ويا غافل الك الله لم يكد أبو العبد يطلب منقوشة زعتر وزيت حتى انقض عليه رجلان من الضابطة العدلية فأوقفاه بتهمة قبول رشوة انتخابية.
بعد ساعات من حبسه في الانفراد استدعي أمام المحقق الذي سأله عن علاقته بجمعية التنمية الاجتماعية التابعة للرئيس رفيق الحريري.
لم يفهم أبو العبد شيئا واعتقد في بادئ الأمر ان صاحب محل المناقيش المجاور لذلك الذي اشترى منه منقوشة، هو الذي دبر له هذا المقلب.
غير انه وبعدما أفرج عنه بسند إقامة شرح له ابنه عبد ان النيابة العامة التمييزية استدعت أربعة أعضاء من الجمعية للتحقيق معهم في شبهة ذات صلة بالانتخابات.
وكانت الجمعية كعادتها منذ سنوات تشتري كميات من الزيت وتوزعها على المحتاجين.
عرف أبو العبد ان القصة سياسية فابتسم وقال لأم العبد: اليوم أريد ان أتغذى غير شكل.
قالت: وماذا تريد؟ قال: أريد لوبيا بزيت، ومقالي بزيت، وهندبة بزيت.
وقال لابنه عبد: اذهب فاشتر لي قميصا لون زيتي وغيّر الزيت للسيارة ولا تنس بعدما تعود أن تشرب زيت الخروع، والحمد لله ان لون عيونك زيتي.
بعدها استلقى ابو العبد على الكنبة واسترسل في ضحك شبه هستيري متذكرا ان احد الذين اوقفوه، سبق وتعلم ابنه على حساب مؤسسة الحريري في لندن كما الآلاف من الشباب اللبنانيين.
قال في نفسه: ترى هل سيسجن أولئك الشبان؟ ولكن ابو صطيف الذي جاءه مطمئنا على صحته استبعد ذلك ناصحا ابو العبد بأن يتحول الى المناقيش بسمنة على سبيل الاحتياط.
في اليوم التالي كان احد عناصر الضابطة العدلية مارا في الشارع فلحق به بعض الصبية وراحوا يدقون له على التنك قائلين: اوعا الزيت.. اوعا الزيت.
حدث ذلك في لبنان يوم السبت في 12 شباط 2005.
طبعا منقول:emb: