قطقط عايز يتجوز، وإبراهيم لا يستطيع أن ينصحه بالزواج ما لم يهاجم الإسلام، وكأن قطقط يستدل بالإسلام على رغبته بالزواج أو عدمها.

لو أن إبراهيم قد رأى أن الإسلام يتدخل في كل صغيرة وكبيرة، أو أن القرآن لم يترك مقالة إلا وخاض فيها، وأن ذلك يزعجه، ثم بسط في ذلك رأيه بموضوع مستقل، لنظرنا في موضوعه وأفكاره إن كانت مما يرقى لمستوى النظر، ولرددنا عليها إن كانت مما يرقى لمستوى الرد، لكن إبراهيم يأبى أن يصنع ذلك، ويأبى أن يدخل في حوار جاد في هذه الأمور بحجة أنه لا يحب النقاش في الدين، ولا يفهم في الحوارات الدينية، لكنه يفهم ويحب في اللمز الذي أثبته في هذا الموضوع.


"هذه الروح إسلامية ولا تمت للمسيحية والحضارة بصلة ودي بتخلي النسوان تطفش"
"الإنجيل مش زي القرآن تكبس على زرار وتطلع لك آية من الإنجيل"
"بحياتكم مش بالوعظ والتهديد والوعيد اللي بيفكرني بالأيام الكئيبة بتاع زمان لما كنت مسلم."


إبراهيم قرر ماذا تريد، هل تريد حوار المسلمين حول دينهم، أم تريد "اللمز والهمز" فقط؟ حتى نعرف أين نضع رأينا.

إن كنت تريد الحوار فأهلا بك، أما غير ذلك فحتى نرى وترى، وتنظر وننظر، ثم نقرر معا ماذا سنصنع.

لا يفوتني أن أذكر أن إبراهيم لا يرى في العرب خيرا قط،

فهم لم يأخذوا من الحضارة بنصيب، يؤمنون بدين فيه سورة التوبة وآية الصغار بما يشعر أنهم متوحشون، لغتهم ليست إلا عكا وكلام فارغ ممجوج، ليس فيه عمق أرسطو ولا فلسفة طاغور، لا يجمعهم إلا الهجوم على داره لينظروا في أمر ردته، منحازون دوما لدينهم وقوميتهم وعرقهم ولغتهم.

وين سامع هالكلام أنا؟ أتصور مر معي مثل هذا الاسلوب الاستشراقي التبشيري في كتاب "دمروا الإسلام أبيدوا أهله".

عجيب أمر من يرى في العدو المبين، متمثلا بشلة المستشرقين، يتبعهم نفير المبشرين، حكما حياديا علينا، وكأننا من المذنبين، ثم يرفض رأي قومنا في نفس القضية بحجة كونهم منحازين. عجيب فعلا.