Arrayكبرنا [/quote]
أوجزت فأنجزت

لكن موضوع الإحساس بالكبر على فكرة إحساس شخصى بيختلف من إنسان لأخر

يعنى فى واحد بيبقى عنده 25 سنة لكن بداخله حاسس إنه عنده 60 سنة.

قبل ماأفتح على أمريكا قدمت إستقالتى من مصر فواحد فاتورة دفعتى لقيته بيقولى أنت ليه إستقالت! ماتاخد أجازة بدون مرتب علشان يطلعلك معاش!!!!!

أساسا لم أتصور فى يوم من الأيام أنه سيقترن إسمى بأى شكل أو صورة أو يتم وضعه فى جملة مفيدة بجوار كلمة معاش ولم أتخيل نفسي للحظة واحدة قاعد على قهوة المعاشات وبكتب ألتماس لسيادة الرئيس محمد حسنى مبارك علشان يصرفلى رغيفين عيش ودوا السكر والضغط!! وحقيقة الأمر أن زميلى كان مسكونا بمخاوف وهواجس غير مناسبة لسنه وقتها فى حين كنت أنظر لنفسى على أنىinvincible
ودارت الأيام وبدأت هواجس ومخاوف جديدة تظهر فى حياتى ووقتها فقط أدركت بالفعل إنى كبرت وعصرالinvincibility is over وإن الواحد أحسن له يحترم نفسه ويعمل حساب ماهو قادم من أيام.

فكرة تكوين أسرة لم تكن تستهوينى فى السابق وكنت دائما أنظر للجانب السلبى منها وأركز عليه فموضوع إنك تتجوز وتجيب عيل مش بالسهولة التى يعتقدها الكثيرون فبمجرد إنك تخلف عيل فهذا إعلان وفاة بالنسبة لك وإنتهاء دورك البيولوجى فى الحياةوأن ماتبقى من عمرك على ظهر هذا الكوكب سيكون مسخرا لرعاية الفاتورة التى جلبتها لهذا العالم وبصرف النظر عن البعد المادى للمسألة فإستعراض سريع لنمو الفاتورة وتطورها ممكن أن يصيبك بالهلع..... يعنى إذا لم تولد الفاتورة بتشوه خلقى أو مرض وراثى فتخش فى فيلم الواد عنده إسهال وبيسنن وبيكح ورضاعة ولبن وبامبرز والتطعميات والواد جاله جفاف ومحلول معالجة الجفاف وست كريمة والعيال الصغيرة بنت دين كلب أى حد يلمسها تمرض وإذا أستطعت تجاوز تلك العقبة تخش بقى فى فيلم المدرسة ومستوى الواد والواد مش مركز والواد بيضرب زمايله وتروح بقى تتعامل مع سيد كاباكا وباقى الفواتير من المدرسين أما الكارثة الحقيقية فهى سن المراهقة والواد بيتفرج على أفلام سكس والواد حاول يغتصب زميلته فى المدرسة والواد بيشرب سجاير والواد بيضرب بانجو والواد مشترك فى تنظيم إجرامى والواد البوليس مسكه وأجرى وراه فى الأقسام ولتكتشف فى النهاية أنك لست أنت من قمت بتربيته بل هو من قام بتربيتك وطلع على جتتك القديم والجديد فالواحد كان بيقول الطيب أحسن ومش عايز صداع ولا وجع دماغ وياإبنى أنت فى حالك وأنا فى حالى وأنا لاأبوك ولاأعرفك وبرئ منك ليوم الدين.

تلك النظرة السوداوية بدأت تخف حدتها وبدأ يحل محلها نظرة أقل سوداوية وبها بعض البقع المضيئة المرشحة للإتساع مع الوقت فإنجاب طفل أيضا بالإضافة لكل الكوارث السابق الإشارة إليها به بعض الجوانب الإيجابية والتى بدأت ألمسها فى المحيطين بى فمن لديه أطفال تجده فى شئون الحياة العامةup to date ومدرك لما يحدث حوله من تغيرات لأن الأباء بالفعل يتعلمون من أبنائهم فتجد مثلا من لديه أطفال أكثر خبرة منى بالكومبيوترلأن الأجيال الجديدة ولدت والكومبيوتر جزء من حياتها بعكس جيلنا الذى يعتبر الكومبيوتر دخيل عليها وبالتالى تجد من لديه أطفال من جيلى مستواه أفضل منى لأنه بيتعلم من أطفاله حاكم العيال الصغيرة اليومين دول فى الكومبيوتر بيتعاملوا معه زى ما كنت أنا بتعامل مع البلى وأنا صغير بالإضافة إلى أن متابعة الأطفال بالمدرسة بتجعل الإنسان مدرك للتغير فى المناهج وبتنشط ذاكرته فى أمور كثيرة وهناك سبب وجيه جدا لإنجاب طفل أيضا وهو إنك عندما تكبر تلاقى حد يسأل عليك بدل ماتقعد تكلم نفسك زى المجانين وفى تلك المسألة فإنجاب طفلة أفضل كثيرا من إنجاب طفل لأن الطفل طبعا بمجرد مايكبر ويقف على رجليه أدى دقنى إن شفت وشه تانى إنما الطفلة عامة بيكون عندها دم وإحساس أكثر من الطفل ودائما هى من تتولى رعاية أبويها فى شيخوختهم ....... خلاصة الأمر أن إنجاب طفل ليس كله سلبيات وكوارث وممكن إعتباره نوع من الإستثمار طويل الأمد.