً:(وزز... وزز...). نظرتْ شامةُ إلى مصدرِ الصوتِ، فشاهدتْ حشرةً غريبةً تحومُ حولَها...
"آخ... خ!! إنها لسعةٌ مؤلمةٌ!! ذيلي يؤلمني!!...
سحبتْ شامةُ ذيلَها، فعادَ الصوتُ المزعجُ يحومُ حولَها من جديدٍ... (وزز...)!!!..
قفزتْ شامةُ في الهواءِ. لاحقتْها النحلةُ بأزيزِها المزعجِ. نظرتْ إلى ذُكاءَ تستنجدُ بها. لكنَّ ذكاءَ كانت منهمكةً في قراءةِ قصَّتِها...
قفزتْ شامةٌ من جديدٍ في الهواءِ... ثم توقّفتْ تنظرُ، وتُرهفُ السمعَ...
لم ترَ شيئاً، ولم تسمعْ صوتاً... تساءلتْ في نفسها: "ما هذه الحشرةُ الغريبةُ؟!... لابدَّ أنها من أعداءِ القِططةِ!...
لو كانتْ فأرةً لَعَرَفْتُ كيفَ أُلقِّنُها درساً حاسماً في العراكِ والقتالِ، ولكنَّ هذه الحشرةَ تختلفُ عن جنسِ الفئرانِ كثيراً!...
الفأرةُ تركضُ على الأرضِ، وهذه تطيرُ في الهواءِ... الفأرةُ لها ذيلٌ، وهذه لها جناحانِ...
الفأرةُ تخافُ من القطِّ، وهذه تهاجمُهُ!... الفأرةُ تهربُ عندما يقتربُ منها القطَّ، وهذه تلحقُ به، وتعضُّ ذيلَهُ!!!....".
" و.زز...!!". عاودَ العدوُّ الهجومَ! " وززز...!!".
اقتربتِ الحشرةُ ثانيةً من الذيلِ... ابتعدتْ شامةُ. قفزتْ هاربةً. استلقتْ على الأرضِ. " وززز...!!".
الحشرةُ تقتربُ من الذيل... تلسعُ!! "آخ ـ خ ـ خ!!!!". "ذيلي يؤلمني..".

ـ الذبابة ـ
طارتِ الذبابةُ بعدما دَبَّ الدفءُ في جناحيها، وبدأتْ تبحثُ عن طعامٍ.. شمَّتْ رائحةً محبَّبَةً، فاتجهتْ نحوها.....
شاهدتِ القطَّةَ شامَة... شمَّتْ رائحةَ (سمنٍ)... اقتربتْ منها... "ذيلُها مبلَّلٌ بالسمن...." "وززز...!!!"..
حطَّتِ الذبابةُ على ذيلِ شامة، وأرسلتْ إبرتَها تمتصُّ السمنَ الشهيَّ بِلذَّةٍ‍‍!!...
ـ آخ.. خ.. خ!!!! لسعةٌ أخرى!!! يا لشدِّةِ الألمِ.....
انطلقتْ هاربةً!!!...
كانتِ الذبابةُ من النوعِ الأسودِ الكبيرِ الحجمِ، وقد عُرِفَتْ بإلحاحها الشديدِ، فلاحقتِ القطَّةَ،
وقرَّرَتْ أن تَشبعَ مِنَ السمنِ اللذيذِ... "وزززز...!!!". وامتصتِ السمنَ بشهيةٍ.... فقفزتِ القطَّةُ...
ـ ذيلي يؤلمني كثيراً!!!...

ـ الفتاة ـ
انتبهتْ ذُكاءُ، فتوقَّفتْ عن قراءةِ القصَّةِ، ونظرتْ إلى شامة، فشاهدتِ الذبابة السوداءَ الكبيرةَ تُلاحقُها...
عندئذٍ أسرعتْ إلى الداخل، وأحضرتْ (مضربَ الذبابِ)، ذا الثقوبِ المتعدِّدَةِ، وضربتِ الذبابةَ، فأصابتَها،
وأوقعتْها على الأرضِ صريعةً!...
قالت ذُكاءُ:
ـ هذا جزاءُ الشرِّيرِ المعتدي!
ثم عادتْ إلى مكانها على المقعدِ الخشبيِّ، وأخذتْ تُفَكِّرُ:
ـ لماذا تُطاردُ الذبابةُ شامةَ؟!...
ـ لماذا كانت تحومُ حولَ ذيلها؟!...
ـ هل في الأمرِ سرٌّ؟!..
وبَرَقَتْ في ذهنِ ذُكاءَ فِكْرَةٌ!... تذكرتِ المعلِّمةَ التي قالتْ في درسِ العلومِ:
إن الذباب لا يقع إلاَّ على بقايا الطعامِ أو الموادِّ الفاسدةِ. و.....
نهضتْ في الحالِ. فأمسكتْ شامةَ، ونظرتْ إلى ذيلها فوجدتُهُ مُبَلَّلاً بالسمنِ...!..
دخلتِ المطبخَ ومعها شامةُ... شاهدتْ وِعاءَ السمنِ على الأرضِ... فهمتْ كلَّ شيءٍ!... أمسكتْ بأُذُنِ القطَّةَ وشدَّتْها، قائلةً:
ـ أيتُها الماكرةُ... غططتِ ذيلَّكِ بالسمنِ، ثم لَعَقْتِهِ ، لأنكِ لا تستطيعينِ إدخالَ رأسَكِ في الوعاء...
ماءتِ القطَّةُ متألمةً: "مياو...مياو!!!.".
شدَّتْ ذُكاءُ أُذُنَ شامةَ ثانيةً، ثم قالتْ قبلَ أن تُفلتَها:
ـ لو كنتُ أعلمُ بفعلتِكِ هذهِ، لتركتُ الذبابةَ تلسعُكِ مائةَ مَرَّةٍ!..
تخلصتْ شامةُ من يدِ ذُكاءَ، وانطلقتْ تعدو مسرعةً خجلى، وهي تحسُّ بذنْبها من دون أن تجرؤ على النظر إلى الخلف.


[صورة: 1096820lqgp3ggzg4.gif]
05-24-2008, 09:04 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما - بواسطة -ليلى- - 05-24-2008, 09:04 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  النفق (قصة قصيرة) رائد قاسم 0 602 12-24-2013, 03:49 PM
آخر رد: رائد قاسم
  اشباح النهار ( قصة قصيرة) رائد قاسم 0 603 12-11-2013, 11:23 AM
آخر رد: رائد قاسم
  شقشقه ( قصة قصيرة) رائد قاسم 0 582 11-14-2013, 11:34 PM
آخر رد: رائد قاسم
  الرؤيا (قصة قصيرة) رائد قاسم 0 668 03-28-2013, 02:48 PM
آخر رد: رائد قاسم
  قصاص قصة قصيرة حمادي بلخشين 0 918 12-02-2012, 01:42 PM
آخر رد: حمادي بلخشين

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS