اقتباس: Logikal كتب/كتبت
أولا أعتقد أن انتشار الاديان شبيه جدا بانتشار الكوكاكولا. يعني الموضوع دعاية و علاقات عامة و وسائط و مطبوعات لتعريف اكثر عدد ممكن من الناس بالمنتج. و الكنائس المسيحية الامريكية و كنيسة الفاتيكان يمتلكون اليد العليا في هذا المجال، فهم يصرفون بلايين الدولارات على شبكات التلفزة المسيحية حول العالم و الافلام و المطبوعات، ناهيك عن التبرعات و توزيع الغذاء و الدواء و الطعام للمحتاجين في حين نبذتهم حكوماتهم.
أنا أتفق معك في أن العالم سيتجه للادينية و الالحاد بشكل كبير في المستقبل، لكن هذا لن يتم كما حصل معي او معك شخصيا. يعني لن "يدخل الناس في الالحاد افواجا."
الاديان هي التي تتطور بشكل دارويني، و سيستمر تطورها لمئات السنين حتى تصل بشكل طبيعي و سلس الى مرحلة يصعب فيها التمييز بين الدين و اللادين.
على سبيل المثال، في أيام العصور الوسطى، كان الاوروبيون يعتقدون ان اللـه جالس فوق قبة السماء، و أن الارض مركز الكون. اليوم وصلت المسيحية و لو على مضض الى اقصاء اللـه عن العالم و وضعه في حيز سحري بعيد عن سمائنا، و قبلت بأن الارض مجرد كوكب صغير. طبعا في تلك الايام، كل من آمن بهذه الامور كان مصيره الخازوق على ايدي رجال الكنيسة او الحرق في الشارع و كانوا يسمون هؤلاء الاشخاص بالزنادقة. اليوم اصبحت الكنيسة تقبل هذه الامور، يعني كنيسة اليوم بنظر كنيسة العصور الوسطى هي مجرد ثلة من الزنادقة :lol: و كنيسة العصور الوسطى بنظر كنيسة العصور الاولى ايضا زنادقة.
اليوم وصلنا لمرحلة اصبح فيها عدد عظيم جدا من اللاهوتيين يعيدون تفسير الديانة المسيحية و شخصية المسيح. مسيحيو اليوم يعتبرون هؤلاء زنادقة، و لكني أجزم انه في اقل من مئة عام ستقبل الكنيسة كل تفاسيرهم و آرائهم، و عندها سيظهر لاهوتيون اكثر زندقة منهم، و في البداية سترفضهم الكنيسة و لكن في النهاية ستقبلهم على مضد. و هكذا سنصل الى مرحلة الزندقة الكبرى، حيث أن مسيحيي تلك المرحلة قد لا يؤمنون بالكتاب المقدس حرفيا و لا حتى اللـه حرفيا و انما يعتبرون هذه الاشياء تراثا اخلاقيا قيما، و سيسمون انفسهم "مسيحيين". ألا تعلم أن الكثير من مسيحيي اليوم لو رآهم مسيحيو قرنين سابقين من الزمان، لاعتبروهم ملاحدة؟؟
الاسلام يتطور و لكن بصورة ابطأ كثيــــرا جدا في هذه المرحلة بسبب تمركزه في مناطق ليس فيها حرية للتفكير و التعبير فمعظم بلدان المسلمين المركزية اذا تجرأ شخص ان يكتب كتابا في الدين و لم يعجبهم، طبعا "ما تشوف عينك الا النور" على رأي المثل. تعازينا لساكني تلك الدول المتخلفة.
الصديق العزيز لوجيكال
محبة و سلام
أتفق جدا مع مداخلتك المنطقية جدا كما عودتني ..
طبعا انا لم أتصور لحظة أن الناس سيدخلون الألحاد أفواجا فأنا لست دينيا و قد فقدت تلك الطريقة الدينية في تصور العالم و مستقبله منذ فترة طويلة ..
أنا مقتنع جدا بالتصور الذي ذكرته عن أن الاديان ستتطور تدريجيا و تفقد نفسها شيئا فشيئا .. على مر العصور.
في الواقع لقد عبرت عن تصوري بدقة ..
ما كنت أسأل عنه ليس المستقبل البعيد و لكني كنت اتساءل عن المستقبل القريب ..
و أجبتني بأن الأديان تنتشر بالطريقة نفسها للشركات متعددة الجنسيات .. أنا معك.
أنا لم أحدد أسئلتي منذ البداية :
كيف تؤثر الأحداث الحالية و الخوف العالمي من الإسلام و الحملة الأمريكية على انتشار الإسلام ؟
كيف ينتشر الإسلام و أين ؟
و كذلك المسيحية ؟
و كذلك الإلحاد ؟
أنا أعرف ان حال العالم سنة 2500 م سيكون تركا للاديان كلها أو على الأقل تمييعها جدا لدرجة لا تستطيع أن تفرقها عمليا من بعضها.
و لكني أتكلم عن 2050 م و كيف ستنتشر المسيحية الغربية بأموالها و نفوذ دولها العسكري و السياسي.
أحاول فقط ان اتصور "كيف يسير العالم ؟"
و تحياتي لك