{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 4 صوت - 2 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #56
كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول
اللعب على المكشوف في التحركات الأميركية الجديدة

GMT 0:15:00 2008 الثلائاء 3 يونيو

البيان الاماراتية



--------------------------------------------------------------------------------


نسرين مراد

التحرك الأميركي ـ الإسرائيلي باتجاه إحياء عملية السلام المتوقفة بين سوريا وإسرائيل جاء في وقت أحوج ما تكون فيه الإدارة الأميركية إلى ذلك. دغدغة أحلام القيادة والشعب السوريين باستعادة مرتفعات الجولان المحتلة عام 1967 يهدف إلى إغراء سوريا للنأي بنفسها عما تطلق عليه محور الشر الإيراني ـ السوري ـ الكوري الشمالي. إذا ما وصلت الأمور بالوعود الأميركية باستعادة الجولان أن تلامس الواقع، ولو إعلامياً، فلن تستطيع الدولة السورية الصبر طويلاً.

ذلك ما يعرض القيادة السورية لضغوط من الرأي العام الداخلي، باستعمال المعارضة السورية، والعربي عموماً. الهدف النهائي هو أحداث شرخ عميق في العلاقات الاستراتيجية بين سوريا وإيران. ذلك ما يزيد من حدة العزلة الإيرانية بهدف حملها على التفكير جدياً في التعاطي الإيجابي مع متطلبات الغرب عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

التحرك الأميركي بقدر ما هو واعد لسوريا إلا أنه يحمل علامات لا تقل شؤماً عن نتائج سوابقه من التحركات الأميركية على المسارات المصرية والفلسطينية والأردنية واللبنانية.

منذ البداية تقدمت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، السيدة «تسيبي ليفني» بباقة من المطالب بينت فيها صراحة أن إيران هي الهدف الرئيسي للتحركات الأميركية ـ الإسرائيلية «الجدية»الجديدة. المطالب بحد ذاتها مكشوفة واستفزازية حين تتدخل في علاقات الدولتين المستقلتين بعضهما ببعض. تأتي تلك المطالب على شكل إملاء من أطراف تتمتع بالقوة والتحكم والسيطرة موجهة لأطراف ضعيفة أو مستضعفة.

في هذا الصدد يبدو من المستغرب لو طالبت القيادة السورية بأن تفك إسرائيل ارتباطها بالولايات المتحدة كشرط للخوض في المفاوضات الثنائية. السؤال الماثل للمراقبين هو هل باستطاعة القيادة السورية الاستمرار في رفض جملة المطالب هذه مقابل عرض مغر على شكل بالون اختبار يرتفع قبالة أنظار القيادة السورية فوق مرتفعات الجولان المحتلة؟!.

الوضع السوري له ما يبرره في حال أقبلت القيادة السورية طوعاً أو كرهاً على مجاراة السياسة الأميركية. الأخيرة تتعامل مع العناصر اللاعبة في المنطقة كتعامل أسد الغابة مع «لثيران الملوّنة». ميدانياً سوريا محاطة بأعداء تقليديين وجدد على جل حدودها مع دول الجوار وبالذات إسرائيل. الاستمرار في التحالف مع إيران قد تفرضه طبيعة المبادئ والطموحات والأخوّة والصداقة المتبادلة، لكن المصلحة السورية الأكبر في النهاية تتطلب التركيز على استرداد السيادة على مرتفعات الجولان.

في لعبة الشطرنج السياسي قد يضطر أحد اللاعبين للتضحية ببيدق أو قطعة متوسطة أو حتى عالية الأهمية حلماً بتعزيز نقلات شطرنج أخرى، أو هكذا يبدو له. الإدارة الأميركية في لعبة الشطرنج السياسية هذه لا تتقيد بقواعد أو مبادئ معينة طالما أن بيدها عناصر القوة والسيطرة والتحكم. في ذلك على القيادتين السورية والإيرانية العمل بتقارب أكثر مع الواقع في كلتا حالتيهما، خاصةً إذا ما استمر الزخم الأميركي والدعم المساند له في التصاعد والتضخيم في المنطقة.

