Array
ذكاء الإنسان وتفوقه وإنجازاته كل هذا لم يمنع الإنسان من أن يكون أكثر المخلوقات عبودية للآلهة عبر التاريخ , فبسبب ذكاء الإنسان واستيعابه لحقيقة موته بصورة مؤكدة افترض أنه سيرجع مرة أخرى بعد الموت واخترع الآلهة والأديان لكي يحاول أن يتغلب على هذه الحقيقة التي لا يتصورها واقعًا , بينما المخلوقات الأخرى الأقل منا ذكاء وإنجازًا لم تصل إلى ما وصلنا إليه في هذا المجال , هل سبق لنا أن شاهدنا حيوانًا يصلي أو يصوم أو يحج لمكان مقدس تقربًا إلى آلهة وهمية أو يشكل جماعة للدعوة والتبشير بما يؤمن به ؟ ذكاء الإنسان يا صديقي كان سلاحًا ذو حدين , فبقدر ما أفاد الإنسان فإنه قد أضره أيضًا ...
[/quote]

صديقي رائف (f)

ما ذكرته من عيوب في ممارسات الإنسان عبر التاريخ لا تعيب الإنسان بل تعيب الذكاء نفسه ..
لا توجد أنماط ذكية أخرى كالإنسان لكي نقارنها بالإنسان و إنحرافات الإنسان مرتبطة بظروفه القاسية و قلة معارفه و ميوله العاطفية و ليست بنوعية ذكاؤه.

الإنسان الذي قدم ذبائح بشرية لآهة وهمية و قاتل غخوته في الإنسانية من اجل آلهة وهمية هو نفسه الذي عرف فساد تلك الممارسات و بطلانها.

لا تفترض ان الإنسان من المفروض أن يكون إلها كاملا و لكنه إنحرف لان طبيعته فاسدة .. تلك دعاوي دينية.
الإنسان اساسا هو كائن بدائي و قد تجاوز ظروفه و نقصه و قلة حيلته لان له طبيعة خاصة مميزة .. هذا منطق التطور.

و لهذا فلو قلنا مثلا أن سلوكيات الإنسان عموما تعتبر : متحضر و ذكية بنسبة 20 %, همجية و غبية بنسبة 80 %
فإن هذا يعتبر إنجازا كبيرا و تقدما عظيما لكائن حي من المفترض أن يكون نسبة همجيته و غباؤه 100 % كأي حيوان طبيعي.

نحن نختلف في النتائج لأننا نختلف في القياس ..
لان الأديان إخترعت كائن حي ذكي و متحضر و اخلاقي بنسبة 100% ( المفروض يعني و إن لم يكن ما هو حادث فعلا )
فإن هذا أوحى للإنسان بانه اقل دائما و أضعف دائما و بدائي دائما.
و لكن لان الأديان فاسدة فان هذا المنطق فاسد أيضا ..

الإنسان هو الذي إخترع الحضارة و الأخلاق و التكنولوجيا .. و ليس أي كائن حي آخر.
لذلك فان القول بأن الإنسان متخلف او همجي هو قول فيه تجني ..
على أساس انه اكثر الكائنات الحية تطورا و حضارة و اخلاقية على الأطلاق.
هذا واقع لا لبس فيه ..

Array
أنا لست معك في الإيمان بالإنسان بهذه الدرجة , العملية كلها صدفة , الإنسان تميز ببعض الصفات عن غيره من المخلوقات ولكن ليس معنى ذلك أنه أفضلها , هناك مخلوقات كثيرة أفضل من الإنسان في صفات متعددة , في القوة في الصبر في التحمل في عدم الاعتداء على الآخر إلا في حالة الجوع أو الخطر , دائمًا ما كنت أردد من صغري أن الثعبان أفضل من الإنسان , فهو لا يهاجم إلا إذا كان بحاجة للطعام أو في حالة شعوره بخطر أو هجوم , الأسد لن يمس شعرة منك إذا كان بطنه مملوءًا بالطعام , أما الإنسان فهو يفعل أشنع الفظائع بأخيه الإنسان حتى لو كانت معه كنوز الأرض , كم من ملايين وملايين قتلوا بأيدي إخوانهم في البشرية بدوافع الحقد والكراهية دون رحمة أو شفقة , كم من ملايين وملايين عُذبوا واضطهدوا وظُلموا من إخوانهم في الإنسانية دون سبب إلا الأنانية والطمع والشر المتأصل فينا ؟
لماذا أفخر بنوعي كإنسان ؟ ألأنه أذكى وأكثر إنجازًا رغم انه الأكثر عبودية وشرًا عبر التاريخ ؟
[/quote]

العملية كلها صدفة فعلا .. و لكنها صدفة سعيدة طبعا.
هل تنكر هذا ؟
ألست شاكرا لأنك حي و لانك إنسان.
لا تجعل تصرفات بعض الناس تلهيك عن سلوكيات البعض الآخر ..
الإنسانية تتجه من الفوضى التامة إلي النظام الشامل, من العبث إلي المعنى.

لذلك فمن الطبيعي لو كنت أنت شخصيا لست كاملا ..
انا تعلمت أن أسامح نفسي حين أخطئ و أن اكون شاكرا حين أصيب.
لن تفعلها مع غيرك لو لم تفعلها مع نفسك, و العكس صحيح أيضا.

لا تنظر لأخطاءك و اخطاء غيرك و كانها أشياء زائدة على الحياة ..
الحياة أساسا فوضى و الأخطاء تحدث بطبيعة الحال.
الإنسان هو الذي يتفضل على نفسه و على الوجود بالخير و النظام.

اي كائن حي آخر يكتفي بقوت يومه و ينهش الحيوانات الأضعف منه ليأكلها حية.
في الحقيقة فأن الإنسان هو الأذكى و الأكثر إنجازا بلا منافس.
و تلك مسئولية كبيرة لو كنت تدري.

و الأكثر عبودية هو الحيوانات الأخرى ..
الحيوانات الأخرى تحركها إرادة الطبيعة العاملة فيها بإستمرار.
تأكل بإرادة الطبيعة و تشرب بإرادة الطبيعة و تمارس الجنس و تتقاتل و تفعل كل شيء بإرادة الطبيعة.
الإنسان فقط من إستطاع أن يقوم بتصرفات إعتمادا على إرادته الحرة المنفردة ..
الإنسان فقط من طور آليات أخرى ترتكز على إرادة الطبيعة فيه و لكنها تتجاوزها نحو الأفضل ..
الإنسان فقط هو الذي ياكل لكي يعيش و ليس لانه جائع ..
يعمل لكي ينجز و ليس ياكل و يشرب فقط.

لو نظرت للإنسان بنظرة إلحادية حقيقية ستعرف كم هو عظيم ..
الأديان هي التي تسببت لنا في الشعور بالذنب و الدونية و قتلت كرامتنا الإنسانية.
و جعلت الواحد منا يركز على ضعفات الإنسان و سقطاته بدلا من أن يسلط الضوء على إنجازاته ..

سأقول لك معلومة : لو ركزت على سقطات و هفوات إبنك مثلا ستزيد أخطاؤه و يفلت زمامه
أما لو ركزت على إنجازاته و أفضل تصرفاته سيتحسن أكثر و أكثر و يصبح أفضل.

ما تركز عليه تجده و ما تهمله يسقط ..
هكذا فقد الإنسان ذيله.

:redrose: