Array
إذا الدين لا يعيق التطور ومسايرة الحداثة .. لإن اغلب الأتراك مؤمنون ( بغير تشدد ) ويصومون ويصلون على محمد
العلة في من يسئ فهمه ويسيء الحكم به ..
يعني يمكنك أن تكون مسلما وتظل طوال النهار والليل في بحث واختراع ,,
يمكنك أن تكون مسلما وأن تكون بطلا في الرياضة ...وأن تحب وأن تصادق البشر من كل جنس ولون ,,
[/quote]

إذن فأنتي تقولين أن الدين لا غبار عليه و العلة فقط تكون موجودة في الناس ..
هذا الكلام ليس فقط خاطئ و بعيد تماما عن الصحة بل هو غير إنساني و نقيض للإنسانية.

سأستعير مقولة تكشف لكي عما أعنيه :

الإلحاد الإنساني هو طريقة لعيش حياة مسببة و معتمدة على إنسانيتنا المشتركة ..
مدركين أن القيم الأخلاقية هي إلي حد بعيد قد وجدت في الطبيعة الإنسانية و الخبرة الإنسانية فقط ..
روبرت آشبي

الخير و القيم الأخلاقية عموما توجد في الطبيعة الإنسانية بحكم الإنتخاب الطبيعي بالإضافة لخبرة الإنسان في الحياة و تطوير إختياراته.
لو ترك الناس الاديان لما إقتتلوا و لما كرهوا و لما أخطأوا ..
الدين بالفعل يعوق مسيرة التطور و مسايرة الحداثة بحجم التخلف الكامن فيه و الرجعية التي صاحبت نشأته.
و الإسلام و أي دين صحراوي أكثر تخلفا من أي دين زراعي أكثر تخلفا من أي دين ساحلي, هكذا أتصور.
الأكثر إنفتاحا هي الحضارات البحرية كالأغريق و الشماليين و اليابان و الفنيقيين ..
أما الحضارات الزراعية فتكون محافظة إلي حد ما : مصر و الصين و العراق

لكن السر هو في خلط الدين بالإلحاد .. زي خلطة كنتاكي السرية.
مثلا منذ عصر النهضة في أوربا تم خلط المسيحية بالإلحاد فأصبحت المسيحية 60% من الدين و الإلحاد 40 % ..
مع الوقت و مع تزايد ضربات العلم و صحوة العقل الأوربي أصبحت المسيحية 30 % من الدين و الإلحاد 60% + 10% تقاليد أوربية
لأن العقل لم يعد يستطيع تقبل الدين فبدأت الجماعات الدينية تقوم بالإصلاح الديني أو بمعنى أصح الإنتقائية الدينية ..
بصورة أدق : تدجين الدين بالإلحاد و هو ما أطال عمر الدين و جعل موته مؤجل لزمن قادم.
في النهاية و بمرور الزمن ستنخفض الإختلافات الدينية حتى تصبح تلك الإختلافات بسيطة و لا تذكر, بحيث يصير الدين أو الإلحاد واحد.
و إلا فمن يقول أن المسيحية في أوربا توافق على أن جعل النساء و الشواذ كهنة و أساقفة ..
هنا الدين بيتغير تماما ليوافق هوى الإنسان العصري المتحرر.

في تركيا تم فصل الدين عن السياسة و طلعت فتاوي بأن الشريعة الإسلامية جعلت لزمانها فقط و هذا يعني أن الإسلام قد تخلى عن 40 % لصالح الإلحاد.
لو تم تعميم هذا إذن فعمر الإسلام سيزيد و ستؤجل نهايته لزمن قادم أما إذا لم يحدث فسينكسر الإسلام كما إنكسرت الشيوعية.

الآن كل الناس لم تعد متدينة كالسابق و الكل يعرف في دخيلة نفسه أن الله وهم و أنه لن يحاسب بعد الموت لهذا تفشت العدوانية و الجرائم في المجتمعات الشرقية.
و لهذا يتمسك الناس بالتدين الإجتماعي الشكلي و يهملون التدين الحقيقي الذاتي .. لأن أحدا لم يعد يؤمن.

الناس بطبيعتهم يحبون الخير و يكرهون الشر لكن الدين هو من ياتي ليعلم الناس أنهم فاسدين و أن كلهم فساد و أن الله هو من يعلمهم الفضيلة.
مع أن الله لو ان موودا لان أشر الناس و أخلاقه لا تفرق عن أحقر حيوان يتغذى على الجيفة ..
و لا يمانع لو أباد شعوبا و قتل الملايين و أفنى البلايين في نار لانهاية لها.

الله يعلم الناس الخوف و الخوف يجعل الناس عدوانيين يكرهون بعضهم البعض ..
لهذا يقتتل المسلمين و اليهود في إسرائيل ..
و لهذا يقتتل المسلمين و المسيحيين العراق ..
و لهذا يقتتل المسلمين و الهندوس في الهند ..
و لهذا يقتتل المسلمين مع المسلمين في كل مكان في العالم ..
لا يتورع سني ملتحي عن أن يفجر نفسه في سوق أغلبيته من المسلمين الشيعة.

هناك بداوة و همجية تكمن بين سطور القرآن و ترتع في السنة الشريفة.
لهذا لا يطيق المسلمين أحدا و لا يصادقون من أتباع الأديان الأخرى ..
مثل الصداقة بين المسيحيين و اليهود في الغرب الآن بعد عصور من القتال.

لأن الإسلام له الشريعة الإسلامية فهو ضد العلمانية ..
و لأن الجهاد فريضة إسلامية فهو ضد السلام و الصداقة ..
و لان المسلمين يصلون خمس فروض يوميا لذلك فهم يقطعون أعمالهم كثيرا ..
طيب في زمن محمد كانت الناس لديها وقت فراغ كبير لكن الآن يسهل أن تجدي في وقت العمل من يرتدي قبقاب و يذهب للإغتسال و الصلاة أكثر من مرة يوميا.
لهذا تأخر المسلمين في كل المجالات و تخلفوا حتى عن جماعات دينية أقل عددا بكثير ..

صحيح هناك محاولات لتطوير الدين مثل : المعتزلة و القرآنيين و غيرهم ..
و هؤلاء يحاولون دمج الدين بالإلحاد من أجل إطالة عمره و جعله أكثر معقولية.
يعني القرآنيين يحاولون التخلص من السنة البذيئة مرة واحدة و بالتالي يصبح الدين : 50% إسلام + 50% إلحاد
و لكن حتى هذة المحاولة المتأخرة أكثر من 200 سنة لا تريد الإنتشار بشكل كافي.
و كأن المسلمين قد إختاروا الإنقراض مع الدين بدلا من العيش بدونه ..
يعني الناس هنا يجب أن تتعلم كيف تواجه الواقع أكثر : لم يعد أحد يصدق الأكاذيب الدينية.
إن لم يتم التقريب بين الإسلام و الإلحاد سيموت الدين بالحيا أولا ثم يتم دفنه بعد ذلك.

علينا أن نتخلص من الأوساخ العالقة لكي نمضي قدما في حياتنا .. لا أن نبكي على الدين المسكوب.

(f)