الوضع العربي العام لا يساعد، كالعادة، عند استفحال أزمة خاصة في مواجهة مع الإدارة الأميركية. جل الدول العربية المؤثرة أو اللاعبة في المنطقة لا يخدم مصالحها الوقوف ضد الإدارة الأميركية، خاصة إذا ما كان الأمر يختص بالتعامل مع الملف النووي الإيراني. الحشد الإعلامي ضد إيران مستمر على أشده في سبيل تأمين المزيد من الدعم ضد الطموحات النووية الإيرانية.

باتت إيران تُقارن بإسرائيل، العدو التقليدي لدول المنطقة. ليس من المستحسن أن تركن سوريا إلى الدعم العربي حتى لو اضطرت إلى الدخول في هكذا موقف!. هذا مع الأخذ بعين الاعتبار أن الوضع الإقليمي والعربي الجديد أكثر تعساً من سابقه في هذا الاتجاه. بعبارة أخرى يبدو الرهان على موقف عربي حاسم داعم لسوريا من قبيل تكرار الإسراف في الوهم.

في الوقت الذي تبدو فيه الإدارة الأميركية مهزومة في المنطقة وفي عدة نقاط، في العراق ولبنان وأفغانستان وحتى في فلسطين، إلا أنها لا تزال تحتفظ بجل أوراق اللعبة الرابحة. في الحالة السورية فالموقف يتجه نحو الضعف والهشاشة مع استمرار سيطرة المد الإعلامي المصاحب للتواجد العسكري الأميركي في المنطقة.

باتت هنالك العصا المرفوعة بالتوافق مع قدرة الإدارة الأميركية على «الإيهام الحقيقي» لقيادة السورية بأن مرتفعات الجولان قد تُسترجع إلى أحضان الدولة السورية. هذا رغماً عن تواجد المستوطنات وحالة الضم الرسمي النهائي للمرتفعات السورية المحتلة منذ عام 1981.

إضافة إلى ذلك تعتبر إسرائيل مرتفعات الجولان المحتلة ضرورة حيوية وأمنية استراتيجية لها بامتياز. في هذا البعد يمكن للقيادة السورية الاستفادة باستفاضة من الدرس الفلسطيني في التفاوض مع إسرائيل. كذلك فإن العلاقات السورية ـ الأميركية بحد ذاتها لن تتحول ولو بعصاً سحرية إلى علاقات ودية متبادلة.

بالرغم من السلبيات المحيطة بالواقع العربي إلا أن ذلك مدعاة لتفعيل ورفع مستوى التكاتف والتضامن وتفعيل العمل العربي المشترك. ذلك بهدف تقليل تبعات الوضع الراهن ولتحقيق ما أمكن من الحقوق العربية دون دفع أثمان باهظة جديدة. هذا مع الأخذ بعين الاعتبار أن التحرك الأميركي الجديد يؤثر على مجمل أوضاع دول المنطقة ولا يستهدف الجانب السوري فحسب.

هنالك احتمالات بتسخين الأوضاع في المنطقة في وجه إيران وسوريا والأحزاب والفئات المتحالفة معهما مثل المقاومتين الفلسطينية واللبنانية. بالرغم من التفاؤل المحيط بالاتفاق اللبناني إلا أن الوضع قابل للعب والعبث الأميركي والإسرائيلي به وإرجاعه إلى مربّع الصفر أو قريباً من ذلك. ذلك ما يتطلب من الأنظمة العربية مزيداً من النظر بواقعية وجدية وثمة قوة للتعامل مع المستجدات المحفوفة بالمخاطر، في حال نجحت المحاولات الأميركية ضد إيران أو أخفقت.

06-03-2008, 09:37 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بواسطة بسام الخوري - 06-03-2008, 09:37 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Wink دعاء الدخول .. 'Architect 0 973 06-06-2010, 06:35 PM
آخر رد: 'Architect

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS