الخوف هو الدافع الرئيسي يا أخ يجعله عامر حيث يدفع بالناس للتحريض على الإحجام عن قراءة ما يخالف فكرهم خشية الفتنة. عقلية الفتنة ولا شك هي محورية في حذو الإنسان لخطى ترهب المجهول كهذا. الأمر ذاته تجده في المسيحية حيث تسمع من يحذرك من وقت لآخر من اللاهوت الليبرالي وذلك الكافر ابن الكافر بولتمان ولكن لو سألته: هل قرأت شيء لـ بولتمان؟ سيرد عليك: وما حاجتي للكفر؟ إذا هي رهبة من الكفر حتى لو اضطره الأمر لخمول عقله وكساد أفكاره. مؤخراً كنت أجلس في السيارة إلى صديق وشابة ترافقه وسألني عما أقرأ فأجبته إني أقرأ كتاب عن النظريات الثمان في دراسة الأديان. زاد فضوله وأحب أن يعرف من هم يا ترى هؤلاء المنشغلين بالتنظير الديني فأجبته أن فرويد واحد منهم فاندفع بالرد قائلا إن فرويد ضال ومارق عن جادة الحق ولا يجب قراءته. ومن قال هذا؟ رجل يعمل في مجل الأمراض النفسية بشكل ما. بصراحة استشاط غضبي استشاطة ليست غريبة عني وقلت له: أنت قرأت كتاب واحد وكامل لـ فرويد؟ أجاب لا. قلت: فلما التسرع وترديد ما يقوله المسيحيون المؤمنون عن فرويد عن جهل منهم؟ أجابت صاحبته مدافعة عنه إنه "دكتور" وهذا اقتضى منه قراءة كل هؤلاء. استفزتني فسألتها مرة ثانية عما قرأ لفرويد ولم تجب. يحلو للناس التشدق بالثقافة والكلمات الإيمانية والتي تسكبهم هالة نورانية والجهل يضعدع خدور قلوبهم فصاروا كديار عفنة خاوية على عروشها يتقلدون سيف الإيمان والدين ويستحيل إقامة مناقشة من أي نوع مع مثل أولئك.