Arrayهناك فارق كبير بين دواعى الايمان وبين جزاء الايمان , فلا يجب الخلط بين هذا وذاك, وفى الاسلام فان دواعى الايمان عقليه بحته , ولا توجد للعاطفه دخل بذلك , فلو كان للعاطفه دخل بالايمان لامن ابوطالب وابى لهب بنبوه ابن اخيهم , الا ان ابى لهب تحديدا كان من اشد المعارضين والمعادين له بسبب تلك الدعوه.
[/quote]


أعتقد أننا بحاجة لجلسات طويلة للحديث عن "العقل" وفعالياته وآلياته في العمل الذهني والنقد الفلسفي في الدين.

في الإسلام دواعي الإيمان عقلية بحتة؟

الإسلام نفسه لا يقول هذا يا عزيزي.. دخول الإسلام يعتمد لا على العقل وإنما على "الهداية". نقول عبارات والانشراح يغمرنا مثل: ربنا هداه وشرح صدره للإسلام. فإذا كان العمل رباني من البداية للنهاية، إلى أي حد قطعي، فعلي، مستقل، حر، إلخ يكون العقل له الحق في أن يقبل أو يرفض؟

كل استخدام تم للعقل للتعاطي مع الأديان عبر التاريخ هو محاولة رومانسية لإكساب الدين قيمة المعقولية وبهذا يسهل عرضه وتسليعه في سوق الأديان.


مسألة إيمان فريق ورفض فريق لا دور للعقل فيها بالمرة ولكن الدور الأول والأخير هو الهداية. نقول عبارات مثل "ربنا هدى قلبه". لاحظ ودقق معي في عبارة "قلبه". القلب هو بؤرة العاطفة. سأركب سيارتي الخردة وأقول: توكلنا على الله؛ لا لأن عقلي قام بفلسفة ذلك والتيقن منه ولكن لأن هذا يبعث الراحة الداخلية فيّ ويشعرني بالاستقرار. ولكني عندما أريد حديث عقلي محض فلن أتحدث قطعا فيه مع أهل الديانات والذين اشتهر فيهم القول على لسان أبي بكر الرازي: إن أهل الشرائع إذا طولبوا بالدليل شتموا.

بالأمس عقدت ندوة في بيتي وأحببت "شنكلة" البعض منهم بإثارة قضايا جدلية في المسيحية. طبعا الفرض أننا نناقش بفكر حر والحاضرين أميركان منفتحين إلخ إلخ بطيخ. ولكن لأني ضربت على الوتر الحساس في نقد المذهب المسيحي الذي هو تربى عليه، رأيته يفرك أصابعه ويقضم أظافره ويكاد ينشكح من الغيظ وروحه المعدنية في الحديد. كان الحديث عن جبرية الله ودور الإنسان وفعالية موت المسيح... قال لي إنه استاء ورأيت هذا في حمرة الوجه الظاهرة. هذا حفزني أكتر أن أدوس على الدمل وأضربه على رأس أمه ضرب قوية فيخرج هذا "الصديد" خارجاً. طبعا اعتذرت بشكل دبلوماسي ولكني لم أكف وعدت لإثارة الشكوك من جديد ومعاودة الضرب في محاولة لرتق أدبار الحقيقة.