عزيزى نبيل تصفحت موقعك وجذبنى بالحقيقة الى قراءة كل ما فيه وأنوى ذلك حسب وقتى .. موقع جميل

الموت فى عقلتنا = مرض + ألم + غياب
وهذه الامور الثلاث من ارعب الامور وأكثرها قسوة

شاهدت اليوم احد زملائى القدامى الذي بلغ الأربعين بالكاد وكم أحزننى مظهرة فلم اكن اتوقع انه فى طريقه للنهاية ولازال يمشى ويروح ويجىء ولم اعرف حتى انه مصاب بوباء الكبد المستشرى ببلادنا

رأيته عينيه الملونتين أصلا حمراوتان بشده ووجهه القمحى قد اسود سوادا يميز مرضى الكبد ناهيك عن الخطوط التى زادت فى وجهه وعلى جبهته اما ما جعلنى انفجر باكيا عندما ابتعدت عنه فهو ( طريقته ) فى الكلام .. يتحدث وكأن هناك شىء ما بفمه وبتثاقل ملفت للنظر .. رغم اننى لم اكن على توافق تام معه أبدا الا ان رؤيته بالمصادفة فى الطريق مزقت قلبى .. ولازلت للآن لا اتصور مارأيت كان جسمه ممتلء واليوم أصبح وزنه نصف وزنه القديم ونظرات عيونه الزائغتين

شىء مرعب مرعب .. المؤلم اننا تحادثنا عن شىء ما سيحدث العام القادم فرد قائلا : ((((( أكون قد مت )))))
للأسف كلامه صحيح
اللعنة على الموت ألف لعنة .. لعنة تعادل كل نفس نتنفسه وكل كلمة نقولها

لو كانوا يغيبون عنا بعيدا ويتلاشون ببساطة لربما كنا تعاطفنا مع الموت اما ان يتساقطوا عضوا عضوا وتنهار حياتهم ومزحاتهم ويفقدوا ذكاءهم وأريحيتهم ويتحولوا الى كائنات ما ! فلا هم الإنسان السابق نفسه ولا هم انسان آخر